التيار الصدري: القيادة الكردية للخارجية لم تراع التوازن في علاقات العراق العربية

قياديه صلاح العبيدي لـ«الشرق الأوسط»: استرضاءات المالكي وراء ضعف حكومته

صلاح العبيدي («الشرق الأوسط»)
TT

بينما يقوم وفد من التيار الصدري الذي يقوده الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر بجولة غير مسبوقة لثلاث دول عربية رئيسية بالمنطقة هي السعودية وسورية ومصر، اتهم مسؤول الهيئة الإعلامية بالتيار الصدري، صلاح العبيدي، رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، والأكراد، والاحتلال الأميركي في بلاده، إضافة الى تنظيم «القاعدة» والتيارات الشيعية وثيقة الصلة بإيران، بالتسبب في عدم الاستقرار الذي يعاني منه العراق.

وقال العبيدي الذي يقوم ضمن وفد من التيار بزيارة الى مصر في اطار جولة عربية شملت ايضا السعودية وسورية، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» ان الهدف من هذه الجولة هو «تقريب وجهات النظر ما بين التيار الصدري والدول العربية المعنية ثم توضيح أن التيار كجهة شيعية لا يمانع أن يكون لهذه الدول دور في إعادة اللحمة الوطنية في داخل العراق على أن يكون دوراً لتقريب وجهات النظر بين الأطراف العراقية ورعاية مثل هذه اللقاءات العراقية ـ العراقية لا التدخل في الشؤون الداخلية في الشأن العراقي بحيث يفقد العراقيون حرية التعامل فيما بينهم». وعن سبب تأخر تحرك التيار الصدري في اتجاه الدول العربية المؤثرة طيلة هذه السنوات، قال العبيدي «إننا كجهة دينية شعبية ليس من شأننا التحرك على مستوى دول العالم الخارجي إلا ما قام به السيد مقتدى الصدر كشخصية دينية في جولته حينما ذهب إلى الحج بداية عام 2006. النقطة الثانية إننا راعينا أن تكون وزارة الخارجية العراقية هي الراعي لمثل هذه اللقاءات ومثل هذه الخطوات وأبدينا لوزارة الخارجية مسبقاً أن لدينا هذا الاستعداد ولكن مع شديد الأسف أن وزارة الخارجية ترعى بشكل مركز شؤون فئة واحدة من المجتمع العراقي وهم الأكراد». وبسؤاله عما اذا كان يتهم وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري بالانحياز لأصوله الكردية، اجاب العبيدي «هو ليس اتهاما هو تقييم.. للوضع.. لأداء وزارة الخارجية في حركتها على المجتمع العربي، وهذا التقييم يتفق معنا فيه كثيرون، وهو أن وزارة الخارجية العراقية بقيادتها الكردية لمدة ثلاث أو أربع سنوات لم تتبدل، حيث أنها لا ترعى بشكل دقيق ومتوازن علاقة العراق والأطراف العراقية مع الدول العربية».

وحول الاسباب وراء انسحاب التيار من حكومة المالكي والائتلاف الشيعي، قال العبيدي «لقد انسحبنا من الائتلاف الحاكم بسبب دخول الحكومة العراقية في حالات جمود سياسي، في وقت يحتاج فيه الوضع العراقي لتحرك سياسي، يكون متناسقا ومقبولا ومدعوما من قبل الأطراف المؤثرة في الواقع العراقي».

وعن رؤية التيار الصدري لكيفية الخروج من الجمود، قال العبيدي «لم نضع أجندة محددة للخروج ولكن نقول إن حالة الجمود التي يعيشها الوضع السياسي العراقي حكومة وبرلماناً، يجب أن يتم الخروج منها بتحرك جديد، وقد اعتقدنا أن تغيير خارطة الائتلافات والتحالفات داخل البرلمان يؤثر في ذلك، وبالفعل قمنا بالانسحاب من الائتلاف العراقي الموحد الذي هو الائتلاف الشيعي».

وحول رأي التيار في قوات «الصحوة» المشكلة من ابناء العشائر السنية، قال العبيدي «إذا كان المقصود هو حالة ما يسمى صحوة العشائر فهي بدأت صحيحة لأنها صحوة ضد حاضنات «القاعدة» في الأراضي العراقية، خاصة في محافظات الأنبار وديالى والموصل.. الصحوة بدأت صحيحة لكن تحويلها إلى ظاهرة سياسية أو ظاهرة حكومية يتم تطويرها إلى شأن حكومي وعناوين إدارية، سيحولها إلى ميليشيات، وهذا ما يقود المسألة إلى تطور سلبي قد لا تحمد عقباه».