الأمير مقرن والحريري يدعوان في إسلام آباد نواز شريف إلى الالتزام بتعهداته بالبقاء بعيدا عن باكستان

رئيس الوزراء الباكستاني الأسبق مصر على العودة الاثنين

الأمير مقرن وسعد الحريري خلال مؤتمرهما الصحافي امس في إسلام أباد (أ.ف.ب)
TT

دعا الامير مقرن بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات السعودية وسعد الحريري زعيم الغالبية النيابية اللبنانية، رئيس الحكومة الباكستانية الاسبق نواز شريف الى الوفاء بتعهداته السابقة وعدم العودة الى باكستان حاليا.

جاء ذلك بعد لقاء الامير مقرن والحريري للرئيس الباكستاني برويز مشرف في اسلام اباد امس. لكن وكالة (اب) نقلت عن احسان اقبال المتحدث باسم شريف انه مصر على العودة الى باكستان غدا الاثنين.

ونقلت (اب) عن الأمير مقرن امس قوله في اسلام اباد ان شريف يتعين عليه الالتزام بوعوده الى السلطات السعودية التي استضافته، بالبقاء بعيدا عن باكستان لعقد من الزمان. وقال الامير مقرن «باسم المصلحة الوطنية نأمل ان يلتزم (شريف) ببنود وعده». وأضاف الأمير مقرن أنه يأمل في أن يضع الجميع مصلحة باكستان الوطنية وأمنها فوق أي مصالح شخصية، مشيرا الى أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ساعد عائلة شريف في تجنب السجن بهذا الاتفاق.

وقال الامير مقرن ان الملك يأمل في أن تحترم كل الاطراف المعنية الاتفاق وتلتزم ببنوده من أجل المصلحة الوطنية الباكستانية.

وعند سؤاله عن قرار المحكمة العليا الاخير في باكستان بحق شريف في العودة قال الأمير مقرن ان تنفيذ الاتفاق يأتي أولا، مؤكدا على الاحترام الكامل للمحكمة العليا ولقانون كل بلد.

من جانبه قال الحريري في مؤتمر صحافي في اسلام اباد «يجب ان يفي نواز شريف بتعهداته».

وكان الحريري قد التقى رئيس الوزراء الاسبق اخيرا في بريطانيا.

وكانت الرياض قد اكدت على لسان مصدر مسؤول الثلاثاء على ضرورة ان يلتزم نواز شريف بتعهداته. وكان نواز شريف تسلم رئاسة الحكومة مرتين بين 1990 و1993 وبين 1996 و1999 قبل ان يطيح به الجنرال برويز مشرف في انقلاب ابيض في اكتوبر 1999. واقام بعدها في السعودية قبل ان ينتقل الى لندن العام الماضي.

واعلن شريف الاسبوع الماضي انه سيعود الى باكستان في العاشر من سبتمبر بعد ان سمحت له بذلك المحكمة العليا في الرابع والعشرين من الشهر الماضي. وهو يسعى الى الاطاحة بمشرف ومنع رئيسة الوزراء السابقة ايضا في المنفى بي نظير بوتو من تحقيق انتصار.

وارسل مشرف نواز شريف الى السعودية في عام 2000 في اطار ما تقول الحكومة انه اتفاق بأن شريف سيبقى في المنفى لمدة عشر سنوات في مقابل تجنبه قضاء عقوبة السجن مدى الحياة بتهم الخطف والفساد.

لكن المحكمة العليا الباكستانية قالت الشهر الماضي ان شريف لديه حق ثابت في العودة. وقال شريف في وقت لاحق على القرار، انه لم يبرم اتفاقا مع الحكومة بشأن نفيه وانه مصمم على العودة يوم الاثنين (غدا) مع شقيقه، السياسي شاهباز.

الى ذلك، قال احسان اقبال المتحدث الاعلامي باسم حزب الرابطة الاسلامية في باكستان «تم اعتقال أكثر من 1500 من قيادات الحزب وأعضائه خلال الايام الثلاثة الماضية خلال مداهمات ليلية قامت بها الشرطة في مختلف أنحاء البلاد» وذلك قبل عودة شريف.

ولم تفصح الحكومة الباكستانية عن الاجراءات التي ستتخذها عندما تصل الطائرة التي تقل شريف وشقيقه السياسي شاهباز الى اسلام اباد وقد يعتقلان اذ يواجهان عددا من الاتهامات او قد يوضعان في طائرة أخرى الى خارج البلاد كما حدث مع شاهباز عندما حاول العودة للبلاد عام 2004.

وقال الامير مقرن أمس ان السعودية سترحب بعودة شريف اذا قام مشرف بترحيله.

وأمرت محكمة أول من امس باعتقال شاهباز بتهم تتعلق بعمليات قتل خارج نطاق القانون لخمسة متشددين في عام 1998 عندما كان كبير وزراء اقليم البنجاب.