هيلاري كلينتون تؤكد أنها قادرة على توحيد أميركا تحت قيادتها

نفت أن تكون وريثة أخطاء إدارة زوجها

TT

ردت السناتور هيلاري رودهام كلينتون على نقد زملائها الديمقراطيين بأنها تمارس استقطابا الى حد انها غير قادرة على توحيد البلاد كرئيسة، مجادلة بأن المعارك السياسية التي تخوضها تجعل منها مؤهلة على نحو فريد لتوحيد البلاد وبناء تحالف وسطي حاكم.

وفي مقابلة أجريت معها اعترفت كلينتون انها اسهمت في القضايا المسببة للخلاف في العقد الماضي، غير انها قالت انها تعلمت من تلك التجارب. وقالت انها اذا ما اصبحت رئيسة فانها ستحاول أن تحقق تحالفا وسطيا واسعا على قضايا اساسية مثل الرعاية الصحية واستقلال الطاقة والأمن القومي. ووصفت السيدة الأولى السابقة استراتيجية الرئيس بوش السياسية والادارية في التركيز اساسا على قاعدة حزبه للحصول على الدعم بانها «تراجيديا» في سياسة البلاد.

وقالت «أعتقد في الواقع ان حقيقة كوني اواجه هذا الفيض من النقد طيلة هذه السنوات مسألة ايجابية. اذ عندما تجري مهاجمتك باستمرار في القضايا السياسية الأميركية فانك اما أن تستسلم أو تفقد اتجاهك أو تخسر وتغادر، أو أنك تواصل اصرارك وتظهر مرونتك».

وقدمت كلينتون أفكارا عميقة حول أولويات الحكم والادارة التي ستطبقها في البيت البيض، متحدثة بحذر حول تخليص البلد من مأزق العراق وبالحاح حول اصلاح الرعاية الصحية. كما قالت انها لن تتخذ موقفا حول كيفية معالجة الامن الاجتماعي، وأوضحت انها لن تعتبره قضية ذات أهمية قصوى.

وقالت عن برنامج التقاعد «لا أعتقد انه في أزمة». وبشأن العراق واصلت كلينتون تفاديها التعبير عن السرعة التي ستسحب بها القوات الأميركية، مشيرة الى انها ستسحب الجيش اذا ما انتخبت ولكنها رفضت أن تعطي ما وصفته «الجواب المقنع»، أي موعد سحب تلك القوات نهائيا.

وكانت كلينتون غير واضحة حول كيفية معالجتها لقضية اساليب التحقيق الخاص التي تستخدمها وكالة المخابرات المركزية. وقالت انها لا يمكن ان تسمح بالتعذيب، الا ان الكثير يبقى سرا بحيث انها لا تعرف ما هي المعايير المتطرفة الأخرى التي يستخدمها المحققون، وبالتالي لا يمكنها أن تقول ما اذا كانت ستغير السياسات القائمة أو تستمر عليها. وقالت كلينتون «من غير الواضح حتى الآن وعلى وجه التحديد ما الذي تفعله هذه الادارة وما الذي لا تفعله. فنحن نرى كل انماط الرسائل المتضاربة. ولا أعتقد اننا سنعرف الحقيقة حتى يكون لنا رئيس جديد. اعتقد انه ما لم يتمكن المرء من الوصول الى هناك والتعرف في الواقع على ما يجري، فانه لن يعرف حقيقة الامر».

وجاءت هذه المقابلة، التي اجريت بينما كانت على متن باص تابع لحملتها الانتخابية وسط حملة هامة بالنسبة لكلينتون. فهي في معركة حادة في ولاية أيوا مع كل من السناتور باراك أوباما، والسناتور السابق جون ادواردز.

وفي جولة سميت «اكسبريس الطبقة الوسطى» عبرت كلينتون عن وجهة نظرها الاقتصادية، وكشفت في ويبستر سيتي عن اقتراح يمكن أن يوفر اقتطاعا في الضرائب يصل الى ألف دولار لمساعدة الأميركيين على البدء بخطة تقاعد جديدة. ومن المقرر ان تسافر الى نيوهامبشاير حيث تعتزم اقتراح صيغة تمويل تعليم جديدة هناك.

وشملت اقتراحاتها الاقتصادية ما قالت انه سيكون التزاما متجددا لنظام مالي يقوم على ضرائب اعلى للأميركيين الأكثر ثراء، وبرامج تهدف الى تيسير عوائل الطبقة الوسطى. وتشتمل على المساعدة في السكن وجعل الدراسة في الكلية أكثر يسرا، وكذلك خطة الرعاية الصحية الشاملة التي أوضحتها الشهر الماضي.

وردت كلينتون بصورة مطولة حول نقد خصومها لها بأنها تحمل الكثير من الأعباء السياسية من نزاعات ادارة زوجها مما يعيق امكان ان تقوم بدور رئيسة فعالة وموحدة للبلاد.

وقالت ان تجربتها زودتها بخبرات تسمح لها بأن تصبح رئيسة هذه المرة، واستطردت قائلة: «لا يمكن ببساطة ان يستيقظ الشخص ويقول: دعونا نمسك بأيدي بعضنا البعض ونصبح معسكرا واحدا. يجب ان تثبت كيف انك لن تكون مترددا او ترضخ للتخويف وتعمل في نفس الوقت على التواصل مع الناس واجتذاب من لديهم انسجام وإيمان مشترك».

وقالت انها بدأت في اجتذاب تأييد من مساهمين وناخبين من المحتمل ان يكونوا من بين المشككين في مواقفها في السابق. وأكدت انها تعتزم الفوز في انتخابات الرئاسة المقبلة في نوفمبر 2008 وتنوي بعد ذلك تشكيل ائتلاف وسطي في الولايات المتحدة مثلما كان عليه الامر في السابق.

وتقر هيلاري كلينتون بانها ربما تكون قد ساهمت في الاستقطاب، لكنها لم توضح كيف ومتى. وفي ما يتعلق بالضمان الاجتماعي، رفضت هيلاري كلينتون ما اذا كانت ستؤيد خفض الفوائد ام زيادة الضرائب لضمان نمو النظام. وقالت في هذا السياق: «دعوني اقول لكم اين اقف في مسألة الضمان الاجتماعي، وربما يوضح ذلك اين اقف في ما يتعلق ببعض التفاصيل والجوانب. أولا، ارفض ما يقال عن ان نظام الضمان الاجتماعي في ازمة، ولا اتفق مع ذلك مطلقا».

وقالت هيلاري كلينتون انها ستحذو حذو الرئيس رونالد ريغان بتعيين لجنة من الحزبين بغرض دراسة القضية وتحاشي التحدث عن توصياتها ومقترحاتها الخاصة إلى حين فراغ اللجنة من مهمتها ورفعها تقرير بذلك. وتقول هيلاري كلينتون انها لا تؤيد أي مقترح او توصية بوصفها مرشحة رئاسة او كرئيسة، وإنما تؤيد إنشاء لجنة مكونة من الحزبين مشابهة لما جرى عام 1983 خلال عهد الرئيس الاسبق رونالد ريغان. وأضافت انها بعد ذلك ستنتظر ما ستأتي به اللجنة. لا يزال موقف هيلاري كلينتون تجاه العراق يثير انتقادات من بعض منافسيها الذين يرون انها على استعداد للإبقاء على القوات الاميركية في مهام قتالية هناك لفترة اطول. وقالت انها كانت واضحة عندما اعلنت انها ستطالب بإصدار خطة انسحاب عقب انتخابها رئيسة وتأديتها القسم وان هذه القضية ستكون اولوية بالنسبة لها، لكنها اعترفت بأنها ليست على استعداد لتقديم تواريخ زمنية محددة. وأضافت ان ما تود قوله هو ان اولى مهامها اذا انتخبت رئيسة ستكون العمل على سحب القوات في اسرع وقت ممكن ولكن بعد النظر جيدا الى كل المشاكل التي ستواجهها الولايات المتحدة.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الاوسط»