برنامج نقاشي على الإنترنت هدفه الأغلبية الصامتة للمسلمين

مدونة وغرف دردشة ومنابر حوارية هدفها تحسين صورة أميركا في العالم الإسلامي

TT

ضاق وليد جواد ذرعا بالمشاركين في منابر النقاش والمدونات الخاصة بقضايا الشرق الأوسط الذين يشيدون بالهجمات الدموية التي تشنها «المقاومة النبيلة» في العراق. طرح جواد، وهو واحد من عضوين يتحدثان اللغة العربية في فريق الاتصال الرقمي التابع لوزارة الخارجية الاميركية، سؤاله على المشاركين في احد منابر النقاش: «لماذا يسارع كثيرون في العالم العربي في إدانة القتلة المدنيين في فلسطين ويلتزمون الصمت تجاه عمليات القتل المستمرة للأطفال والنساء بواسطة الانتحاريين في العراق؟».

ومن ضمن الذين ردوا على سؤال جواد شخص يدعى رداد، وهو مسلم سنّي فيما يبدو، قال ان كثيرا من القتلى في العراق من الشيعة ووصفهم بعبارات ازدرائية. إلا ان آخرين أجابوا على جواد وقالوا انهم ايضا يشعرون بالدهشة ولا يعرفون لماذا يعتبر الفلسطينيين وحدهم شهداء. استمر النقاش والأخذ والرد اربعة أيام، وكانت هذه القضية واحدة من عدة مناقشات أثيرت ضمن قضايا للجدل طرحتها وزارة الخارجية في حوالي 70 موقعا منذ ان بدأت بداية عمل برنامج للوزارة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي يهدف الى طرح قضايا للنقاش تساعد على تحسين صورة الولايات المتحدة في العالم الاسلامي. وقال مدير المشروع، برنت بلاشك، ان الفكرة تركزت اصلا في الوصول الى «الناخبين المترددين»، الذين وصفهم بالأغلبية الصامتة للمسلمين الذين من المحتمل ان يتعاطفوا مع القاعدة وتكون في متناولهم في نفس الوقت معلومات حول سياسة حكومة الولايات المتحدة والقيم الاميركية. ويتساءل بعض المحللين حول ما اذا سيستمر الفريق العامل في هذه المدونة عقب انتهاء فترة عمل كارين هيوز، المسؤولة عن ادارة الدبلوماسية الشعبية. ويتوقع ان تضيف وزارة الخارجية سبعة أعضاء لهذا الفريق خلال الشهر المقبل اربعة منهم يتحدثون العربية واثنان يتحدثان الفارسية وواحد يتحدث الاردو، اللغة الرسمية لباكستان. يركز الفريق على العشرات من مواقع الانترنت مثل غرف الدردشة التي أقامتها هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) وقناة الجزيرة او الشخصيات المسلمة الكارزمية مثل عمرو خالد ومواقع الأخبار العربية مثل «ايلاف دوت كوم». ويجري اختيار المواقع على اساس كثافة الحركة باتجاه هذه المواقع فضلا على التركيز على سياسة الولايات المتحدة ويعرّفون انفسهم دائما بأنهم اشخاص يعملون بوزارة الخارجية الاميركية. لكنهم يتحاشون المواقع المتطرفة، على الرغم من ان أعضاء المنبر قالوا ان الجهاديين منتشرون في كل مكان. وقال أعضاء فريق وزارة الخارجية انهم كانوا يعتقدون انهم سيتعرضون للهجوم او الاساءات او منعهم من المشاركة في المداخلات. وقالوا ان الموقع الوحيد الذي طلب منهم المغادرة وعطل كلمات السر التي يستخدمونها هو موقع «منابر الفلوجة الاسلامية». وفي بعض المواقع يقابل أعضاء هذا الفريق بالسخرية والتشكيك. وكان عضوان من الفريق قد دخلا خلال شهادة الجنرال ديفيد بترايوس الاسبوع الماضي غرف نقاش لمعرف آراء المشاركين. ظهرت خلال دخول عضوي الفريق الى غرف النقاش عبارات مثل «بارك الله في اميركا الام المعطاءة»، فيما علق عضو آخر ساخرا مخاطبا أعضاء الفريق: «كل ما تفعله الولايات المتحدة يذهب الى ميزان جيوبكم..... اقصد ميزان حسناتكم»، وأشار آخر الى ان العراق كان افضل حالا قبل الغزو، وطلب آخر من الفريق مازحا «البطاقة الخضراء». ردود جواد كانت موجهة الى الأعضاء الجادين في هذه المنابر. فقد كتب في واحدة من مداخلاته: «لا ننكر ان الوضع في العراق صعب، لكننا نحقق الآن نجاحا في خفض مستوى العنف بمساهمة العراقيين الذين يهمهم امر بلدهم والذين يرفضون الارهابيين والقتلة الذين يستهدفون ضحاياهم على اساس الانتماء الطائفي»، كما ان جواد وجّه الشخص الذي طلب «البطاقة الخضراء» الى الإطلاع على مواقع على شبكة الانترنت حول كيفية ملء الاستمارة الخاصة بذلك. وقال أعضاء الفريق ان من ضمن القضايا التي تتردد باستمرار الجدل حول الاتهامات ذات الصلة بتعذيب الجنود الاميركيين لمواطنين عراقيين في سجن ابو غريب وتعليق بوش الذي استخدم فيه كلمة Crusade للإشارة الى الحرب ضد الارهاب، وهي كلمة تعني حملة وتعني ايضا الحروب الصليبية. وقال محللون انهم شعروا بالدهشة تجاه الرد الايجابي وحرص الناس على المشاركة في النقاش حول القضايا المطروحة، إلا انه من المستحيل معرفة تقييم التأثير بصورة عامة. وقال المحلل السعودي عادل الطريفي ان أعضاء الفريق لا يرفعون شعارات الليبرالية وتطبيق الديمقراطية في منطقة الشرق الاوسط وإنما يتحدثون حول السلام والحوار، ويرى الطريفي ان هذا الجانب يجعل من الصعب على مناقشيهم توجيه انتقادات لهم.

*خدمة «نيويورك تايمز»