واشنطن: القيادة الأفريقية للجيش الأميركي لن تحتاج قواعد عسكرية

مسؤولون أميركيون يجولون في أوروبا لكسب التأييد للقيادة الجديدة

رايان هنري
TT

بينما تنشغل الاوساط السياسية والاعلامية في الولايات المتحدة بالتطورات العسكرية في العراق ومستقبل الجيش الاميركي فيه، تقوم مجموعة من المسؤولين الاميركيين بجولة هادئة حول اوروبا لبحث السياسة الاميركية العسكرية في افريقيا. ويرأس الوفد النائب الاول لوكيل وزير الدفاع الاميركي رايان هنري الذي التقى أمس بمجموعة من الصحافيين في لندن، المحطة الاولى للمسؤولين الاميركيين، ليشرح لهم الاهداف وراء انشاء «القيادة الافريقية» (المعروفة باسمها المختصر الأنجليزي «افريكوم») للمؤسسة العسكرية الاميركية، التي ستطلق اول اكتوبر (تشرين الاول) المقبل وتبنى تدريجياً لتقوم رسمياً في اكتوبر عام 2008. وصرح هنري بأن «الهدف من القيادة الجديدة ترتكز على تطوير حلول افريقية للمشاكل الامنية» في القارة، مضيفاً ان «نجاح القيادة الافريقية سيعني عدم الحاجة الى نشر قوات اميركية أو اوروبية في القارة». وأوضح هنري ان هناك اسبابا عدة لانشاء هذه القيادة، بينها «العمل على ان تصبح الدول الافريقية محايدة امنياً بدلاً من استيرادها للأمن»، مضيفاً: «هناك احتمال اكبر لانتشار الارهاب في المناطق التي لا تخضع لادارة جيدة ولذلك نريد ان نساعد تلك الدول في قدرة حكوماتها على الادارة الناجحة». ورداً على سؤال حول سعي الولايات المتحدة لتأمين حصولها على الموارد النفطية في افريقيا من خلال انشاء «القيادة الافريقية»، شرح هنري ان «ضمان الوصول من دون عوائد الى الموارد المعدنية في القارة الافريقية مهم للعالم كله». ورفض هنري الافتراض بأن انشاء «القيادة الافريقية» هي خطوة جديدة في توسيع «الحرب على الارهاب» التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم «القاعدة»، قائلاً: «حتى ان لم تكن هناك حرب على الارهاب، كنا سننشئ هذه القيادة»، الا انه في الوقت نفسه صرح بأنه «من بين مهام القيادة الافريقية المساعدة في السيطرة على المناطق غير الخاضعة للادارة الحكومية»، وأكد هنري: «لا نريد ان نكن الحل الامني لأفريقيا».

وقال هنري ان الولايات المتحدة تمنح القارة الافريقية 9 مليارات دولار سنوياً، وان من ضمن مهمات «القيادة الافريقية» ستكون «المساعدة التنموية والامنية للدول الافريقية». يذكر انه بينما السفارات الاميركية تتابع العلاقات الثنائية مع كل دولة افريقية، سيتولى الجنرال الاميركي الذي سيرأس «القيادة الافريقية» النظر الى الامور السياسية والامنية في تلك الدول من منظور اقليمي. وشدد هنري على انه «لن يتم نشر قوات اميركية جديدة بموجب انشاء القيادة الافريقية»، موضحاً ان هناك حوالي 1500 جندي اميركي في جيبوتي في الوقت الراهن وهي تمثل القوة الاميركية التي ستبقى في افريقيا. كما لفت هنري الى انه لا توجد خطط اميركية لبناء قاعدة عسكرية أو مقر ضخم لـ«القيادة الافريقية» على غرار القاعدتين الاميركيتين في قطر والمانيا. واكد هنري ان مصر «ستبقى تحت اشراف القيادة الوسطى الخاصة بمنطقة الشرق الأوسط واجزاء من اسيا».

وهناك جدل حول الدولة التي ستستضيف مقر «القيادة الافريقية»، وبينما نقلت وسائل الاعلام تصريحات من دول مثل الجزائر وافريقيا الجنوبية حول رفضها ذلك، عبرت ليبيريا عن استعدادها لاستضافتها. وامتنع هنري عن الخوض في تفاصيل مقر القيادة العسكرية، قائلاً: «لم ندخل في محادثات محددة بعد مع اية دولة حول مقر القيادة الافريقية بعد». وأضاف ان مثل هذه المحادثات ستبدأ خلال الاشهر المقبلة.

وشدد هنري على ان «وزارة الخارجية الاميركية ستبقى هي الرائدة في تطوير السياسة الخارجية الاميركية تجاه افريقيا ولا نسعى لتغيير ذلك». وفي محاولة للتأكيد على ذلك، قال هنري ان احد نائبي الجنرال الاميركي الذي يتولى القيادة سيكون «مسؤولا رفيع المستوى من وزارة الخارجية الاميركية».