نيغروبونتي يناشد مشرف رفع حالة الطوارئ.. ويحذر من دفع البلاد إلى «حافة الخطر»

دعا مشرف وبوتو إلى معاودة الحوار

TT

ناشد المبعوث الاميركي جون نيغروبونتي الرئيس الباكستاني برويز مشرف، كما الاحزاب السياسية المعارضة، العودة عن المواجهة الى اسلوب الحوار، محذرا من دفع الامور الى «حافة الخطر». كما ناشد مشرف انهاء حالة الطوارئ، محذرا من انها لا تتلاءم مع الانتخابات الحرة والنزيهة، المقرر اجراؤها بحلول يناير (كانون الثاني)، بل انها ستقوضها.

وخلال زيارته اسلام اباد، التي استمرت يومين، اجرى نيغروبونتي مباحثات مكثفة مع المسؤولين الباكستانيين المدنيين والعسكريين وزعماء المعارضة، وناشدهم جميعا معاودة الحوار والعودة عن أسلوب المواجهة.

والتقى نيغروبونتي الى جانب مشرف نائب قائد الجيش الجنرال اشفق كياني، والجنرال نديم تاج، ووزير الخارجية السابق خورشيد قاصوري، كما اجرى محادثة هاتفية مع رئيسة الوزراء السابقة بي نظير بوتو، مناشدا اياها معادوة الحوار مع مشرف. وفي مؤتمر صحافي عقده صباح امس، قال نيغروبونتي، الرجل الثاني في الدبلوماسية الاميركية، ان «حالة الطوارئ لا تتلاءم مع اجراء انتخابات حرة ونزيهة وموثوق بها».

وتابع «اذا لم تتخذ هذه الخطوة فانها ستقوض بالتأكيد قدرة الحكومة على اجراء انتخابات مرضية».

ودعا نيغروبونتي الرئيس الباكستاني الى الوفاء بتعهده التخلي عن منصب قائد الجيش. وقال «نرحب باعلان الرئيس مشرف، عن ان الانتخابات ستجري في يناير، وهو التزام كرره لي بعبارات قاطعة. وكرر ايضا التزامه بالتخلي عن منصبه في الجيش قبل بدء فترة رئاسته الثانية، ودعوناه لان يفعل ذلك بأسرع ما يمكن». وتابع «التحركات السياسية التي اتخذت في الآونة الاخيرة ضد المحتجين، وكبت اجهزة الاعلام، واعتقال الزعماء السياسيين وزعماء حقوق الانسان، تتعارض بشكل مباشر مع الاصلاحات التي جرت في الاعوام الاخيرة... وقد دعوت الحكومة الباكستانية الى وقف مثل هذه الاعمال ورفع حالة الطوارئ والافراج عن كل المعتقلين السياسيين». ودافع مشرف، الذي تولى السلطة في انقلاب غير دموي عام 1999 عن قراره باعلان حالة الطوارئ، قائلا انه لن يتم السماح بوقوع الاسلحة النووية الباكستانية في الايدي الخطأ، في الوقت الذي يسيطر فيه الجيش عليها.

وقال في مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية، اذيعت اول من امس، انه اذا جرت الانتخابات في مناخ من عدم الثقة، فقد تفرز عناصر خطيرة ربما تعرض الاصول الاستراتيجية لباكستان للخطر.

وأضاف، «لا يمكن أن تقع في الايدي الخطأ اذا تعاملنا مع مشكلاتنا سياسيا. الجيش موجود.. ما دام الجيش موجودا فلن يحدث شيء للاصول الاستراتيجية، نحن نمسك بزمام الامور»، حسبما نقلته وكالة رويترز. من جانبه، شدد نيغروبونتي على اهمية المصالحة بين القوى السياسية المعتدلة، وذلك في اشارة ضمنية للخلاف بين مشرف وزعيمة المعارضة بي نظير بوتو، معتبرا ان الامر مرغوب جدا فيه من جانب واشنطن. وقال «المشاركة والحوار وليس دفع الامور لحافة الخطر والمواجهة يجب أن تكون النظام الذي تتبعه كل الاحزاب... اذا اتخذ الجانبان خطوات للعودة الى نقاشات المصالحة التي كانا يجريانها في السابق».

وكانت بوتو قد استبعدت الاسبوع الماضي اجراء محادثات جديدة مع مشرف، متعهدة بعدم المشاركة في الحكم في ظل وجود مشرف.

وقال دبلوماسيون ان نيغروبونتي حذر مشرف من ان واشنطن قد تعيد النظر في مساعدتها العسكرية لباكستان، اذا لم يتم رفع حال الطوارئ لكن بدون اعطاء تفاصيل.

وافاد مساعد كبير للرئيس الباكستاني لوكالة الصحافة الفرنسية، بأن مشرف اوضح ان حال الطوارئ سترفع «فقط حين يتحسن الوضع المتعلق بالقانون والنظام». وقال مسؤولون حكوميون ان نيغروبونتي تبلغ بشكل قطعي وحازم انه لن يكون هنالك رفع لحالة الطوارئ، اذ تعتبر الحكومة تطبيق حالة الطوارئ امرا ضروريا لاجراء الانتخابات بشكل سلمي. كما ان مشرف رفض خلال محادثاته مع المسؤول الاميركي اعطاء مهلة زمنية لرفع حالة الطوارئ. ومن جهتها تدرس بوتو خطوتها التالية في معقلها في كراتشي (جنوب). وتجري محادثات مع قادة المعارضة، في محاولة لتشكيل جبهة موحدة قد تؤدي الى اعلان مقاطعة الانتخابات. وقد اطلقت حركة سياسية شعبية معارضة عبر تنظيم انصارها تظاهرات احتجاجا في العديد من مدن البلاد. وتأتي زيارة نائب وزيرة الخارجية الاميركية اسلام اباد وسط مخاوف اميركية ازاء الوضع في باكستان، الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في «الحرب على الارهاب». وقال نيغروبونتي للصحافيين، قبل مغادرته، انه من المبكر جدا الحديث عن نجاح او فشل دبلوماسيته. وعبر نيغروبونتي ايضا عن قلقه ازاء انشطة المتطرفين الاسلاميين في وادي سوات بشمال غرب باكستان، حيث حقق الناشطون الموالون لحركة طالبان مكاسب في وقت سابق هذه السنة. وقال ان «الوضع في سوات يذكر بواقع ان هناك قضايا يجب معالجتها بالنسبة للمتطرفين في هذا البلد».

واضاف ان «حكومة باكستان تبذل جهودا كبرى في هذا الوقت لمعالجة الوضع في سوات، واعتقد انها ستواصل ذلك للفترة المقبلة». وكان مسؤول عسكري كبير قد اعلن لدى وصول المسؤول الاميركي الى باكستان، ان الجيش ينوي شن عملية كبيرة لطرد الناشطين من وادي سوات بقيادة رجل الدين المتشدد مولانا فضل الله. وفي هذا الوقت تستأنف المحكمة العليا في باكستان الاثنين جلساتها للنظر في الطعون في شرعية اعادة انتخاب مشرف الشهر الماضي.

وفي بيشاور، قتل 70 شخصا على الاقل امس بين مدنيين وعسكريين في مواجهات بين السنة والشيعة، شمال غرب باكستان، كما افاد مسؤولون.

وافاد التلفزيون الباكستاني ان 150 شخصا اصيبوا ايضا بجروح في الاشتباكات العنيفة التي جرت في منطقة كورام على الحدود مع افغانستان. واكد شهود ان المعارك مستمرة قرب مدينة باراشينار الخاضعة لحظر تجول في منطقة القبائل.

وقتل 61 مدنيا على الاقل في المعارك الاخيرة في بارشينار، بحسب مسؤولين في قوى الامن، رفضوا الكشف عن اسمائهم. وفي المنطقة نفسها سبق ان اوقعت المعارك بين السنة والشيعة 55 قتيلا في ابريل (نيسان).

من جهة اخرى قتل تسعة جنود ايضا واصيب 15 اخرون في تبادل لاطلاق النار، كما اعلن الجيش.