اجتماع «الفرصة الأخيرة» بين قادة الصرب وألبان كوسوفو لبحث مستقبل الإقليم

ألبان كوسوفو يلوحون بإعلان استقلال من جانب واحد إذا فشلت المحادثات

TT

يلتقي الصرب وألبان كوسوفو اليوم في بادن جنوب فيينا، في مسعى الفرصة الاخيرة من أجل تحديد الوضع المستقبلي للإقليم الصربي الذي يطالب سكانه الألبان باستقلاله، قبل العاشر من ديسمبر (كانون الاول) الموعد المحدد لانهاء المفاوضات. وسيجري هذا الاجتماع الذي سيعقد بشكل مغلق في فندق قصر ويكرسدورف على مدى ثلاثة ايام على غرار الاجتماعات السابقة منذ اغسطس(آب)، تحت رعاية ترويكا الوسطاء التي تضم الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي. واعتبر وسيط الاتحاد الاوروبي الالماني ولفغانغ ايشينغر مؤخرا أن «اتفاقا حول الوضع سيكون امرا مثاليا، لكن للأسف لا يتوقع ان نتوصل اليه بحلول العاشر من ديسمبر». وكانت الترويكا التي سترفع تقريرها في 10 ديسمبر الى الامين العام للامم المتحدة الكوري الجنوبي بان كي مون، لخصت في 20 نوفمبر بعد ثلاث ساعات من المحادثات، الوضع بالقول ان بريشتينا تريد «استقلالا تحت المراقبة» فيما تدعو بلغراد الى «كوسوفو يتمتع بحكم ذاتي كبير داخل الحدود الصربية». ومنذ ذلك الحين اكد وزير الخارجية الصربي فوك جيريميك استعداده لتقديم تنازلات مشروطة. وأوضح في هذا الصدد الاسبوع الماضي في موسكو «نحن مستعدون لنتحلى بالمرونة لكن هناك خطا احمر لا يجوز تخطيه ويرتبط بوحدة اراضي البلاد». وتعتبر بلغراد اقليم كوسوفو الواقع جنوب صربيا والذي تبلغ مساحته نحو 11 الف كيلومتر مربع ويعد مليوني نسمة، 90 % منهم من اصل الباني، مهد تاريخهم وحضارتهم. لذلك فان أبعد ما يقبله الصرب هو منح حكم ذاتي واسع لهذا الاقليم الذي خرج عن سلطتهم فعليا منذ 1999، تاريخ وضعه تحت ادارة الامم المتحدة بعد تدخل قوات حلف شمال الاطلسي.

اما الكوسوفيون الالبان فهم مستعدون من جهتهم لاعلان الاستقلال من جانب واحد من قبل برلمانهم المنبثق عن الانتخابات الاخيرة ان لم يتم التوصل الى اتفاق مع الصرب بحلول العاشر من ديسمبر المقبل. وقد عبر الرئيس المقبل لحكومة بريشتينا هاشم تاجي الذي فاز في الانتخابات التشريعية في 17 نوفمبر عن «اقتناعه بأن يصبح مستقلا بعد وقت قصير جدا من العاشر من ديسمبر» من دون تحديد موعد دقيق في مقابلة أجراها مع صحيفة «كوريير» النمساوية.

وكان الالبان الكوسوفيون قد وافقوا على ضمان احترام حقوق الاقلية الصربية في المشروع المفصل لوضع الاستقلال تحت اشراف دولي الذي اقترحه مبعوث الامم المتحدة الفنلندي مارتي اهتيساري. وقد عرقلت روسيا هذا المشروع اثناء تصويت في مجلس الامن الدولي. وما زالت روسيا تصر على رفضها الموافقة على حل لا يكون مقبولا من الطرفين المعنيين، وترفض الموعد الاقصى في العاشر من ديسمبر لانهاء المفاوضات، خلافا لواشنطن والاتحاد الاوروبي. الى ذلك، وعد هاشم تاجي من جهته «بعدم القيام بأي شيء من دون موافقة» شركائه الاميركيين والاوروبيين.

أبرز المشاركين من صرب وألبان كوسوفو في محادثات الوضع النهائي

* تشرف على مفاوضات الصرب والالبان ترويكا من الوسطاء تضم اميركياً وروسيا» وممثلا عن الاتحاد الاوروبي، ويفترض ان تنجز المحادثات مهمتها في العاشر من ديسمبر (كانون الاول) المقبل برفع تقرير الى الامين العام للامم المتحدة. وفي ما يلي المشاركون الاساسيون في المفاوضات حول الوضع النهائي لاقليم كوسوفو التي تبدأ اليوم في النمسا:

* فويسلاف كوشتونيتسا رئيس الوزراء الصربي ذو التوجه القومي الذي حذر من ان صربيا ستعتبر اي اعلان للاستقلال من قبل البان كوسوفو للاقليم «باطلا وغير مشروع».

ويترأس كوشتونيتسا، 63 عاما، الحكومة منذ 2004 ثم جدد له في هذا المنصب في مايو (ايار) الماضي. وهو يدعو الى منح الاقليم حكما ذاتيا واسعا داخل حدود صربيا. وكان كوشتونيتسا وهو رجل قانون متخصص في القانون الدستوري، من اوائل قادة المعارضة للرئيس الصربي سلوبودان ميلوشيفيتش في التسعينات وهزمه في الانتخابات الرئاسية في العام الفين.

* بوريس تاديتش اصبح تاديتش، 49 عاما، في يوليو (تموز) 2004 اول رئيس غير شيوعي لصربيا منذ الحرب العالمية الثانية. وهو يؤيد اندماج بلاده في المؤسسات الاوروبية الاطلسية ويعتبر ان استقلال كوسوفو المحتمل سيزعزع الوضع في منطقة البلقان. وبالرغم من خلافاته السياسية مع كوشتونيتسا يدعم تاديتش رئيس الوزراء في معارضته لاي حل «مفروض» لوضع كوسوفو ولا يقبل هو الآخر سوى بحكم ذاتي واسع.

* فوك جيريميك يؤكد وزير الخارجية الصربي ان صربيا مستعدة لـ«تسوية» بشأن كوسوفو لكنه حذر من ان الاستقلال يشكل «خطا احمر» لا يجوز تخطيه. ويحمل جيريميك، 32 عاما، دبلوما في الفيزياء من جامعة كامبريدج وقد عاد الى صربيا بعد سقوط نظام سلوبودان ميلوشيفيتش في العام الفين.

وهو مقرب من تاديتش وكان مستشاره في وزارة الدفاع ثم مستشاره للشؤون الخارجية بعد انتخاب تاديتش للرئاسة.

* هاشم تاجي الزعيم السابق لجيش تحرير كوسوفو، الميليشيا الالبانية الانفصالية، والمرشح لان يصبح قريبا رئيسا للوزراء في كوسوفو بعد فوز حزبه، حزب كوسوفو الديمقراطي، في الانتخابات التي جرت في 17 نوفمبر (تشرين الثاني). ويرغب تاجي، 39 عاما، في حال عدم التوصل الى تسوية مع بلغراد، في اعلان استقلال كوسوفو في اسرع وقت ممكن بعد العاشر من ديسمبر، لكنه يقر بانه بحاجة لموافقة الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي. وقد حارب القوات الصربية خلال النزاع في كوسوفو في 1998 ـ 1999 وكان في عداد الوفد الالباني الى مفاوضات رامبوييه (فرنسا) في 1999.

* فاتيمير سيجديو خلف هذا الزعيم الالباني المثير للجدل ابراهيم روغوفا في رئاسة كوسوفو وتوفي في 2006 بسرطان في الرئة. وكسائر الزعماء الكوسوفيين يعتبر سيجديو، 56 عاما» من المؤيدين لاعلان استقلال الاقليم من طرف واحد ان لم يتم التوصل الى تسوية مع بلغراد في هذا الشأن. وكان رئيسا للمفاوضين الالبان في المحادثات السابقة مع المسؤولين الصرب التي استمرت قرابة الاربعة عشر شهرا وانتهت مطلع العام بالفشل.

* اجيم تشيكو القائد السابق لجيش تحرير كوسوفو ورئيسا للوزراء منتهية ولايته في كوسوفو. ولم يتقدم تشيكو،47 عاما، الى الانتخابات في 17 نوفمبر ويفترض ان يحل مكانه قريبا هاشم تاجي.

وهو عسكري المهنة التحق بالجيش الكرواتي في 1991 عندما اعلنت كرواتيا استقلالها. وعاد الى كوسوفو في 1999 واصبح واحدا من قادة جيش تحرير كوسوفو.

وفي العام 2002 اتهمه القضاء الصربي بارتكاب جرائم حرب ضد الاقلية الصربية في كرواتيا. وتتهمه بلغراد ايضا بارتكاب فظائع ضد الصرب في كوسوفو.