محاكمة نيويورك: طبيب نفساني استجوب خلفان يقول إنه «ساذج لا يستحق الإعدام»

TT

طلبت والدة المتهم في قضية تفجير سفارتي الولايات المتحدة في افريقيا التنزاني خلفان خميس محمد من المحلفين في محكمة نيويورك الرحمة لابنها قائلة باللغة السواحلية «ان اعدامه سيؤلمني فهو ابني» وكان هناك مترجم لترجمة شهادتها الى اللغة الانجليزية.

ووضع خميس نظارته وانخرط في البكاء على طاولة الدفاع. جاء ذلك في نهاية شهادة الدفاع عن خميس الذي ادين في القضية. وسيقرر المحلفون اعدامه او سجنه مدى الحياة الاسبوع المقبل.

وكان الدفاع في محكمة نيويورك الفيدرالية بمانهاتن قد واصل امس لليوم الثالث مساعيه من اجل اقناع هيئة المحلفين بان خلفان خميس محمد، التنزاني الجنسية والمدان بجريمة المشاركة في عملية تفجير السفارة الاميركة في دار السلام لا يستحق عقوبة الاعدام، معتمدا على ما وصفه بـ «سذاجة» خلفان المتهم بقتل 11 شخصا هم ضحايا التفجير الذي حدث في 7 اغسطس (آب) 1998 واصفا دوره في عملية تفجير السفارة بانه كان ضئيلا جدا.

وقدم الدفاع لذلك شاهد اثبات هو جيرولد بوست الطبيب النفساني والاستاذ الحالي بجامعة جورج تاون والخبير بشؤون الارهاب والذي كان يعمل في السابق في وكالة المخابرات المركزية «سي آي ايه» وابلغ بوست، الذي استجوب خلفان خلال اسابيع الماضية في المعتقل، هيئة المحلفين بان المتهم قد اعرب عن انزعاجه لانه لم يسأل رفاقه في تنظيم «القاعدة» حول هدف ما كان يقوم به». وانه يبدو «ساذجا».

وافاد الدكتور بوست انه عندما اثار اسئلة حول الجهاد والاهداف التي تسعى جماعة اسامة بن لادن لتحقيقها، وجد المتهم انه لا يزال يشعر بانه ملتزم بقضية معاناة المسلمين في العالم، واعرب عن ندمه الفضيع للدور الذي قام به في تفجير السفارة في دار السلام.

وقال بوست ان خلفان اثار في احدى المرات اسئلة عن ما يقوم به اعضاء تنظيم «القاعدة» وسأل احدهم قائلا: «ما هذا الجهاد؟ وما الذي نحن بصدد القيام به؟» فرد عليه العضو في تنظيم اسامة بن لادن قائلا «ليس من مهامك طرح الاسئلة، وانما اتباع التعليمات. وائتني الان بقنينة فانتا» في اشارة الى المشروب الغازي.

وشكك الادعاء ببعض اقوال الشاهد. واستند ممثل الادعاء باتركي فيتزيرالد الى اعترافات المتهم التي ادلى بها لمكتب التحقيقات الفيدرالي (اف بي آي) بعد اعتقاله وجادل بان المتهم لم يعرب عن اسفه او ندمه، وقال «ان ندم خلفان غير حقيقي».

وذكر الشاهد بان المتهم حين استجوبه في المرة الاولى بعد محاولة التعرف على الاسباب التي دعته للمشاركة في عملية التفجير «سقط مغشيا عليه وشعر ان دوره في العملية كان ضئيلا جدا». وكان خلفان قد اعترف لمكتب التحقيقات الفيدرالي بان دوره كان لوجستيا وانه قدم كل التسهىلات للذين قاموا بعملية التفجير مثل تأجير بيت وشراء الشاحنة لنقل المتفجرات اضافة الى المساهمة في اعداد مادة «تي ان تي» التي استخدمت في تفجير السفارة الاميركية في تنزانيا.

وكان من ضمن خطة الدفاع اثبات ان موكله قد اعترف بالدور الذي قام به وانه كان دورا صغيرا جدا، وانه لا يستحق الاعدام. وقام الدفاع بقراءة الاعتراف الذي ادلى به المصري علي محمد، العريف السابق في الجيش الاميركي، والذي كان احد مساعدي اسامة بن لادن.

وقد اعترف علي محمد نتيجة صفقة عقدت بينه وبين السلطات الاميركية بالدور الذي قام به حين قام بعمليات استطلاع لعدد من المواقع والاهداف الاميركية وغيرها في شرق افريقيا، من بينها موقعا السفارتين الاميركيتين في كينيا وتنزانيا. واوضح الدفاع بان المتهم علي محمد لم تستمر محاكمته بسبب الصفقة وادلائه باعترافات عن ادوار اشخاص اخرين.

ومن المتوقع ان ينهي الدفاع مرافعته نهاية الاسبوع الجاري ويأتي بشهود اخرين بينهم والدة المتهم خلفان وبعض افراد اسرته. ويأمل الدفاع في ان تخرج هيئة المحلفين بنفس الحكم التي اقرت فيه عقوبة السجن المؤبد ضد المتهم محمد راشد داود العوهلي بدلا من عقوبة الاعدام. ومن المتوقع ان تصدر الهيئة حكمها الاسبوع المقبل.

* خدمة «نيويورك تايمز» ـ خاص بـ «الشرق الأوسط»