محاكمة نيويورك: الدفاع يعرض سجن خلفان في نفس «المعتقل الآمن» الذي كان يؤوي ماكفاي ورمزي يوسف

TT

طالب محامو خلفان خميس محمد التنزاني الجنسية هيئة المحلفين في محكمة نيويورك الفيدرالية بعدم اصدار حكم الاعدام بحق موكلهم المدان بجريمة المشاركة في تفجير السفارة الاميركية في دار السلام، وعرضوا في المقابل خيار الحكم بسجنه في واحد من اكثر السجون الاميركية امنا.

ويطلق هذا السجن الواقع في مدينة فلورانس بولاية كولورادو، «سوبر ماكس»، وقد احتجز فيه مدانون عديدون في قضايا ارهاب ابرزهم تيموثي ماكفاي الذي فجر مبنى اوكلاهوما سيتي عام 1995 وتم اعدامه في الـ 11 من الشهر الجاري وكذلك رمزي احمد يوسف الذي فجر مبنى التجارة العالمي في نيويوك عام .1993 وقد تم تقديم هذا العرض عبر شهادة ادلى بها طبيب نفساني درس حالات العنف لدى النزلاء بالسجن، في حين اوضح الدفاع ان خلفان خميس يمكن ارساله «بأمان» الى وحدة خاصة بسجن «سوبر ماكس».

وجاء هذا العرض من الدفاع بعد الافادة التي قدمها الادعاء في جلسة الاثنين الماضي وقال فيها «ان خلفان خميس محمد لا يزال يشكل خطرا حتى لو كان في السجن» في اشارة الى مشاركة هذا المتهم في الهجوم الذي شنه السوداني ممدوح محمد سالم على لويس بيبي حارس مبنى السجن (ميتروبوليتان كوريكشن سنتر) في الاول من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وطالب الادعاء في جلسة الاثنين الماضي باعدام خلفان لسببين; هما ادانته من قبل نفس هيئة المحلفين بجريمة قتل 11 شخصا واصابة 85 بجروح اثناء تفجير السفارة الاميركية في دار السلام يوم السابع من اغسطس (آب) 1998، وثانيا الخطر الذي يمثله في السجن في حال اسقاط حكم الاعدام الذي يواجهه وتخفيفه الى المؤبد مثلما حدث مع رفيقه محمد راشد العوهلي المدان هو ايضا بجريمة الاشتراك في تفجير السفارة الاميركية في نيروبي.

لكن الادعاء، عبر المحامي باتريك فيتزجيلارد، رد على عرض الدفاع قائلا انه ثبت ان النزلاء في سجن «سوبر ماكس» تمكنوا من اخفاء شفرات الحلاقة على سطح افواههم ليتجنبوا كشف الاشعة لهم، كما استطاعوا ايضا سرقة قيود المفاتيح من داخل مغسلة السجن. وشغل الادعاء الذي يمثل الحكومة الاميركية شريط فيديو يظهر واقعتين للاشتباك سجلتا داخل سجن فلورانس. وفي كلتا الواقعتين كان على حراس السجن انتظار دقائق عصيبة قبل ان ينتهي الاشتباك دائما بعد تبادل النزلاء بينهم الضرب على الرأس.

لكن الطبيب النفساني الدكتور مارك كانينغهام الذي قدمه الدفاع اكد في شهادته ان سجن فلورانس لم يشهد اي حادثة قتل بين النزلاء، مشيرا الى ان بحثا اجري على 17 حالة لمدانين في قضايا ارهاب اظهر ان قلة فقط تعرضوا لحوادث عنف في «سوبر ماكس» الذي قد يكون الوجهة المستقبلية للتنزاني خلفان خميس في حال فشل المحلفون في التوصل الى اجماع بشأن اعدامه.

* خدمة «نيويورك تايمز» ـ خاص بـ «الشرق الأوسط»