أعيان القبائل في الجزائر يبحثون عن مفقودي مسيرة «الخميس السوداء»

TT

قال ممثلون عن تنسيقية «اعيان منطقة القبائل» في الجزائر امس، ان رئيس الحكومة رفض استقبالهم لابلاغهم معلومات عن ازيد من مائة متظاهر لم يعودوا الى بيوتهم منذ مشاركتهم في مسيرة الخميس 14 يونيو (حزيران) الجاري، التي اصبحت تعرف بمسيرة «الخميس الاسود».

واوضح هؤلاء، في اتصال مع «الشرق الأوسط» انهم التقوا الاربعاء الماضي رئيس ديوان رئيس الحكومة علي بن فليس في مكتبه بقصر الحكومة وحدد لهم موعدا في اليوم الموالي (امس) على الساعة العاشرة ليستقبلهم رئيس الحكومة شخصيا ويقدم لهم كل المعلومات التي طلبوها، ويتعلق الامر اساسا بقوائم المتظاهرين القتلى والجرحى والمعتقلين، وقال المتحدث «لكن لما ذهبنا في الموعد المحدد لم نجد احدا في انتظارنا، وقد طلب منا الانصراف من مدخل قصر الحكومة».

وسلم ممثلو التنسيقية «الشرق الأوسط» قائمة تضم 120 اسما لمتظاهرين من مختلف مدن منطقة القبائل تخلفوا عن الدخول الى بيوتهم بعد مسيرة الخميس التي تحولت الى مشادات ومواجهات عنيفة بين المتظاهرين وقوات مكافحة الشغب.

واشار عضو في التنسيقية الى ان «18 شخصا من المسجلين في هذه القائمة التحقوا بذويهم، منهم 9 اطلق سراحهم الاربعاء الماضي». في حين كان وزير الداخلية قد اعلن، خلال ندوة صحافية عقدها الاحد الماضي انه امر باطلاق سراح جميع المعتقلين في نفس اليوم، وقد اكد بيان لمديرية الامن، في اليوم الموالي، ان 335 معتقلا خلال المواجهات قد اطلق سراحهم، في حين اكد وزير الداخلية يزيد زرهوني، في تدخله امام البرلمان اول من امس، انه «لا علم للسلطات العمومية بأي مفقود ولم يبق في السجون اي معتقل».

الى ذلك نقلت الاذاعة الرسمية، امس، عن ممثلي اعيان تيزي وزو (شرق العاصمة) انهم قرروا تحدي قرار الحكومة بمنع المسيرات في العاصمة وانهم سيعودون اليها في مسيرة حاشدة في 5 يوليو (تموز) القادم، الموافق للذكرى 39 لعيد استقلال الجزائر. كما تستعد عدة تنظيمات وجمعيات لتنظيم مسيرات في كامل انحاء منطقة القبائل الاثنين القادم، بمناسبة الذكرى الثالثة لاغتيال المغني القبائلي معطوب الوناس. وكانت محاكمة المتهمين باغتياله قد تأجلت عدة مرات، آخرها كان يوم 5 مايو (ايار) الماضي بسبب اندلاع الاضطرابات في المنطقة.

وفي العاصمة دعا تنظيم يدعى «لجنة المواطنين ما بين البلديات» الى مسيرة شعبية اليوم تتوجه الى واحدة من اكثر المناطق في العاصمة امنا، حيث يقيم مختلف اعضاء الحكومة والشخصيات السياسية والبرلمانية وموظفون سامون في الدولة. وطالب اعضاء التنسيقية باعادة شاطئ موريتي ونادي الصنوبر الى ابناء المنطقة. واعتبروا، في بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، ان هاتين المنطقتين المغلقتين في وجه الجزائريين والمخصصة منذ عدة سنوات، للمسؤولين وعائلاتهم، تمثل وصمة عار في جبين الجزائر، كما انها «رمز صارخ لنظام مبني على الحقرة (الاهانة والاحتقار). ونادت التنسيقية سكان بلدتي عين البنيان وسطاوالي الى المشاركة في هذه المسيرة من اجل فتح ابواب هذين الشاطئين للجميع وايضا «لوضع حد لامتياز رمزي».

من جهة اخرى ذكرت مصادر رسمية ان اعمال شغب ومواجهات مع قوات حفظ النظام اندلعت، بعد ظهر امس، لاول مرة في وسط مدينة بسكرة جنوب شرقي العاصمة). واضافت هذه المصادر انه «اغلقت على الفور كافة المحلات التجارية والمقاهي والمؤسسات الخاصة، كما انسحبت حافلات النقل الحضري وسيارات الاجرة من جميع احياء المدينة، فيما تمركزت قوات حفظ الامن بالمواقع الرئيسية للمدينة والمؤسسات العمومية». وهي اول مرة تندلع فيها اعمال الشغب في مدينة كانت قبل ايام تحتفي بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة، واستقبله سكانها بحفاوة بالغة، وفيها قال ان «الذين يتآمرون على الجزائر فشلوا فشلا ذريعا لان الشعب يعرف قيمة الوطن ولا يستطيع احد ان يتلاعب به». وكانت مدينة بسكرة اخر محطة في الجولة الاولى للرئيس الجزائري قام بها الى اربع ولايات صحراوية، قبل ان يشرع في المرحلة الثانية الثلاثاء الماضي، على ان يعود اليوم الى العاصمة.