مبارك يأمل تحقيق اختراق في المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين

أجرى مباحثات أمس مع عاهل الأردن وداليما وبلير

مبارك يستقبل الملك عبد الله الثاني امس في الاسكندرية (اف ب)
TT

أجرى الرئيس المصري حسني مبارك مباحثات مكثفة أمس بالإسكندرية حول قضايا المنطقة في ضوء التطورات الجارية على مختلف الأصعدة، وسبل إعادة إطلاق عملية السلام في الشرق الأوسط في ضوء التعاطي الإقليمي والدولي مع النزاع الفلسطيني الإسرائيلي. وأكد الرئيس مبارك استعداد مصر لتقديم كل ما يضمن إنجاح المؤتمر الدولي للسلام الذي دعا الرئيس الاميركي جورج بوش لانعقاده، فيما أعرب الرئيس المصري عن أمله في تحقيق مردود إيجابي لزيارة وزيرة الخارجية الاميركية كونداليزا رايس للمنطقة هذا الشهر، وقال «إن بناء المؤسسات الفلسطينية ودعم السلطة لا بد أن يقترن بتحرك دولي جاد لكسر جمود عملية السلام وتحقيق اختراق ملموس وواضح في المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

وشملت مباحثات مبارك أمس كلا من الملك عبد الله الثاني بن الحسين، عاهل الأردن، وتوني بلير مبعوث اللجنة الرباعية الدولية، وماسيمو داليما وزير خارجية إيطاليا، الذي وصف علاقات بلاده مع مصر بأنها «تمر بمرحلة استثنائية رائعة». وقال داليما للصحافيين عقب اللقاء بإنه اتفق ومبارك على عقد قمة سنوية بين البلدين، مشيراً إلى أن هذا الإجراء يتم تطبيقه بين إيطاليا والدول التي ترتبط معها بعلاقات خاصة.

وذكر أنه تم خلال اللقاء التطرق لموضوع إعادة إطلاق عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية، مؤكدا تقدير بلاده لمبادرة الرئيس الاميركي جورج بوش الخاصة بالدعوة إلى عقد مؤتمر دولي للسلام في نوفمبر( تشرين الثاني) القادم، منوها إلى أن إيطاليا ستعمل على دعم الاتجاه نحو السلام والاستقرار في المنطقة.

وقال داليما «إن الأسابيع المقبلة ستشهد تحركا سياسيا كبيرا للإعداد لهذا المؤتمر»، وأشار إلى «أن إيطاليا ودول الاتحاد الأوروبي ستقوم بجهد كبير لإنجاح هذا المؤتمر وذلك حتى لا نفقد هذه الفرصة الثمينة للسلام».

وردا على سؤال حول انعقاد مؤتمر السلام بدون دعوة الجانب السوري، أكد وزير الخارجية الايطالي أن المبادرة الاميركية لعقد مؤتمر السلام ستكون تحت رئاسة كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الاميركية، وأن الإعداد والتجهيز للمؤتمر سيكون من الجانب الأميركي.

وقال داليما إن المؤتمر يجب أن يضم كافة الدول المعنية بالاستقرار والسلام في المنطقة وكذلك كافة الدول المهتمة بالسلام، وان المهم هو محتوى اللقاء وأن نحقق النجاح للعملية السلمية.

وأشار وزير الخارجية الإيطالي إلى أن إنجاح هذا المؤتمر يتوقف على نجاح اللقاءات المباشرة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس، وأن المجتمع الدولي حريص على تشجيع الأطراف كلها المعنية لإتمام السلام.

وعقب اجتماع مبارك وبلير صرح السفير سليمان عواد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية أن الرئيس مبارك أكد لمبعوث الرباعية الدولية استعداد مصر للتعاون مع كافة الأطراف لضمان إنجاح المؤتمر الدولي الهام للسلام، وقال عواد أن الرئيس (مبارك) يتطلع لأن تكون الجولة المقبلة لوزيرة الخارجية الأميركية كونداليزا رايس بالمنطقة هذا الشهر لها مردود ايجابي في الإعداد لهذا الاجتماع الهام، وان مصر على استعداد دائم للمساهمة في أي جهد دولي مخلص يؤدي إلى تخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني ودفع القضية الفلسطينية إلى الأمام.

وأوضح أن الرئيس مبارك أكد لبلير دعم مصر الكامل له في مهمته الجديدة من منطلق دعم مصر لكل ما يخدم قضية السلام في الشرق الأوسط والشعب الفلسطيني.

وقال إن مبارك ذكر لبلير أن مهمته الموكلة من الرباعية الدولية تتعلق بالمساعدة في بناء المؤسسات الفلسطينية والدعم المالي اللازم للسلطة الفلسطينية موضحا أن مصر تشجعه على ذلك لأن بناء المؤسسات الفلسطينية هو بناء للدولة المستقلة التي يتطلع لها الشعب الفلسطيني.  وأوضح أن الرئيس مبارك قال إن بناء المؤسسات الفلسطينية ودعم السلطة لا بد أن يقترن بتحرك دولي جاد لكسر جمود عملية السلام وتحقيق اختراق ملموس وواضح في المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

وأشار عواد إلى أن مبارك اعتبر الإعداد الجيد للمؤتمر الدولي خلال الفترة المتبقية على انعقاده، شرطا ضروريا وهاما لضمان نجاح المؤتمر.

ولفت إلى أن الرئيس مبارك أكد على ضرورة أن تكون للاجتماع أجندة وقواعد إسناد واضحة وكذلك تصور واضح لنتائج ملموسة تخرج عن الاجتماع وتعلن بحيث تحقق اختراقا للقضايا الرئيسية والوضع النهائي، وحذر من ضياع فرصة ذلك الاجتماع مثل الفرص التي ضاعت من قبل، مشدداً على ضرورة أن يؤدي الاجتماع إلى وضع أسس واضحة للسلام العادل والشامل حتى لا تحدث أية انعكاسات سلبية تؤثر على المنطقة كلها وحتى لا تزيد مشاعر الغضب والإحباط وتتصاعد قوى التطرف في المنطقة وخارجها.

وقال مبارك معلقاً ـ الكلام لعواد ـ لسنا في حاجة إلى اجتماع ذي طبيعة مراسمية ولكن إلى اجتماع يتم الإعداد له جيدا ويمثل اختراقا لمسار السلام الفلسطيني والإسرائيلي.