العراق يتصدر لائحة الدول «المصدرة» للاجئين

الأمم المتحدة: 19.800 عراقي طلبوا اللجوء في النصف الأول من العام الحالي

TT

بعد أكثر من اربع سنوات من سقوط نظام صدام حسين في العراق، الذي شهد في عهده خروج الملايين من العراقيين وتقديمهم اللجوء حول العالم، اصبح العراق اليوم يتصدر لائحة الدول المصدرة للاجئين. ومع ارتفاع عدد طالبي اللجوء العراقيين، اعلنت واشنطن اول من أمس عزمها استقبال الف عراقي شهرياً ابتداء من الشهر المقبل.

وبحسب تقرير صادر عن «المفوضية السامية للاجئين» التابعة للأمم المتحدة، قدم 19800 الف عراقي طلبات لجوء في النصف الاول من العام الحالي. ويشكل العراقيون 14 في المائة من طالبي اللجوء حول العالم، وهي اعلى نسبة من دولة واحدة بحسب احصاءات 36 دولة صناعية تجمعها المفوضية السامية للاجئين. يذكر ان بين عامي 2000 و2002 كان عدد اللاجئين من العراق هو الاعلى في العالم، لينخفض بشكل كبير عام 2003 ويرتفع مجدداً عام 2006. وزادت عدد طلبات اللجوء في النصف الاول لعام 2007 عن العام السابق بنسبة 45 في المائة. ويذكر ان حوالي نصف الطلبات، أي 9300 الف منها، قدمت في السويد.

وبينما السويد واليونان واسبانيا من اكثر الدول التي تستقبل اللاجئين العراقيين الذين يقدمون طلبات لاعادة تأهيل في دول ثالثة بعد وصولهما الى الاردن وسورية من خلال المفوضية السامية، وجهت انتقادات واسعة للولايات المتحدة لعدم استقبالها عددا كافيا من اللاجئين العراقيين. ورداً على هذه الانتقادات، أعلن مسؤولون اميركيون ان الولايات المتحدة تتوقع قبول نحو 1700 لاجئ من العراق نهاية الشهر الحالي وستقوم باعادة توطين الف عراقي شهرياً ابتداء من منتصف اكتوبر (تشرين الاول) المقبل.

وقال مستشار وزارة الامن الداخلي الاميركية بول روزينزويج، انه بعد انشاء وكالات اللاجئين الاميركية مراكز فرز في الدول المجاورة للعراق، اصبح خط التواصل «متدفقاً بشكل كامل وسنقبل الف شخص شهريا». وأردف قائلا في مؤتمر صحفي: «العام المقبل سنقوم بإعادة توطين 12 الف عراقي من بين اجمالي متوقع ان يبلغ 70 الف لاجئ من كل انحاء العالم يأتي الى الولايات المتحدة». إلا ان هذه الاعداد لا تتناسب مع الاعداد الهائلة من العراقيين النازحين من بلادهم، فتقول المفوضية السامية للاجئين إن حوالي 2.2 مليون عراقي تركوا بلادهم هرباً من العنف المتصاعد الى دول الجوار. وبينما لا تريد الفئة الكبرى من هؤلاء ترك دول الجوار، أملا في العودة الى وطنهم، تواجه الأدرن وسورية التي تحتضنان أكبر عدد من العراقيين مشاكل في استيعابهم. وقالت الناطقة باسم المفوضية سيبيلا ويلكس في دمشق لـ«الشرق الاوسط» ان حوالى 15 الف عراقي في سورية يعانون من «حالات صحية حرجة جداً، بينما ربع اللاجئين تعرضوا للعنف أو التعذيب في العراق وهم بحاجة ماسة الى قبول طلب لجوئهم في دول اخرى». وأضافت ان اعداداً متزايدة من العراقيين يتوجهون الى سورية التي يقيم فيها حوالي 1.5 مليون عراقي حالياً، موضحة: «يدخل الى سورية حوالي ألفي عراقي يومياً بعد رفع طلب التأشيرة أثناء شهر رمضان. ونناشد سورية ان تبقى جارة حسنة وتواصل قبولها دخول العراقيين». وشكا منتقدون من بينهم ساسة اميركيون ومسؤولون دبلوماسيون كبار، من ان اللاجئين يواجهون فترات انتظار تصل الى عامين قبل البت في طلبات لجوئهم الى الولايات المتحدة بسبب الاختناقات الناجمة عن البيروقراطية والإجراءات الامنية الصارمة التي تطبق منذ هجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2003.

ونقلت وكالة «رويترز» عن مديرة القبول بمكتب شؤون السكان واللاجئين والهجرة في وزارة الخارجية الاميركية تيري روش رفضها لهذه الانتقادات، قائلة ان عملية استيعاب اللاجئين «تسارعت بشكل مثير» خلال الاشهر الاخيرة. وأضافت انه بحلول الخميس الماضي، بلغ عدد العراقيين الذين تم قبولهم للاستقرار الدائم في الولايات المتحدة 1135 عراقيا مقابل 190 في نهاية يوليو (تموز) الماضي.

وأحالت مفوضية الامم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين نحو عشرة آلاف عراقي وأفراد عائلاتهم في الاردن وسورية ومصر وتركيا ولبنان الى الولايات المتحدة لدراسة اعادة توطينهم. وقالت الناطقة باسم المفوضية ان «الولايات المتحدة أعلنت انها قد تقبل ما يصل الى 20 ألف لاجئ عراقي هذا العام، وهو اكبر برنامج لاستقبال اللاجئين العراقيين في دولة ثالثة، فمعظم الدول تحدد الكوتا (الحصة) بالمئات وليس الآلاف».