اشتباكات في قلب مقديشو بين الشرطة ومسلحين توقع 7 قتلى و30 جريحاً

مؤتمر للمعارضين في أسمرة تحضره المحاكم الإسلامية

TT

قتل 7 أشخاص وأصيب نحو 30 آخرين؛ بينهم 9 من عناصر الشرطة في اشتباكات عنيفة بين قوات الشرطة الصومالية ومسلحين معارضين في العاصمة مقديشو، وقد دارت الاشتباكات في منطقة «البكارو» التي يقع فيها أكبر الأسواق المفتوحة في العاصمة، مما أدى الى توقف الحركة في السوق وإغلاق عدد من الشوارع الرئيسية في مقديشو من قبل الشرطة. وتأتي هذه الاشتباكات قبل يوم واحد من بدء مؤتمر المعارضة الصومالية في اسمرة. وقد انفجرت الاشتباكات بين قوت الشرطة الصومالية ومجموعة من عناصر الجماعات المسلحة في منطقة «البكارو» صباح أمس بعد تطويق الشرطة لعدد من المنازل التي قيل إن عددا من قادة المسلحين يختبئون فيها. ودارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين عبر الأزقة الضيقة في هذه المنطقة المكتظة بالسكان، وأفادت مصادر المستشفيات في مقديشو بمقتل 7 أشخاص وإصابة 26 آخرين؛ بينهم 9 من عناصر الشرطة الحكومية. واستمر تبادل إطلاق النيران بين الطرفين لعدة ساعات، مما شل الحركة في منطقة البكارو التي يقع فيها أكبر الأسواق المفتوحة في العاصمة كما تم إغلاق عدد من الشوارع الرئيسة في مقديشو. وصرح متحدث باسم الشرطة الصومالية بأن عددا من المسلحين قتلوا في هذا الاشتباك، كما ألقي القبض على عدد آخر منهم إلا أنه لم يؤكد فيما إذا كان من بينهم قياديون من المسلحين المعارضين للحكومة الانتقالية. وكان إبراهيم عدو سكرتير العلاقات الخارجية في المحاكم الإسلامية قد صرح أمس بأن بنية المحاكم الإسلامية لا تزال قوية، وأن شعبيتها داخل الصومال زادت في الآونة الأخيرة. كما أن جزءا من قادتها موجودون بالداخل، وتلي هذه التصريحات إعلانا في أحد مواقع الإنترنت التابع لتنظيم «شباب المجاهدين» باعتزام عناصر هذا التنظيم شن هجمات «مكثفة ومؤلمة» على الأهداف الحكومية. وقبل يوم واحد من مؤتمر اسمرة للمعارضة الصومالية، المقرر افتتاحه اليوم، فإن أجواء مقديشو تشبه أجواء قبل عقد مؤتمر المصالحة في العاصمة في يوليو(تموز) الماضي بوصول موجة أعمال العنف بين الشرطة والمسلحين الى ذروتها. وفي اسمرة، توافد مئات الشخصيات المعارضين للحكومة الصومالية الانتقالية المدعومة من إثيوبيا، للمشاركة في مؤتمر المعارضة الصومالية الأول الذي سيبدأ الخميس، وتتنوع انتماءات المشاركين في هذا المؤتمر ما بين الاسلاميين المستقلين، وأعضاء اتحاد المحاكم الإسلامية، الي سياسيين سابقين، وأكاديميين من المهجر، الى جانب النواب المنشقين عن البرلمان الصومالي الحالي. ومن المقرر أن يشهد مؤتمر أسمرة ميلاد تجمع عريض للمعارضة الصومالية أبرز أهدافه المعلنة هو إخراج القوات الإثيوبية التي تدعم الحكومة الانتقالية من الأراضي الصومالية، ومن بين القضايا التي ستطرح في مؤتمر المعارضة؛ شكل الحكم في الصومال، ووضع أسس جديدة لتقاسم السلطة، ويرفض معظم المشاركين نظامَ المحاصصة القبلية في تقاسم السطة، ومبدأ الفيدرالية اللذين اعتمدا في تشكيل الحكومة الحالية، وكذلك الوجود العسكري الإثيوبي في الصومال. وأمضت اللجان الفنية التي تنظم مؤتمر اسمرة الأيام الماضية في التوفيق بين الأجندة التي قدمتها الأطراف المشاركة في المؤتمر التي يجمع بينها معارضة الحكومة الانتقالية الصومالية الحالية بقيادة الرئيس الصومالي عبد الله يوسف أحمد، فيما لم يتم الكشف بعد عن الفترة الزمنية التي يستغرقها مؤتمر أسمرة الذي يأتي بعد أسبوع من انتهاء مؤتمر المصالحة الصومالية الذي عقد في مقديشو، ودعت اليه الحكومة الانتقالية بتمويل من المجتمع الدولي. ويعتبر مؤتمر أسمرة موازيا لمؤتمر مقديشو الذي استمر لمدة 45 يوما بمشاركة نحو 2000 عضو كانوا يمثلون القبائل الصومالية المختلفة.