الأمير سلمان يفتتح المقر الجديد للسفارة في البرتغال

حفلا تكريم لأمير منطقة الرياض من عمدة لشبونة ورئيس غرفة التجارة والصناعة

TT

افتتح أمس الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض الذي يقوم حاليا بزيارة رسمية للبرتغال المقر الجديد للسفارة السعودية في لشبونة. وفور وصوله الى مقر السفارة أزاح الستار عن اللوحة التذكارية وقام بجولة اطلع خلالها على اقسام السفارة ومكاتبها.

وعقب الجولة تبادل الأمير سلمان الاحاديث الودية مع سفراء الدول العربية والاسلامية في صالة الاستقبالات.

وحضر الافتتاح الأمير الدكتور فيصل بن سلمان بن عبد العزيز وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى البرتغال محمد بن حمود الرشيد وأعضاء السفارة والوفد الرسمي المرافق للأمير سلمان وسفراء الدول العربية والاسلامية ورئيس الجالية الاسلامية في البرتغال والسفير البرتغالي لدى السعودية الدكتور جورج راؤول دا سلفا. يذكر أن سفارة السعودية تقع في حي رشتلو الراقي الذي يضم السفارات الاجنبية ومقار السفراء وتقدر مساحتها بـ 2600 متر مربع وتتكون من ثلاثة ادوار خصص الاول منها لصالات الاستقبال والمكتبة والدور الثاني والثالث لمكتب السفير ومكاتب اعضاء السفارة.

وبمناسبة افتتاح السفارة قدم الأمير سلمان لمقر السفارة السعودية في لشبونة لوحة تذكارية. وتحمل اللوحة وهي عبارة عن قطعة من كسوة الكعبة المشرفة عبارة «يا حي يا قيوم» وقد علقت في مدخل السفارة.

من جهة اخرى أقام وزير الداخلية البرتغالي السابق ورئيس الغرفة التجارية الصناعية العربية البرتغالية المهندس انجلو كوريا امس حفل غداء تكريما للامير سلمان في فندق «لابا» في العاصمة البرتغالية.

والقى رئيس الغرفة كلمة رحب فيها بالأمير سلمان في بلاده وقال: ان النخبة الحاكمة والشعب البرتغالي سعيد بهذه الزيارة الكريمة التي ستحدث أثرا كبيرا في قلوب هذا الشعب المحب لكم وللسعودية، واضاف: ولئن حال بعد المسافة بين البلدين الا أن ذلك لا يعني البتة النسيان بل ان الامر ليبدو على عكس ذلك تماما ففي عالم انصهرت فيه الحواجز حيث الافكار ورؤوس الاموال تعبر القارات والسلع والخدمات تجوب الخافقين بسرعة لم يشهد لها الدهر مثيلا، ثمة حيثيات خاصة وواقعية تدعو لدعم العلاقات بين بلدينا دعما يدفعها لآفاق ابعد مما هي عليه.

وأضاف كوريا: لا يخفى على سموكم أثر وجود الحضارة الاسلامية على أديم البرتغال طوال ستة قرون من علوم الرياضيات وعلم الابحار والشعر والطب ولا زال ميراث العرب ايضا في انحاء البرتغال حتى اليوم يتجلى أثره في الفنون المعمارية والثقافية واللغوية وليس بعيدا عن لغتنا التي نلهج بها والتي تفصح عن حقيقة هذا الواقع التاريخي.

واشار الى أن حضور البرتغال في الارض الافريقية وآسيا قد اتاح لها التعايش والتفاعل مع قوميات متباينة الثقافات والعرقيات من ضمنها الشعوب الاسلامية ولعل ذلك ما يفسر وجود هذه القوميات في البرتغال اليوم التي تعتبر جزءا منا مع تمتع كل قومية بحقها الطبيعي في ممارسة شعائر دينها.

وتابع يقول: اننا ندين لاسهامات السعودية لاحدى هذه القوميات وسموكم شخصية فذة في مساعدة القضايا الانسانية في انحاء شتى من العالم لذا نرى لزاما علينا أن نزجي لمقامكم الكريم كلمة ثناء وامتنان.

كما نوه رئيس الغرفة في كلمته بالعلاقات السعودية البرتغالية وقال في هذا الصدد «انني أرى أن ثمة حاجة ملحة الى العمل معا في ما هو مشترك بيننا مما يجعلني أبادر بدعوة رجال الاعمال السعوديين المرافقين لسموكم لاقامة علاقات ووشائج راسخة مع نظرائهم البرتغاليين بحيث نؤسس قاعدة متينة للمصالح المشتركة.

وارتجل الأمير سلمان كلمة شكر فيها رئيس الغرفة التجارية الصناعية البرتغالية العربية على هذه الدعوة للالتقاء بهذه النخبة من أبناء البرتغال. وقال: اننا نشعر بكرم الضيافة والالفة والمحبة في هذه البلاد ولا شك أن التراث المشترك الذي يجمعنا هو الذي يزيد هذه المشاعر ويقويها.

وعبر الأمير سلمان عن شكره لهذا التعاون مع رجال الاعمال السعوديين وقال ان المملكة العربية السعودية ترحب بالتعاون مع كل الاصدقاء خاصة في هذه البلاد، واضاف يقول: كما تعلمون ان اقتصاد السعودية اقتصاد حر وغير موجه ويعتمد التعاون على تعارفكم وتعاونكم مع رجال الاعمال السعوديين في هذه البلاد، مشيرا الى أن السعودية ترحب بمثل هذا التعاون.

وقال الأمير سلمان ان العلاقات بين البلدين قوية وممتازة وارجو أن تكون زيارتي هذه فيها الخير والبركة للبلدين، وان ما سمعته من الجميع في هذه البلاد يجعلني مرتاحا جدا لمستوى العلاقات في كل المجالات. وتم في ختام حفل الغداء تبادل الهدايا التذكارية بين الأمير سلمان والمهندس انجلو كوريا، وحضر الحفل الأمير الدكتور فيصل بن سلمان بن عبد العزيز والسفير السعودي لدى البرتغال محمد بن حمود الرشيد وأعضاء السفارة والوفد الرسمي المرافق للامير سلمان بن عبد العزيز، وعدد من الوزراء في الحكومة البرتغالية من بينهم وزراء الخارجية والمالية والاقتصاد، ووزير الدولة للشؤون الخارجية والتعاون ووزير العدل السابق ووزير الشؤون الاوروبية وسفراء الدول العربية والاسلامية وعدد من المسؤولين.

وكان الأمير سلمان قد حضر مساء أول من أمس الحفل الذي أقامه رئيس المجلس البلدي في لشبونة الدكتور جواو سواريش تكريما لأمير منطقة الرياض وذلك بمقر بلدية لشبونة.

وأقيم حفل خطابي في قاعة النبلاء بهذه المناسبة حضره الأمير الدكتور فيصل بن سلمان بن عبد العزيز والوفد الرسمي المرافق للامير سلمان وأعضاء المجلس البلدي وسفراء الدول العربية والاسلامية المعتمدون في البرتغال ورئيس أعضاء مجلس الجالية الاسلامية والسفير السعودي في البرتغال وسفير البرتغال لدى السعودية.

والقى الدكتور جواو سواريش كلمة رحب فيها بالأمير سلمان خلال زيارته للبرتغال. وقال «انه شرف كبير لنا أن نستقبل سموكم الكريم في مدينة لشبونة. هذه المدينة ذات التقاليد الاسلامية والتي هي تقاليد نحترمها ونحافظ عليها كعنصر هام من عناصر الثقافة الخاصة بنا».

ونوّه رئيس المجلس البلدي بما تقوم به السعودية من أعمال خيرة وما يقوم به الأمير سلمان من أعمال جليلة. وقال: «اننا نعلم أيضا الجهود التي تقدمونها لاحلال السلام في الشرق الاوسط»، مؤكدا أن «البرتغال تؤيد موقف السعودية من هذه القضية وتؤيد احلال السلام في منطقة الشرق الاوسط هذه المنطقة التي لها أهمية خاصة واحلال السلام فيها أمر مطلوب».

وعبر عن شكره للأمير سلمان بن عبد العزيز على ما قدمته السعودية من دعم لبناء مسجد لشبونة الذي يمثل قطعة جميلة للمسلمين ولسكان لشبونة بشكل عام.

وكرر سواريش ترحيبه بزيارة الأمير سلمان قائلا «اهلا بكم في مدينة لشبونة وبكل ما تقدمونه وتبذلونه للمسلمين في البرتغال».

بعد ذلك سلم رئيس المجلس البلدي مفتاح مدينة لشبونة اعتزازا بزيارة أمير منطقة الرياض وكشاهد على قوة العلاقات القائمة بين البلدين.

ثم ارتجل الأمير سلمان بن عبد العزيز كلمة شكر فيها رئيس مجلس الامناء على دعوته لزيارة هذا المكان التاريخي والاجتماع بهذه النخبة الممتازة.

وقال الأمير سلمان: «أشكركم على مشاعركم الطيبة نحو السعودية وآمل أن تكون زيارتي هذه لبنة في العلاقات السعودية ـ البرتغالية الممتازة وارجو أن تزداد توثقا وأن يكون هناك تبادل مصالح مشتركة بين بلدينا».

واضاف أمير منطقة الرياض انه «من خلال الحفاوة التي لقيتها هذا اليوم وما سمعته من ترحيب وتقدير للعلاقات السعودية ـ البرتغالية واثق ان العلاقات بيننا ستكون على افضل مستوى».

ومضى الأمير سلمان يقول «سرني جدا أن أسمع منذ وصلت الى هذه البلاد الاهتمام والتقدير للحضارة الاسلامية التي كانت في هذه البلاد. وسرني ما أسمع من اعتزاز بهذه الحضارة التي أصبحت حضارة برتغالية»، مؤكدا «أن الدين الاسلامي دين بناء وتطوير وعمل وانني من بلد الحرمين الشريفين وأقول ان ما يلقاه اخواننا المسلمون هنا من حسن معاملة يشرح الخاطر ويسر كل صديق».

واضاف الأمير سلمان «أن رب العزة والجلال اراد لنا أن نتعايش على هذه الارض وان يقدم كل منا أفضل ما لديه فلا شك أن هذا سيكون خيرا للانسانية».

واشار أمير منطقة الرياض الى ان السعودية يهمها ان يكون المسلمون في كل مكان مواطنين محترمين من قبل الدول التي يعيشون فيها وهم يحترمون انظمة تلك الدول. وقال «ان السعودية تسعى للخير والسلام في كل انحاء العالم وتسعى الى ان ينال كل ذي حق حقه. ومن باب اولى ان نسعى للسلام وتحقيق الحقوق المشروعة لشعب فلسطين. السلام المبني على الحق والعدل المنبثق من القرارات والمواثيق الدولية والاتفاقات المعقودة وليس السلام المفروض بالقوة وسلب الحقوق». وأضاف أمير منطقة الرياض يقول لقد مد الاخوان الفلسطينيون يدهم للسلام لكن يدا أخرى لم تمتد بما فيه الكفاية. وأضاف يقول «أشكر الحكومة والشعب البرتغالي الصديق على مشاعرهم الطيبة. وما سمعته من فخامة الرئيس ومن رئيس البرلمان ومن رئيس الوزراء يعطي فكرة واضحة أن السلطة والشعب في البرتغال يدركون خطورة هذه القضية وأهميتها». وقال «فلنعمل للسلام واحقاق الحق والعدل ولتتكافل الطاقات وتتكاتف الجهود لتحقيق حقوق الشعوب لنشعر أننا قدمنا شيئا للانسانية وللانسان الذي يخاف الله ويتقيه على هذه الارض».

وفي الختام شكر الأمير سلمان رئيس المجلس البلدي على اهدائه مفتاح لشبونة. بعد ذلك تشرف الحضور من سفراء الدول العربية والاسلامية وأعضاء المجلس البلدي وأعضاء الجالية الاسلامية بالسلام على أمير منطقة الرياض. ثم تبودلت الهدايا التذكارية بهذه المناسبة كما سجل الأمير سلمان كلمة في سجل الزيارات عبر فيها عن شكره على هذه الحفاوة وعن تقديره واعتزازه بهذه الصداقة. فأعقب ذلك عقد اجتماع بين الأمير سلمان ورئيس المجلس البلدي حضره الأمير الدكتور فيصل بن سلمان وأعضاء الوفد المرافق تم خلاله بحث العلاقات الثنائية وآفاق التعاون المشترك.

وفي ما بعد اقام رئيس المجلس البلدي حفل عشاء تكريما للأمير سلمان بن عبد العزيز في المتحف الوطني للعربات الملكية. وتجول أمير منطقة الرياض في المتحف واستمع الى شرح عن الموجودات من عربات ملكية وزمن استخدامها. وسجل كلمة في سجل الزيارات عبر فيها عن اعجابه بما شاهده في المعرض وعن تقديره واعتزازه بالعلاقات الثنائية راجيا ان تتطور لما فيه خير البلدين. عقب ذلك شرف الأمير سلمان والوفد الرسمي المرافق له حفل العشاء في المتحف. وحضر الحفل سفراء الدول العربية والاسلامية ورئيس الجالية الاسلامية وعدد من كبار المسؤولين في البرتغال.