«حزب العمال» البريطاني يعلن استعداده لخوض انتخابات عامة

براون يتوجه إلى مؤتمر الحزب الحاكم مع دعم شعبي واسع

TT

بعد أسابيع من التكهنات حول احتمال اعلان رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون اجراء انتخابات تشريعية مبكرة هذا الخريف، كشف «حزب العمال» الحاكم أمس استعداده لخوض الانتخابات وقت ما يقرر براون إجراءها. وعلى الرغم من المشاكل التي واجهت براون منذ تسلمه منصبه في يونيو (حزيران) الماضي، بما فيها فيضانات ستكلف بلاده 3 مليارات جنيه استرليني وظهور مرض الحمى القلاعية مجدداً، إلا أن استطلاعات الرأي تظهر ان شعبية براون عالية بين البريطانيين.

وكشف وزير التنمية الدولية دوغلاس الكساندر، وهو من المقربين الى براون، امس ان الحزب لديه الاموال الضرورية والتنظيم لخوض انتخابات عامة في الوقت الراهن. واضاف الكساندر في حديث نشرته صحيفة «غارديان» البريطانية أمس: «نحن نعمل بجهد وسنكون جاهزين حينما يعلن رئيس الوزراء عن اجراء الانتخابات». يذكر ان نظام الانتخاب البريطاني يعطي رئيس الوزراء البريطاني صلاحية تحديد موعد الانتخاب، شريطة ان تعقد الانتخابات قبل انتهاء خمسة سنوات من اجراء الانتخابات السابقة.

ويفتتح براون مؤتمر «حزب العمال» السنوي في مدينة بورنموث الساحلية غداً، حيث من المرتقب ان يلقي خطاباً لتحشيد اعضاء الحزب لانتخابات مقبلة، لكنه لن يحدد موعدها اثناء المؤتمر. واظهر استطلاع رأي لصحيفة «ديلي تلغراف» أمس حصول حزب «العمال» على 39 في المئة، متقدماً بست نقاط مئوية على حزب «المحافظين» المعارض. وتظهر هذه النتائج انه بامكان براون الحصول على اغلبية مريحة في البرلمان البريطاني اذا اجرى انتخابات بناءً على هذه النتائج. ويشير هذا الاستطلاع الى ان المصاعب التي واجهت مصرف «نورذون روك» البريطاني الاسبوع الماضي والمخاوف من أزمة اقتصادية في النظام المصرفي البريطاني «لم يؤثر بشكل كبير على شعبية براون». وقال 52 في المئة من الذين شاركوا في استطلاع صحيفة «ديلي تلغراف» ان الحكومة عالجت أزمة المصرف بشكل جيد، بينما 74 في المئة من المشاركين قالوا انهم غير قلقين على أموالهم.

وتولى براون السلطة كرئيس للوزراء قبل ثلاثة اشهر بعد ان اشرف على عشر سنوات من النمو الاقتصادي القوي لبريطانيا كوزير للمالية في حكومة توني بلير. وحول براون تراجعه في استطلاعات الرأي الى تقدم بعد تسلم منصبه الجديد هذا الصيف. وقال 42 في المئة من الذين شاركوا في الاستطلاع، ان براون سيكون افضل رئيس وزراء للبلاد بعد الانتخابات المقبلة، بينما 20 في المئة فقط ايدوا ديفيد كامرون، رئيس حزب «المحافظين» المعارض. ولا يحتاج براون للدعوة لانتخابات قبل عام 2010 ولكن بعض المحللين يتوقعون انه قد يحاول استغلال المكاسب الشعبية التي حققها باجراء انتخابات مبكرة. وترجح بعض الاوساط الاعلامية ان يعلن براون عن الانتخابات يوم 1 اكتوبر (تشرين الاول) المقبل، وهو اليوم الاول لحزب «المحافظين» المعارض، لتجرى الانتخابات يوم 25 اكتوبر، اذ على الحكومة منح 3 اسابيع لإجراء حملة انتخابية.

وفي مقال رأي، نشر في صحيفة «غارديان» أمس، أكد براون ان مؤتمر حزب العمال هذا العام سيكون «نقطة بداية سياسة تجعل داعمينا شركاء فعالين»، معلناً عزمه جذب عدد اكبر من البريطانيين المهتمين بالقضايا السياسية والاجتماعية الى حزبه. واضاف: «على حزب العمال ان يتجدد ويتواصل مع المؤسسات الطوعية المحلية حول البلاد».