باكستان: سقوط 25 قتيلا في انفجارين انتحاريين متزامنين في مدينة روالبندي

ضمن الضحايا 17 من عناصر الاستخبارات العسكرية.. والهجومان يحملان بصمة «القاعدة»

TT

قتل ما لا يقل عن خمسة وعشرين شخصا في ضاحية اسلام اباد، اثر اعتداءين انتحاريين متزامنين تقريبا، في فصل جديد من مسلسل دموي تشهده باكستان، منذ ان قرر الرئيس برويز مشرف قبل شهرين تكثيف المعركة ضد الأصوليين.

وفي عداد الضحايا سبعة عشر موظفا في وزارة الدفاع، كما صرح الناطق باسم الجيش الجنرال وحيد ارشد. وقال مسؤول رفيع في أجهزة الاستخبارات لوكالة الصحافة الفرنسية ان الأسلوب الذي اعتمد في تنفيذ هذين الاعتداءين في وقت متزامن تقريبا من قبل رجال يملكون على ما يبدو معلومات جيدة «يحمل توقيع القاعدة». وقد نفذ هذان الهجومان اللذان أوقعا ايضا 68 جريحا على الاقل، بحسب مصادر الشرطة، في مدينة روالبندي الضاحية الشعبية المجاورة للعاصمة الباكستانية والتي تضم ايضا مقر قيادة أركان الجيش والمقر العسكري للرئيس الباكستاني الجنرال برويز مشرف الحليف الأساسي للولايات المتحدة في «حربها على الإرهاب» والذي اقسم الرجل الثاني في «القاعدة» ايمن الظواهري قبل شهرين على اسقاط نظامه. وقد دمر التفجير الأول باصا بالقرب من سوق قاسم. والقتلى السبعة عشر الذين سقطوا هم على ما يبدو بحسب مصدر في الشرطة من عناصر أجهزة الاستخبارات العسكرية النافذة.

وقد صعد رجل غريب عن وزارة الدفاع في اللحظة الأخيرة الى الباص، وفجر قنبلته كما اوضح المسؤول عن الشرطة في وزارة الداخلية كمال شاه. اما الاعتداء الثاني فنفذ على بعد ثلاثة كيلومترات من الأول في سوق شعبي، واستهدف على الأرجح ضباطا يسلكون هذا الطريق كل يوم بحسب مصادر عسكرية. وقد قتل ثمانية اشخاص. وفي مكان الاعتداء الاول يشير هيكل الباص الأبيض الذي يعد نحو أربعين مقعدا والمدمر تماما الى قوة الانفجار الذي سمع دويه في كافة أرجاء المدينة. وتشهد باكستان منذ الهجوم على المسجد الأحمر في اسلام آباد في 10 و11 يوليو (تموز) موجة غير مسبوقة من الاعتداءات الدامية ينفذها ناشطون اصوليون متطرفون. وفي معظم الحالات تستهدف هذه الهجمات العسكريين وعناصر الشرطة في المناطق القبلية الشمالية الغربية الحدودية مع افغانستان.

ويتخوف قادة الاحزاب السياسية، ان يكونوا هم عرضة للتفجيرات الانتحارية المقبلة. من جهته قال تشودري شجاعة حسين زعيم حزب الرابطة الاسلامية، «انه سيكون من الصعب اجراء انتخابات نيابية بعد التفجيرات التي جرت داخل الثكنات العسكرية في روا البندي». وكانت الاستخبارات الباكستانية حذرت من عمليات انتحارية ضد تجمعات انتخابية لحزب الشعب الباكستاني، الذي تترأسه بوتو والحزب الحاكم.