مشرف يغادر الجيش بحزن بعد 49 عاما ويخلع عنه لقب الجنرال

يتوجه إلى الأمة اليوم بصفته رئيسا مدنيا وقد يرفع حالة الطوارئ قبل أدائه القسم على الدستور

مشرف وكياني يتبادلان التحية العسكرية (رويترز)
TT

بعد 49 عاما من ارتدائه بزة الجيش، اضطر الرئيس الباكستاني الذي كان لغاية امس يحمل لقب جنرال، الى التخلي عن بزته العسكرية التي طالما وصفها بأنها جلده الثاني. وفي مراسم وداعية جرت في المقر الرئيس للجيش في روالبندي، ودع الجيش أمس قائده الجنرال برويز مشرف ليرحّب بقائده الجديد إشفاق كياني. ويدلي مشرف مساء اليوم بأول خطاب متلفز موجه للأمة بصفته «رئيسا مدنيا».

وبتأثر باد على وجهه قال مشرف، البالغ من العمر 64 عاما، في كلمته الوداعية: «بعد قضاء 46 عاما من حياتي مرتديا هذا الزي أقول في النهاية وداعا له.. إن هذا الجيش حياتي.. إنني أحب هذا الجيش. لكن اعتبارا من غد لن أرتدي هذا الزي».

وفي نهاية كلمته سلم مشرف، وهو يمسح دمعة سالت على خده بمنديل أبيض، عصا خشبية إلى كياني لاستكمال مراسم نقل السلطة العسكرية. وقال وهو يسلمه العصا: «إنني أسلم القيادة لشخص أعرفه منذ عشرين عاما.. إنني أدرك جيدا مهاراته المهنية».

ومع تنحي الرئيس الباكستاني عن قيادة الجيش، تظهر تساؤلات حول ما اذا كان هذا الامر سيؤدي الى اضعاف مشرف وبداية افتراقه عن الجيش، علما بأن الجيش الباكستاني قاد انقلابين عسكريين على قادته المدنيين في تاريخ هذا البلد القصير الذي تأسس في العام 1947 بعد انفصاله عن الهند. الا ان مشرف يبدو واثقا من كياني الذي سلمه مقاليد قيادة الجيش مكانه. وقال الناطق باسم مشرف، رشيد قريشي، في اتصال هاتفي مع «الشرق الاوسط» إن لا وجود لأي مخاوف من هذا القبيل وأن الرئيس لا يزال هو القائد الاعلى للقوات المسلحة في البلاد. وكان مشرف قد قال في كلمته الوداعية خلال ترؤسه اجتماع هيئة اركان الجيش، إنه سيستمر في ترؤس اجتماعهم انما ستكون هذه المرة الاخيرة التي يرأسها مرتديا بزته العسكرية.

وقال قريشي ان الرئيس يثق بكياني وان الرجلين على تنسيق دائم، مشيرا الى ان المرتين اللتين انقلب فيهما الجيش الباكستاني على القيادة المدنية كانتا بعد تفشي الفساد وبعد أن أصبحت هذه القيادة عاجزة عن قيادة البلاد. وأضاف ان تأثر الرئيس خلال مراسم التسلم والتسليم «هو لمغادرته الجيش الذي يشعر أنه عائلته والذي أواه 46 عاما، وليس خوفا على مستقبله ولا شعورا بالضعف». وفور انتهاء المراسم، رحب «حزب الشعب» الذي ترأسه بي نظير بوتو بتنحي مشرف عن قيادة الجيش، وصدر ترحيب أيضا عن الولايات المتحدة والمانيا.

من جهة أخرى، ذكرت إحدى محطات التلفزة المحلية أمس أن الرئيس الباكستاني الذي يستعد لاداء قسم اليمين على الدستور بعد خلع بزته العسكرية، قد يعلن رفع حالة الطوارئ المفروضة على البلاد خلال الساعات الثماني والأربعين المقبلة. وقالت محطة تلفزيون «دون» الإخبارية التي تبث برامجها من إسلام أباد، نقلا عن مصادر قولها إن مشرف سيعلن رفع حالة الطوارئ خلال إعلان عبر التلفزيون الوطني، إلا أنها لم تحدد الموعد لهذا الاعلان.

وقال خبراء قانونيون إنه إذا ما قرر مشرف أداء اليمين الدستورية بمقتضى الدستور الحالي فسيكون عليه أولا رفع حالة الطوارئ. وقال مصدر مقرب من مشرف لـ«الشرق الاوسط» ان الرئيس «لا يزال يدرس مختلف الحلول وأنه عبّر عن رغبته في رفع حال الطوارئ قبل الانتخابات لكنه لم يقرر موعدا لذلك».