تلقت محلات تجارية وبنوك أميركية اتصالات هاتفية من متصلين في دول أجنبية يهددون بتفجير تلك المحلات ما لم يتم تحويل مبالغ مالية محددة إلى حسابات في الخارج، ونجح المتصلون في الحصول على آلاف الدولارات بهذه الطريقة. وذكرت وكالة أسوشييتد برس الأميركية أن مكتب المباحث الفيدرالي (إف بي آي) يحقق حاليا بالتعاون مع دول أجنبية في مصدر تلك الاتصالات ويحرز تقدما في تحديد هوية المستفيدين من أصحاب الحسابات البنكية التي تم تحويل المبالغ إليها.
ونقلت الوكالة عن مصادر أمنية مسؤولة أن أكثر من 26 بنكاً ومحلاً تجارياً في حوالي 17 ولاية أميركية؛ من بينها فرجينيا تلقت اتصالات تهديد، الأمر الذي أفزع العاملين فيها وجعل كثيراً منهم يبادر بتحويل المبالغ المطلوبة حفاظا على حياته وحياة العاملين من زملائه. وأضافت المصادر أن حالة الفزع كانت كبيرة في خمسة محلات في الأقل؛ بينها متجر وول مارت في مدينة نيوبورت بولاية رود آيلاند الذي بادر أحد المديرين فيه بتحويل 10000 دولار إلى متصل في جهة غير معلومة. وفي ولاية ميتشغن، قام أحد الموظفين في محل تجاري يدعى هاردينغ ماركت بإرسال 3000 دولار إلى حساب في باراغواي تنفيذا لرغبة متصل مجهول.
وقالت السلطات الأمنية إن المحققين الفيدراليين ورجال الشرطة المحلية يبحثون في عدد كبير من التحويلات التي تمت تحت التهديد، بالتعاون مع سلطات دول معظمها أوروبية. وقال ريتش كولكو المتحدث باسم مكتب المباحث الفيدرالي «إننا نحرز بعض التقدم وقد توصلنا إلى خيوط ستقودنا إلى القبض على المشتبه بارتكابهم هذه الجرائم».
وامتنع المتحدث باسم المباحث الاميركية عن توجيه النصح إلى مديري وموظفي المحلات والبنوك بالامتناع عن تنفيذ رغبات المتصلين، مكتفيا بالقول «نحن ننصح فقط بالتفكير جيدا قبل ضغط زر الإرسال».
وقالت صحيفة «واشنطن بوست» إن أربعة تهديدات بوجود قنابل موقوتة استهدفت محلات وول مارت شمال ولاية أوهايو، الأمر الذي أجبر عمال تلك المحلات إلى إخلائها لأكثر من ثلاث ساعات قبل أن يتأكد رجال الشرطة من عدم وجود أي قنابل. وفي فرع لأحد البنوك المنتشرة في الولاية، طلب المتصل من موظف في البنك تولى الرد عليه أن يأمر بقية الموظفين بالانبطاح على الأرض، فيما يتولى هو إرسال المبلغ المطلوب إلى حساب خارجي.
وإلى جانب التهديد بتفجير القنابل تحدث أحد المتصلين عن قدرته على إطلاق الرصاص على موظفي البنك إن لم يتم تلبية طلبه على الفور. ونصح مكتب المباحث الفيدرالي المحلات والبنوك التي تتلقى اتصالات مشابهة أن تطيل في الحديث مع المتصل وتحاول الحصول منه على أكبر قدر من التفاصيل تحت حجة الحاجة لتلك التفاصيل من أجل تحويل الأموال المطلوبة.