المحكمة الأميركية العليا تنظر في طعون مقدمة من 36 سجيناً في غوانتانامو

معتقل جزائري يصيب نفسه بقطع حاد في الرقبة باستخدام أظافره

TT

دفع محامو سجناء غوانتانامو الذين تشتبه السلطات الاميركية في انهم ارهابيون بعدم دستورية احتجاز موكليهم أمام المحكمة الاميركية العليا امس، مما يسلط الاضواء مجددا على سجل الولايات المتحدة في مجال حقوق الانسان.

واستمع القضاة التسعة في المحكمة الاميركية العليا الى الطعون المقدمة من 36 سجينا في غوانتانامو. وقال محاموهم ان القانون الصادر عام 2006 حرمهم من سبل الطعن في احتجازهم في السجن الحربي الأميركي بكوبا.

وتابع القضيةَ ناشطون وحكومات من شتى انحاء العالم، يقولون ان الرئيس الاميركي جورج بوش تمادى في سلطاته وانتهك حقوق الانسان في حربه على الارهاب التي شنها بعد الهجمات التي تعرضت لها الولايات المتحدة في 11 سبتمبر (ايلول) عام 2001. وترى ادارة بوش ان احتجاز السجناء في غوانتانامو قانوني ويخضع للمعايير الانسانية وضروري في حرب من نوع جديد على الارهاب. وقالت الادارة الاميركية في مذكرة مقدمة للمحكمة العليا، الكونغرس فوض بشن حرب على منظمة ارهابية دولية بلا جنود نظاميين. و«احتجاز اعضائها وأنصارها هو عنصر ضروري في اي حرب من هذا النوع». وقال إن لسجناء غوانتانامو حقهم الدستوري الذي يجيز لهم الطعن في احتجازهم امام المحكمة وهو حق حرموا منه طويلا حيث يحتجز بعضهم في سجن غوانتانامو التابع للبحرية الاميركية بدون اتهامات منذ ست سنوات. ويقول محامو السجناء: «مؤسسو أمتنا وضعوا دستورا القصد منه حماية الحريات وليس دستورا يغض الطرف عن الاحتجاز الى أجل غير مسمى دون فرصة ذات معنى لأن تسمع التظلمات. وتبدأ المحكمة الاميركية العليا الاستماع لدفوعات محامي المحتجزين الساعة العاشرة صباحا بالتوقيت المحلي 15:00 بتوقيت غرينتش. واستمرت الجلسة نحو الساعة. ومن المتوقع ان تصدر المحكمة حكمها في الصيف. وأصدرت المحكمة الاميركية العليا حكمين من قبل ضد ادارة بوش في قضيتين سابقتين متعلقتين بغوانتانامو، وأيضا في قضية ارهابية أخرى لكن الكونغرس اتخذ اجراءات جديدة من بينها قانون عام 2006 لإبعاد هذه القضايا عن المحاكم. وهذه هي المرة الاولى التي تنظر فيها المحكمة العليا في هذا القانون، وما اذا كان سجناء غوانتانامو لهم الحق بموجب الدستور في الطعن في احتجازهم. كما عقدت أيضا محكمة في غوانتانامو امس جلسة اجرائية للنظر في قضية سالم احمد حمدان حارس اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة. وحضر الجلسة محقق للامم المتحدة مختص بقضايا حقوق الانسان.

الى ذلك، اصاب معتقل جزائري نفسه بقطع حاد في الرقبة باستخدام اظافره، أدى الى نقله الى مستشفى المعسكر لعمل غرز جراحية، ووضعه تحت اشراف الاخصائيين النفسانيين. ووصف مسؤولون من المعسكر محاولة المعتقل الجزائري لانها ليست «انتحارا» بل محاولة «إيذاء شخصي». ويحتجز في معسكر دلتا اكثر من 300 سجين من القاهدة وطالبان. وكانت اخر محاولة انتحار ارتكبت الشهر الماضي داخل حمام بمعسكر دلتا. من جهته، قال المحامي والناشط الحقوقي زاخاري كاتزلسون ان المعتقل الجزائري محتجز في معسكر الاسر الاميركي بدون اتهام منذ ست ستوات. ووصف الكوماندر اندرو هاينز محاولة المعتقل الجزائري لايذاء نفسه بانها محاولة للاضرار بسمعة معسكر غوانتانامو. وكان ثلاثة من معتقلي غوانتانامو قد انتحروا في مايو (ايار) 2005. وأكد بيان للجيش الأميركي أن جنوده عثروا على المعتقلين الثلاثة وهم سعوديان ويمني متوفين داخل زنازينهم فيما بدا للجيش أنها عملية انتحار. وذكرت مصادر حقوقية وقوع 41 محاولة انتحار في غوانتانامو منذ وصول أول مجموعة من عناصر تنظيم «القاعدة» وحركة طالبان الى هذا السجن العسكري يوم 11 يناير (كانون الثاني) 2002.