أولمرت يحظى بتعاطف في إسرائيل بعد إعلانه إصابته بالسرطان

أكد أنه لن يترك منصبه

أولمرت يتحدث في المؤتمر الصحافي (رويترز)
TT

لأول مرة منذ وصوله الى رئاسة الوزراء في اسرائيل، حظيَّ ايهود أولمرت أمس بالتعاطف الواسع من الجمهور والمدائح من أشد خصومه السياسيين، وذلك اثر اعلانه الجريء في مؤتمر صحافي خاص عن اصابته بمرض السرطان في البروستات. وقال اثنان من خصومه ان عليه أن يستقيل ليس بسبب مرضه بل لأسباب سياسية. فيما أكد هو وأطباؤه ان لا حاجة للاستقالة لاعتباره مرضا بسيطا يمكن التغلب عليه.

وكان موضوع أولمرت مفاجئا بيد انه تصرف بطريقة أعطت هذه المفاجأة بعداً درامياً. ففي صباح أمس، تلقى المراسلون السياسيون دعوة طارئة لحضور مؤتمر صحافي خاص برئيس الحكومة. وفي هيئات تحرير الصحف فوجئوا بوجود دعوة مماثلة لدى مراسلي الشؤون الطبية والصحية. فتوقعوا ان يكون هناك أمر متعلق بخطة جديدة تتعلق بأوضاع المستشفيات أو مؤسسات صناديق المرض وغيرها. واكتملت المفاجأة عندما ظهر أولمرت مع أطبائه، وأعلن انه خلال فحص طبي عابر أجراه بعد عودته من الجولة الأخيرة التي شملت موسكو وباريس ولندن، اكتشف انه مصاب بورم في البروستات إلا انه أكد انه ورم خفيف غير منتشر ويمكن القضاء عليه بعملية بسيطة. ورد الأطباء على أسئلة الصحافيين، فيما امتنع أولمرت عن الرد على أي سؤال. وأكد الأطباء أن العملية بسيطة وسوف يجرونها بعد انتهاء أعمال مؤتمر أنابوليس، وانه بالامكان اجراؤها بالتخدير الموضعي. وحرص الأطباء على التأكيد أن القانون الاسرائيلي لا يلزم رئيس الوزراء بإعلان وضعه الصحي في حالة كهذه، لأن المرض ليس خطيرا ولا يؤثر أبدا على اداء رئيس الحكومة. واعتبروا تصرف أولمرت في هذه الحالة شجاعا بشكل خاص ـ «ففي يوم الخميس الماضي عرف بنتائج الفحص واليوم (امس) قرر الظهور أمام الجمهور، واعلان حالته المرضية بجرأة وشفافية تستحق الثناء والتقدير»، كما قال طبيبه يعقوب رامون. وبالفعل، بدأت تحيات التقدير والتمنيات بالشفاء تنهال على أولمرت من كل صوب، وكان من أوائل المتصلين به رئيس المعارضة وقائد حزب الليكود، بنيامين نتنياهو، الذي قال «بيننا خلافات عديدة، ولكن في مسألة المرض نحن موحدان معاً للتخلص منه». وكذلك فعل النائب أحمد الطيبي، رئيس الحركة العربية للتغيير، وهو أيضا طبيب في الأصل، فوصف تصرف أولمرت بالشجاع. وفقط اثنان من نواب المعارضة الاسرائيلية، هما أريه الداد، وهو طبيب من حزب الاتحاد اليميني المتطرف، وران كوهن، وهو عقيد في الجيش من حزب ميرتس اليساري المعارض، وجها الدعوة الى أولمرت بالاستقالة، أمس، مع انهما أكدا انهما يريدان استقالته ليس بسبب المرض انما بسبب سياسته. كما تلقى أولمرت برقيات تحية وتمنيات بالشفاء من السلطة الفلسطينية ومن عدة دول في الخارج.

ومن الواضح ان خطوة أولمرت هذه تساهم في رفع شأنه وحتى رفع شعبيته بين الجمهور الاسرائيلي، حيث انها تعتبر جريئة وصريحة وتجترح التعاطف الانساني من أوساط واسعة في الجمهور، فضلا عن انها توحي بأنه يتصرف مثل دول الغرب. وأكثر من ذلك، فهناك من رأى أن أولمرت، بهذه الخطوة، ينضم الى «نادي الزعماء الكبار المرضى»، حسب وصف أحد المعلقين السياسيين في اسرائيل، جنبا الى جنب مع شخصيات مثل فيدل كاسترو في كوبا ومثل الملك الراحل حسين في الأردن ومثل مناحيم بيغن وأرييل شارون في اسرائيل نفسها. والمعروف انه في حال اجراء عملية جراحية لرئيس الحكومة في اسرائيل، فإن عليه ان يعلن عن تجميد عمله كرئيس حكومة بشكل مؤقت، ويتفق مع المستشار القضائي للحكومة على تسليم منصبه الى نائبه الأول أو نائب آخر من نوابه. وكما تبدو الصورة اليوم، فإن أولمرت سيسلم المنصب الى وزيرة الخارجية تسيبي لفني، مع ان العلاقات بينهما غير جيدة. فقد أبلغها مدير ديوان رئيس الحكومة بمرض اولمرت، أمس، حينما كانت في أوج لقاءاتها السياسية في الصين.

ولكن أولمرت، وحالما أنهى مؤتمره الصحافي، أمس، التقى مع مسؤولة ملف الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، بنيتا فريرو ـ فلدنر، في مقره محاولا بث الروح بأن كل شيء على ما يرام.