الخرطوم توافق على إطلاق سراح سليمان جاموس للعلاج في كينيا

الأمين العام للأمم المتحدة: الإفراج عنه مهم للعملية السلمية في دارفور

TT

ابلغ الرئيس السوداني عمر البشير الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون موافقته على اطلاق سراح مسؤول الشؤون الإنسانية في حركات دارفور المسلحة سليمان جاموس المحتجز منذ نهاية العام الماضي لدى الأمم المتحدة بطلب من الحكومة، فيما رحب مون بقرار البشير، واعتبر ان الافراج عن جاموس مهم للعملية السلمية في دارفور. وأعلن الامين العام عزمه على استثمار زيارته للسودان في الدعوة لمؤتمر سلام شامل حول دارفور، مشيرا إلى أن الأزمة في الاقليم موجودة على رأس أولوياته. ونصح مون السودانيين الى الافتخار ببلدهم باعتباره «اكبر بلد افريقي وبه موارد منها النفط وموارد بشرية عالية التعليم وشباب طموح خلاق وطاقات فاعلة». واجرى مون بعد ساعات من وصوله الخرطوم في زيارة رسمية للسودان لاول مرة منذ تعيينه في المنصب العام الماضي مباحثات مغلقة مع الرئيس عمر البشير ركزت على الأوضاع في دارفور، وطار امس الى مدينة جوبا عاصمة جنوب السودان واجرى مباحثات مع النائب الاول للرئيس السوداني ورئيس حكومة الجنوب الفريق سلفاكير ميارديت حول تنفيذ اتفاق السلام السوداني.

وكان مون قد استهل نشاطه في الخرطوم بعد وصوله بمحاضرة القاها في قاعة الصداقة بالخرطوم حول «الامم المتحدة في عالم متغير» قال فيها ان «النوايا الحسنة للحكومة ساعدت كثيرا في تقدم جهود الأمم المتحدة». ودعا مون الخرطوم الى تحسين صورتها فيما يخص اوضاع حقوق الانسان، واشار في هذا الخصوص الى استمرار ما اسماه سياسة الإفلات من العقوبة، اطراف النزاع في دارفور للمحافظة على الزخم الحالي، وقال ان جولة المفاوضات المرتقبة ستكون حاسمة.

وثمن مون تعاون الحكومة في اقرار العملية الهجين وقال انها كانت نتاجا لسلسلة من اللقاءات الخفية في عواصم عديدة وباستخدام الدبلوماسية الهادئة، وأشار الى ان زيارته ترمي للاطمئنان على ظروف وجود القوات الهجين باعتبارها أكبر عملية في تاريخ المنظمة والأكثر تعقيدا وتمثل التعاون الحقيقي بين الامم المتحدة والاتحاد الافريقي.

وقال الامين العام للامم المتحدة «ان محادثاتي مع الرئيس البشير وكبار المسؤولين ستناقش كيفية إنفاذ الالتزامات وتحقيق السلام والأمن بالسودان، وفي دارفور على وجه الخصوص، بجانب مناقشة التقدم في إنفاذ اتفاق السلام الشامل وتمويل خطط التنمية لشعب السودان»، وأضاف «لدينا خطة عمل استنادا للقرار 1769 حول نشر القوة الهجين وسرعة ارسال هذه القوة للإقليم»، وتابع «أود ان أرى بعيني خلال هذه الزيارة وضع أسس السلام والأمن على الأرض في دارفور» وقال انه في هذا الخصوص يدعو الاطراف كافة إلى وقف العدائيات، «فالمشكلة لا يمكن ان تحل عسكريا» وقال انه قبل ايام هاجمت قوة متمردة بعض قوات الشرطة وهذا عمل غير مقبول.

وقال في محاضرته إن الهدف من هذه الزيارة هو الوقوف بنفسه على خطوات تنفيذ قرار مجلس الامن الدولي رقم 1769 الخاص بنشر 26 ألف جندي لحفظ السلام في دارفور، هذه العملية التي تمثل بداية عهد جديد بين الامم المتحدة والاتحاد الافريقي في اعقد مهمة للمساهمة في إحلال السلام بالسودان، واكبر عملية في تاريخ الامم المتحدة.

وحول الجولة المرتقبة لمفاوضات دارفور قال: «نريد ان نبدأ جولة فاعلة وحاسمة من المفاوضات والحفاظ على هذا الزحم وضرورة حفظ التوازن بين كل الاطراف» وووجه حديثه للحضور «لا بد من ان تفخروا ببلادكم لانكم اكبر بلد افريقي ولكم موارد منها النفط وموارد بشرية عالية التعليم وشباب طموح خلاق وطاقات فاعلة».

ودعت القوى السياسية المعارضة في البلاد الى اجتماع موسع تحضيري بهدف صياغة مذكرة تعتزم تسليمها للأمين العام للأمم المتحدة، تتضمن حسب مصادر في المعارضة مواقف القوى السياسية تجاه قضايا السلام بالبلاد في اطار اتفاقية السلام الشامل وقضية دارفور وعلاقة المجتمع الدولي بها الى جانب قضايا التحول الديمقراطي والحريات في البلاد.

من جهته رحب منسق الشؤون الإنسانية في حركة تحرير السودان الرافضة لاتفاق ابوجا، سليمان جاموس، بإطلاق سراحه في اتصال مع «الشرق الأوسط» من المستشفى الذي يرقد فيه منذ عام، لكنه قال انه ابلغ بالإعلان من مصادر في الأمم المتحدة ولم يصله اعلان رسمي من الخرطوم. وقال جاموس لـ«الشرق الأوسط» ان قرار اطلاق سراحه جاء نتيجة الضغوط الدولية في الآونة الاخيرة، وشكر صحيفة «الشرق الأوسط» بقوله انها وقفت مع قضية اطلاق سراحه «لانها نقلت أخباري الى كل العالم مما كان له اثر ايجابي» في اطلاق سراحه، ونفى موعد مغادرته إلى نيروبي لتلقي العلاج، وقال «اذا وصلني مكتوب من الامم المتحدة، فهي المعنية بسفري إلى كينيا» وأضاف انه سيبذل مجهوداته لتوحيد مواقف الحركات للتوصل إلى اتفاق سلام مع الخرطوم.

من جهتها طالبت حركة العدل والمساواة الرافضة لاتفاق ابوجا الامين العام للامم المتحدة خلال زيارته للسودان بالضغط على الحكومة لوقف القصف الجوي، متهمة الجيش الحكومي بقصف قرية اللعيت جار النبي، داعية الامم المتحدة ممارسة ضغوطها للسماح لمنظمات الاغاثة الدولية للعمل في كل اقليم دارفور وليس المناطق التي تسيطر عليها الحكومة، الى جانب دعوتها لاطلاق سراح المعتقلين وسجناء الرأي السياسيين.

وابلغ الناطق باسم الحركة احمد حسين «الشرق الأوسط» ان حركته جددت مطالبها للأمين العام للامم المتحدة حول جنسيات الدول المشاركة في القوات الهجين التي ستنشرها الامم المتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور، وقال إن على بان كي مون الضغط على نظام الخرطوم ليتحرك بإرادة سياسية حقيقية نحو الحل السياسي وايقاف شروطها المسبقة في التفاوض، وتابع «نحن ملتزمون بالعملية السياسية ونرحب بتصريحات كي مون في هذا الشأن».