القوات الصومالية تعتقل مسؤولا دوليا في مقديشو

جيدي في أديس أبابا لمباحثات مع زيناوي

TT

أعلن رئيس البرلمان الصومالي الشيخ آدم مدوبي عن تعليق جلسات البرلمان الصومالي المنعقد في بيداوا (250 كم غرب مقديشو) لمدة يومين، وجاءت هذه الخطوة بسبب توجه رئيس الوزراء الصومالي علي محمد جيدي الى أديس أبابا لإجراء مشاورات مع رئيس الوزراء الأثيوبي ملس زيناوي، فيما ترددت أنباء بدعوة زيناوي لكل من الرئيس عبد الله يوسف أحمد ورئيس الوزراء علي محمد جيدي للحضور الى أديس أبابا لإجراء مشاورات بشأن الخلافات المتفاقمة بين الطرفين في الفترة الأخيرة. وقد وصل رئيس الوزراء الصومالي علي محمد جيدي فعلا الى أديس أبابا، فيما يتوقع وصول الرئيس يوسف الى هناك يوم غد الخميس. في هذه الأثناء حذر مبعوث الأمين العام للامم المتحدة الى الصومال السفير أحمد ولد عبد الله من مغبة الخلاف بين أركان السلطة الانتقالية في الصومال، وقال ان مصلحة الصومال تكمن في تماسك الحكومة الانتقالية الحالية. وأدلى ولد عبد الله بهذه التصريحات في وقت تصاعد فيه الخلاف بين رئيس الدولة عبد الله يوسف أحمد ورئيس الوزراء علي محمد جيدي، انعكس على مواقف نواب البرلمان الذين انقسموا حول تأييد الرجلين. ويطالب النواب الموالون للرئيس يوسف الحكومة بالمثول أمام البرلمان وطلب الحصول على الثقة بناء على فشلها في تطبيق النظام الفيدرالي خلال فترة العامين والنصف عام التي حددها الميثاق الانتقالي (الدستور) ورد النواب الموالون لرئيس الوزراء على ذلك بأن قانون تطبيق النظام الفيدرالي يبدأ من تاريخ توقيع الرئيس الصومالي عليه، وتم ذلك فقط في يونيو (حزيران) من العام الماضي، وعليه فإن أمام الحكومة الحالية 14 شهرا لتطبيق ذلك النظام، وبناء على ذلك لا تحتاج الحكومة الحصول على الثقة مجددا بخصوص هذه المسألة لأنها حاصلة عليها فعلا.

وتعقد جلسات البرلمان الصومالي تحت إجراءات أمنية مشددة، حيث تقوم القوات الإثيوبية بمهمة حماية الأمن في مكان انعقاد الجلسات والمنطقة المحيطة به في بيداوا، ويترك النواب سياراتهم الخاصة على بعد 500 متر من مدخل مقر البرلمان ويقطعون هذه المسافة مشيا على الأقدام، ولا يسمح لهم باصطحاب الحراس، فيما وضعت مدينة بيداوا تحت حظر تجوال ليلي يبدأ من السابعة مساء.

ومن المتوقع أن تتوسط إثيوبيا، وهي الداعم الرئيسي للحكومة الصومالية الانتقالية في الخلاف بين الرئيس يوسف ورئيس الوزراء علي جيدي لاحتواء الخلاف بينهما، كما حدث في سبتمبر (ايلول) من العام الماضي، عندما تدخل وزير الخارجية الإثيوبي سيوم مسفين وأمضي يومين كاملين في بيداوا لهذا الغرض. على صعيد آخر اعتقلت القوات التابعة للحكومة الصومالية إدريس عثمان رئيس بعثة برنامج الغذاء العالمي التابع للامم المتحدة في الصومال، وقد اقتحمت القوات الحكومية مجمع منظمات الامم المتحدة بجنوب العاصمة واقتادت عثمان من مكتبه الي جهة مجهولة، وأفاد شهود عيان بأن القوات الحكومية دخلت المجمع وسألت عن إدريس عثمان، وعندما تأكدوا من هويته أمروه بركوب إحدى سيارات القوات الحكومية ولم يحدث إطلاق نار أثناء عملية الاعتقال. وأفادت مصادر أمنية صومالية بأن إدريس عثمان نقل الى مقر الاستخبارات الصومالية، حيث يحتجز هناك ولم توجه اليه تهمة بشكل رسمي حتي الآن. وقد أكد متحدث باسم برنامج الغذاء العالمي نبأ اعتقال ممثل المنظمة في مقديشو، وقال انهم لم يتلقوا أية توضيحات حول اعتقاله من جانب الحكومة الصومالية حتى الآن. وأعلن برنامج الغذاء العالمي وقف عملياته في الصومال لأجل غير مسمى ردا على اعتقال رئيس بعثته في مقديشو.

ويقوم برنامج الغذاء العالمي حاليا يتوزيع مواد غذائية لـ 70 ألف صومالي نزحوا من مناطقهم الأصلية هربا من الحرب الدائرة في العاصمة. على صعيد آخر لقي حاجي عبد ميني رئيس بلدية ياقشيد بشمال العاصمة مقديشو مصرعه إثر انفجار لغم زرع بجانب الطريق في السيارة التي كان يستقلها، وهو في طريقه الى مكتبه صباح اليوم، وقتل ميني في الانفجار إضافة الى اثنين من حراسه، كما أصيب سائقه بجروح بالغة. ويُعد حاجي عبد ميني المسؤول الثاني عشر من رؤساء البلديات الذي يقتل علي يد المسلحين المعارضين للحكومة الصومالية منذ بداية هذا العام. وقد شهدت العاصمة الليلة الماضية اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية وعناصر الجماعات المسلحة التي شنت هجمات على عدد من مراكز الشرطة ومقرات القوات الحكومية واستمر تبادل إطلاق النيران الى وقت متأخر من الليلة الماضية، وأسفرت عن سقوط 5 قتلي وإصابة أكثر من 30 آخرين بجراح. وقد انتشرت القوات الإثيوبية التي تدعم الحكومة الصومالية اليوم في المناطق التي وقعت فيها الاشتباكات الليلة الماضية.