السعودية: القبض على 208 مطلوبين ضمن 6 خلايا خططت لاستهداف الأمن والعلماء ومواقع نفطية

اللواء التركي لـ«الشرق الأوسط»: تمت تصفية القوائم الأمنية السابقة.. والصواريخ المضبوطة من النوع الذي يحمل على الكتف

إحدى المواجهات الأمنية التي شهدتها المنطقة الشرقية من السعودية («الشرق الأوسط»)
TT

نجحت السلطات الأمنية في السعودية من إحباط مخطط إرهابي كبير، والقبض على 208 مطلوبين ضمن 6 خلايا في عدد من مناطق البلاد، كانت تستهدف العلماء ورجال الأمن عبر اغتيالهم، وكذلك القيام بعمليات تخريبية واسعة تشمل منشآت نفطية واقتصادية، وتجنيد أعداد كبيرة ممن يؤمنون بالفكر الضال، وتسفيرهم إلى المناطق المضطربة بهدف المشاركة في تلك الأحداث وتبني المنهج التكفيري وأنشطته الإجرامية ومن ثم العودة إلى السعودية بقصد الإخلال بالأمن ونشر الفتنة والفوضى، وجمع الأموال وتكوين خلية اعلامية تخدم أغراضهم وتوجهاتهم المشبوهة.

وكشف اللواء منصور التركي، المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية، لـ«الشرق الأوسط» أنه تم ضبط 8 صواريخ مع خلية يقودها أحد المتسللين، وهي من النوع الذي يتم إطلاقه من على الكتف، حيث تمكنت قوات الأمن من ضبط 18 من المنتمين إلى هذه الخلية، كانوا ينوون تنفيذ جملة من العمليات الإرهابية بواسطة هذه الصواريخ.

وأكد التركي أن المقبوض عليهم حالياً والبالغ عددهم 208 لم يكونوا ضمن القوائم الأمنية السابقة التي أصدرتها وزارة الداخلية، وقال إن «قوات الأمن أنهت القوائم السابقة، والمقبوض عليهم تمت متابعتهم بدون أن يذكر أحدهم في القوائم السابقة».

وحول شخصيات العلماء التي كانت احدى الخلايا التي تم ضبطها تستهدفها، قال التركي إن أجهزة الأمن لم تعثر على أسماء علماء وشخصيات دينية معروفة بمناهضتها للفكر التكفيري، على قائمة هذه الخلية، وإنما كانت الخلية تستهدف العلماء بشكل عام، وأضاف «قبل القبض على أفراد هذه الخلية، وأثناء التحقيق، لم تدرج أسماء كان أفراد هذه الخلية ينوون استهدافهم شخصياً».

وقال التركي «ما ذكر من معلومات أن سماحة المفتي العام على قائمة الاغتيالات، لم يتوصل اليه المحققون، أو تعلن عنه وزارة الداخلية في بيانها الأخير، وانما يستهدف تنظيم القاعدة كل من يخالفه، سواء كان من العلماء أو غيرهم، كما يستهدف رجال الأمن، وتم الإعلان عن ذلك في بيانات سابقة لوزارة الداخلية».

واضاف اللواء التركي أن «عملية القبض على الخلايا الارهابية تمت خلال الخمسة أشهر الماضية. وتم الاعلان عنها بعد استكمال التحقيق مع المقبوض عليهم، وبالتالي أصبحت هذه المعلومات لا تشكل خطورة على سير التحقيقات، فيما تم التحفظ على معلومات أخرى مهمة سيعلن عنها في وقت لاحق».

ولم يحدد اللواء التركي الحدود التي تم التسلل منها الإرهابيون لتنفيذ عملياتهم, وكذلك قيادة خلايا إرهابية داخل السعودية، كما لم يحدد نسبة السعوديين إلى غير السعوديين من المقبوض عليهم في عمليات أمنية نوعية نفذتها قوات الأمن السعودية.

وكشف مصدر مسؤول في وزارة الداخلية السعودية، أمس، أن قوات الأمن وهي تقوم بواجباتها رصدت تحركات مشبوهة لمتأثرين بالفكر الضال في ضوء التطورات الإقليمية والدولية، والذين جعلوا من أنفسهم أدوات في أيدي الغير للإساءة إلى دينهم ومجتمعهم ووطنهم وعملوا على تأجيج الفتن والخروج إلى المناطق المضطربة والتستر على المطلوبين وتمويل عملياتهم التي استهدفت الوطن في أمنه ومقدراته.

واوضح المصدر أنه من خلال المتابعة الأمنية في الأشهر القليلة الماضية تمكنت قوات الأمن من القيام بعمليات استباقية أسفرت عن إحباط مخططات حاقدة ونتج عنها ضبط العديد من المتورطين في تلك الأنشطة واقتضت المصلحة عدم الإعلان عن تلك العمليات في حينه.

وبين المصدر أن رجال الأمن تمكنوا من إحباط هجوم وشيك على منشأة نفطية مساندة في المنطقة الشرقية، وذلك بعد أن تمت تهيئة المنفذين وتحديد موعد التنفيذ، حيث تم القبض على خلية مكونة من 8 أشخاص يقودهم أحد المقيمين، والذي أوضح الطريقة التي تم بها تجنيد أعضاء الخلية وذلك من خلال البدء بتبني التكفير كمنهج حياة ومن ثم تأكيد مشروعية القتال في الخارج والتركيز على تهيئتهم كانتحاريين حيث يسهل عليه بعد ذلك إقناعهم بمكان التنفيذ سواء في الداخل أو الخارج، وكذلك القبض على خلية مكونة من 22 شخصاً ممن يحملون الفكر التكفيري ويروجون له، وشكل قسم منهم فريق اغتيالات لاستهداف العلماء ورجال الأمن. كما تم ضبط خلية يقودها أحد المتسللين «وهو خبير في إطلاق الصواريخ» قامت بالتخطيط لتهريب ثمانية صواريخ عبر الحدود إلى المملكة بهدف تنفيذ عمليات إرهابية، وقد تم القبض على 18 من المنتمين لهذه الخلية.

واضاف أنه من خلال عمليات أمنية متتالية في عدد من مناطق المملكة تم القبض على 112 شخصاً من المرتبطين بدوائر تنسيق خارجية تعمل على تسفير المغرر بهم إلى المناطق المضطربة بهدف المشاركة في تلك الأحداث وتبني المنهج التكفيري وأنشطته الإجرامية ومن ثم العودة إلى المملكة بقصد الإخلال بالأمن ونشر الفتنة والفوضى.

وبين أنه بالنظر إلى خطورة تمويل الأنشطة المشبوهة في الداخل والخارج فقد تمكنت قوات الأمن وبعد متابعة دقيقة من القبض على 32 من السعوديين والمقيمين الناشطين في توفير الدعم المالي لأتباع الفكر الضال. مضيفا أنه تم القبض أيضا على 16 شخصاً في المدينة المنورة شكلوا خلية إعلامية تهدف إلى الترويج لأفكار الفئة الضالة وما يتبعها من تكفير وتحريض وتأييد للأعمال الإجرامية وعملوا على إصدار نشرة سموها «صدى الرافدين» لتكون بديلاً لمطبوعاتهم السابقة كما تولت مجموعة منهم تنسيق سفر المغرر بهم للقتال في المناطق التي تشهد صراعات عسكرية.

وقال المصدر السعودي إنه ومن خلال تنفيذ هذه العمليات الأمنية تم التحفظ على مضبوطات متنوعة ووسائط معلوماتية عديدة، يتعذر الإفصاح عنها حالياً مراعاة لمصلحة المتابعة الأمنية القائمة لتلك العمليات، كما توصل التحقيق إلى معلومات عن أشخاص لهم علاقة بما تقدم ذكره. وشدد المصدر على أن الوزارة إذ تعلن ذلك لتدعو أولئك الذين وضعوا أنفسهم في محل الاشتباه أو تم التغرير بهم للسفر إلى مناطق مضطربة إلى المبادرة بمراجعة أقرب جهة أمنية في السعودية أو ممثلية لخادم الحرمين الشريفين لمن هو موجود في الخارج لإيضاح موقفهم، وسوف يؤخذ ذلك في الاعتبار عند معالجة وضعهم، خاصة أن الله قد فضح هذه الفئة الضالة وأبان مقاصدهم الحقيقية التي لا تخدم أحدا سوى أعداء الدين والوطن.