معارك شرسة بين الجيش الباكستاني و«القاعدة» تحصد أكثر من 200 قتيل

آلاف الأسر تفر من منطقة المعارك في إقليم وزيرستان

باكستانيون يتجمعون أمام محل لبيع الاقراص المدمجة بعد انفجار استهدف المتجر في بيشاور أمس (أ ب)
TT

قال مسؤولون باكستانيون إن اكثر من 200 شخص بينهم 45 جنديا قتلوا في الاشتباكات المسلحة بين مقاتلين يشتبه في انتمائهم الى تنظيم القاعدة والجيش لباكستاني في شمال اقليم وزيرستان القبلي، بينما تحدثت تقارير إعلامية أخرى عن سقوط 50 قتيلا في صفوف المدنيين. واضافت مصادر امنية في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان قتالا شرسا اندلع مساء يوم الاحد الماضي عندما شنت قوات الامن الباكستانية تساندها مروحيات وطائرات مقاتلة حملة عسكرية استهدفت مخابئ لمسلحين بالقرب من قرية (مير علي).

واشارت الى ان العملية تأتي بعد تعرض مراكز تفتيش تابعة للجيش الباكستاني ومركبات عسكرية لهجمات مسلحة، اضافة الى ورود تقارير بشأن اختطاف نحو 35 جندياً، مضيفة ان الطرفين ما زالا يتبادلان اطلاق نار مكثفا منذ الاحد الماضي.

وعلى صعيد متصل، اكدت دائرة العلاقات العامة المشتركة في بيان لها صدر اليوم ان 45 جنديا و150 من المسلحين قتلوا في الاشتباكات باقليم وزيرستان كما سقط العشرات من الجرحى في صفوف المسلحين. وقال مسؤولون ان أكثر من 15 قروياً قتلوا ايضا في الاشتباكات واصيب حوالي 12 شخصاً بجروح عندما اصابت قذائف الهاون عن طريق الخطأ منازلهم المبنية من الطين.

من جانب آخر، اشارت تقارير صحافية الى ان حوالي 50 جنديا باكستانياً اصبحوا في عداد المفقودين في اقليم جنوب وزيرستان المجاور حيث ما زال المسلحون يحتجزون نحو 225 جنديا باكستانيا منذ شهر اغسطس (آب) الماضي.

من جانبه، قال المتحدث باسم الجيش الباكستاني الفريق أول وحيد ارشد انه تم العثور على جثث 25 جنديا من الجنود الـ50 المفقودين.

من جهة اخرى، قال مصدر قبلي ان تبادل اطلاق النار بين الطرفين توقف مؤقتا بعد ان اجتمعت لجنة من مجلس الاعيان (جيرغا) مع كلا الجانبين ليلة أول من امس، مضيفا ان جميع الطرق الرئيسية المؤدية الى مدينتي (ميرامشاه) و(مير علي) ما تزال مغلقة امام حركة المرور لكلا الجانبين. واضاف ان عدد القتلى مرتفع حيث لا تزال العديد من الجثث متناثرة في منطقة القتال الا انه ليس من الواضح ما اذا كان القتلى من الجنود او المسلحين.

وعلى الصعيد الأمني، قالت مصادر في الشرطة الباكستانية ان ما لا يقل عن سبعة انفجارات هزت وادي (سوات) الشمالي مساء امس، كما استهدفت انفجارات اخرى مركزين للموسيقى بالقرب من بيشاور عاصمة الاقليم الحدودي الشمالي الغربي. واضافت ان التفجيرات استهدفت محال الموسيقى والفيديو التي تعرضت لتدمير كبير إلا انه لم تقع اي خسائر في الارواح. وفي نفس الوقت، هرب معظم اهالي مير علي من بيوتهم بعد تدمير خمسين منزلا منها. وطلب بعض السكان بواسطة مكبرات للصوت من مسجد القرية بالحاح من الجنود عدم احراق منازلهم كما روى الزعيم القبلي مالك اقبال خان. لكن الجنرال وحيد ارشاد، المتحدث باسم الجيش، اكد ان الجيش لا يستهدف المدنيين و«يواجه مقاتلين مدربين بشكل جيد ولهم صلات داخل افغانستان، وعديد منهم يحصلون على المال والسلاح عبر الحدود». وكان العديد من الطالبان الافغان قد لجأوا في الواقع الى هذه المناطق القبلية المأهولة بغالبيتها من البشتون، بعد ان اطاح بهم من الحكم في افغانستان تحالف عسكري بقيادة الولايات المتحدة.

ويعتبر الجيش الاميركي في افغانستان ان كثيرا من الهجمات التي تنفذ في هذا البلد تشن انطلاقا من هذه المعاقل الاسلامية في المناطق القبلية الباكستانية. ومنذ ثلاثة اشهر تتكثف المواجهات على كافة الاراضي الباكستانية بين الناشطين الاسلاميين المتطرفين، من باكستانيين واجانب، ونظام مشرف الحليف الاساسي لواشنطن في «حربها على الارهاب».

وقد اوقعت سلسلة اعتداءات انتحارية غير مسبوقة قرابة 300 قتيل منذ الهجوم الذي شنه الجيش على المسجد الاحمر في اسلام اباد الذي يعتبر معقلا للاسلاميين الذين كانوا يتحدون السلطات منذ فترة طويلة. واقسم قادة اسلاميون باكستانيون متشددون بالثأر لزملائهم الذين قتلوا خلال حصار المسجد. وهم مدعومون منذ نحو خمسة عشر يوما من تنظيم «القاعدة» الذي اعلن زعيمه اسامة بن لادن «الجهاد» ضد مشرف وجيشه.