مسيرات حول العالم في «يوم دارفور» من أجل السلام .. وبراون يلوح بفرض عقوبات على الخرطوم

مشار يفشل في إقناع عبد الواحد نور في الذهاب إلى مفاوضات طرابلس

سودانيون أثناء مظاهرات في روما أمس يطالبون بوقف إطلاق النار في دارفور والانتشار السريع لقوات حفظ السلام (أ ب)
TT

انطلقت أمس مسيرات في أكثر من 30 بلدا حول العالم بمناسبة «يوم دارفور» بهدف الضغط على المجتمع الدولي لإحلال السلام في اقليم دارفور السوداني. ونظم هذه المسيرات المنظمات المدافعة عن حقوق الانسان مثل منظمة العفو الدولية وهيومان رايتس واتش و«تحالف انقاذ دارفور» حيث سيضع المشاركون في هذه النشاطات عصابات على اعينهم لحث زعماء العالم على عدم «صرف انظارهم الان» عن مأساة دارفور ولتأمين الحماية لسكان الاقليم. وبهذه المناسبة اعلن رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون، في تصريحات لـ«بي. بي. سي»، إنه يرغب في رؤية قوة حفظ سلام في اقليم دارفور السوداني بحلول نهاية العام الحالي. وتعهد براون بتقديم معونات فنية لتسهيل عمل قوة الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي المشتركة، ملمحا إلى فرض عقوبات اضافية على السودان في حال استمرار القتال في الاقليم.

وقال مارك مالوتش براون الوزير بوزارة الخارجية البريطانية لشؤون افريقيا في مقابلة مع صحيفة «الاوبزرفر» في عدد امس ان من المتوقع أن تقاتل قوات حفظ السلام جماعات مثل ميليشيات الجنجويد العربية.

وأضاف مالوتش الذي زار دارفور الشهر الحالي «أنا متأكد من أن قوات حفظ السلام ستختبر مبكرا على أيدي عناصر من الجنجويد الذين يريدون اذلالها. ولكن هذه قوة تنفيذ وليست قوة مراقبة. ستنشر لحماية المدنيين الذين يتعرضون لهجمات».

من جهته، فشل نائب رئيس حكومة جنوب السودان الدكتور رياك مشار في إقناع رئيس حركة تحرير السودان الرافضة لاتفاق ابوجا عبد الواحد محمد نور في الذهاب إلى المفاوضات المزمع عقدها في العاصمة الليبية طرابلس أواخر الشهر المقبل.

وقال مشار لـ«الشرق الأوسط» من باريس التي يقوم بزيارة مكوكية بينها ولندن لتكثيف الاتصالات الخاصة بالبترول في جنوب السودان مع شركتي توتال الفرنسية والنيل الابيض البريطانية الى جانب محاولة اقناع رئيس حركة تحرير السودان عبد الواحد محمد نور بالدخول في المفاوضات مع الحكومة السودانية، انه عقد سبع اجتماعات مع نور لكنه ما زال مصراً على مواقفه برفض التفاوض وتمسكه بالشروط التي اعلنها من قبل، وأضاف ان اختيار نور لرئاسة وفد المفاوضات لحركات تحرير السودان المنقسمة على نفسها جاء من بعض قياداتها التي اجتمعت مع مسؤولي حكومة الجنوب وقيادات الحركة الشعبية في جوبا، واضاف «نحن لا نتدخل في اختيار الوفد ورئاسته وما نقوم به تنسيق الجهود بينها للتوصل الى رؤية موحدة للتفاوض»، مشيراً الى انه عقد لقاء مهماً مع وفد من حركة العدل والمساواة في لندن.

واجرى مشار اجتماعاً مع وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير امس في مقر الوزارة بباريس تعلقت بمفاوضات دارفور والدور الفرنسي فيه وما تقوم به الحركة الشعبية وحكومة جنوب السودان من جهود لتوحيد رؤية الحركات في المفاوضات، وقال ان لفرنسا دورا كبيرا في قضية الاقليم. ويتوقع ان يتردد مشار ما بين لندن وباريس حتى الاربعاء القادم لتسوية الازمة الناشبة بين شركة توتال التي يقف الى جانب نشاطها في السودان المؤتمر الوطني وشركة النيل الأبيض التي تقف الى جانبها حكومة جنوب السودان.

من جانبه ابلغ الناطق الرسمي باسم حركة العدل والمساواة مسؤول ملف العلاقة مع الحركة الشعبية احمد حسين «الشرق الاوسط» ان وفداً من حركته عقد اجتماعاً مع نائب رئيس حكومة جنوب السودان رياك مشار والمرافقين له في لندن مساء أول من امس، وقال ان الاجتماع ناقش قضية دارفور ودور الحركة الشعبية فيها لتوحيد رؤية الحركات للدخول في المفاوضات، كاشفاً عن زيارة لقيادات حركته الى جنوب السودان تحدد في وقت لاحق قبيل اجراء المفاوضات، وقال: شكلنا قناة اتصال ثابتة، واصفاً العلاقة بالحركة الشعبية بالاستراتيجية والمهمة لحاضر ومستقبل السودان. وأكد حسين ان حركته لن تقدم اي مسوق يمكن ان يضعف قضية اهل دارفور والمهمشين، وقال ان القضية واضحة وليس هناك خشية من طرحها في اي منبر وفق المعايير الدولية، واضاف «لكن على العالم ان يعرف من الذي يسعى للسلام العادل ومن الذي يقف ضده ولن نتنازل عن قضية شعبنا قيد انملة».