سيدة أميركية تعمل من كومبيوتر بمنزلها أول من تعقب شريط بن لادن

باستعمال حيل كومبيوترية وأواصر شخصية ومهارات تجنب المستخدم ذكر كلمة السر

TT

تمكنت مصممة مواقع انترنت من ولاية كارولاينا الجنوبية بالولايات المتحدة أول من أمس من تعقب الفيديو الجديد الخاص بالقاعدة، وتمكنت المصممة الاميركية من الكشف عن الفيديو وبثه على الانترنت قبل غيرها، وهو انجاز حققته مرات كثيرة منذ عام 2002. وخلال ساعات قليلة بثت المحطات الإخبارية صورا لأسامة بن لادن من شريط الفيديو بمناسبة ذكرى هجمات 11 سبتمبر (ايلول) الإرهابية، وأثنت على المرأة التي تعمل من بيتها والبالغة 50 عاما وتستخدم اسما مستعارا هو لورا مانسفيلد.

وتكرر هذا السيناريو مع مؤسسة أخرى تمكنت من أن تسبق القاعدة بيوم كامل حينما استطاعت نشر أول صور فيديو لابن لادن منذ عام 2004. وقدمت هذه المؤسسة التي تعرف باسم معهد «سايت» شريط الفيديو إلى وكالات حكومية ومحطات إخبارية، في وقت أغلقت خلاله الكثير من المواقع الجهادية المعروفة بعد هجوم قوي جرى على يد متسللين مجهولين للإنترنت.

كانت تلك آخر جولة إلكترونية ما بين القاعدة وعدد قليل من الأفراد والشركات التي تبحر في الانترنت بحثا عن رسائل قادمة من الإرهابيين. وغالبا ما تتنافس هذه المجموعات فيما بينها كي تكون الأولى في كشفها كي تتمكن من إيصالها إلى محطات الأخبار. وتمكنت في العديد من المناسبات من تحقيق هذا الهدف قبل تمكن الوكالات الحكومية من الكشف عنها.

ومنذ الجمعة الماضية جرى التقاط ثلاث رسائل فيديو من مواقع انترنت مرتبطة بالقاعدة على يد مجموعات تستخدم مزيجا من الحيل الكومبيوترية وأواصر شخصية ومهارات كي تتمكن من استنساخ المحتويات التي لا يمكن الوصول إليها من دون كلمات سر معينة. وظلت هذه المجموعات تؤكد أن هدفها هو خدمة بلدها بينما التمكن من نشر كلمات وصور الإرهابيين العازمين على تدمير الولايات المتحدة. وقال ان الأشخاص العاملين في هذا المجال يهدفون إلى تقويض الدعم الذي تحصل عليه القاعدة من خلال نشر ما يعتبر بيانات شنيعة جدا على مستوى واسع.

وعلى الرغم من أن وكالات الاستخبارات الحكومية قد تتمكن من الحصول على المواد نفسها بشكل مستقل فإن بن فنيكي المؤسس لموقع انتل سنتر الذي يزعم أن لديه زبائن كثيرين في الولايات المتحدة وفي الخارج، قال: «نحن المصدر الأساس للكثير من هذه المواد».

وظهر فيديو بن لادن الأخير عبر مواقع اسلامية عديدة مع رسائل عن «مجموعة سحاب» التي أنتجت العديد من أفلام الفيديو الخاصة بالقاعدة. وقال مسؤولون أميركيون ان كانت هناك نية لدى القاعدة لنشر الفيديو يوم السبت الماضي. لكن موقع «سايت» تمكن من الحصول على الفيديو قبل 24 ساعة من الوقت المحدد. لكن ريتا كاتز المؤسسة لهذا الموقع رفضت التعليق حول الطرق المستخدمة للحصول على الفيديو.

وقالت كاتز إن المنافسة بدأت حينما ظهرت رسالة محمية بكلمة سر خاصة بأصوليين على موقع من مواقعهم هو «الإخلاص» وفيه إعلان عن قرب ظهور فيديو بن لادن. وحالما أصبح الفيديو جاهزا للتوزيع، جعل موقع القاعدة الانترنتي من الخطاب جاهزا للاستنساخ بالنسبة لما يقرب من 650 عنوانا الكترونيا مؤيدا للقاعدة، وجاء ذلك في مقابلة أجرتها مجلة نيوزويك مع كاتز. وقالت كاتز: «هذا عدد كبير من المواقع ولا أظن أننا شاهدنا سابقا هذا العدد. مع ذلك فإنهم تمكنوا من القيام بذلك خلال 48 ساعة».

وجاء حصول هذه المؤسسة على الفيديو يوم الجمعة قبل وقوع هجوم انترنتي أدى إلى إغلاق عشرات من المواقع المؤيدة للقاعدة. وكانت الهجمات السابقة قد عزيت إلى متسللين للانترنت يعملون بشكل مستقل. والنتيجة كانت تمكن بن لادن من كسب أوسع جمهور أميركي لخطابه الذي استغرق 25 دقيقة لكنه فقد السيطرة على كيفية ومكان نشره.

وفي مقابلة مع «واشنطن بوست» قال كاتز إن القاعدة أصبحت مع مرور الوقت أكثر براعة ليس فقط في مجال تكنيك الانتاج بل في المساعي لحماية قنوات التوزيع من الخارج. وعلى الرغم من أن بن لادن ظل بعيدا عن الأنظار فإن أعوانه مثل أيمن الظواهري قد ظهروا على الأقل في خمسة تسجيلات منذ اوائل عام 2005. وقالت كاتز: «فريق الدعاية الخاص بهم أصبح أكبر وأكثر براعة». أما المرأة التي تحمل اسم مانسفيلد المستعار والتي تعرف العربية فقالت: «عليك أن تراقب باستمرار. قد يكون الفيديو موضوعا للوصول إليه لمدة 15 دقيقة فقط وإذا لم تكن في الوقت الصحيح فإنك تفوِّته».

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ «الشرق الاوسط»