إسرائيل تغتال 8 فلسطينيين منهم مرافق أبو علاء و«سرايا القدس» تقتل مستوطنين

جيشها يفحص إمكانية استخدام الصواريخ والمضادات للطائرات في غزة

صبي فلسطيني يقذف بحجارته على برج مراقبة اسرائيلي خلال تظاهرة احتجاجية ضد جدار الفصل في منطقة بيت لحم امس (رويترز)
TT

قتل مسلحون فلسطينيون امس، مستوطنين على جسر حلحول قرب مستوطنة «تيلم» غرب مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، وذلك بعد ساعات من مقتل 8 فلسطينيين برصاص وصواريخ الجيش الاسرائيلي في قطاع غزة والضفة الغربية، بينهم قائد بارز في سرايا القدس ـ الجناح المسلح لحركة الجهاد الاسلامي في غزة، وأحد مرافقي احمد قريع (ابو علاء) رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض في بيتونيا برام الله. واكدت السلطات الاسرائيلية مقتل مستوطنين في الخليل بعد إطلاق النار تجاه سيارة كانت تسير قرب حلحول، فقتل اثنان ونجت ثالثة. وتبنت سرايا القدس لاحقا العملية التي قالت انها تأتي ردا على اغتيال قادتها في غزة. وانتشر الجيش الاسرائيلي في المدينة، واغلق مداخلها، وبدأ عمليات التمشيط. وقبل ذلك، قالت مصادر أمنية فلسطينية واسرائيلية ان القوات الاسرائيلية قتلت احد افراد حرس الرئاسة التابعة للرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن)، وهو معتصم الشريف احد مرافقي ابو علاء. وحسب متحدث باسم الجيش الاسرائيلي فان الشريف فتح النار على الجنود الاسرائيليين الذين توجهوا لاعتقاله. ويتهم الجيش الاسرائيلي، الشريف، بالمشاركة في تزويد ناشطين فلسطينيين في مدينة رام الله، بالسلاح. وكان سبعة فلسطينيين من بينهم محمد عبد الله، احد ابرز قادة سرايا القدس، واربعة اخرين من السرايا، واثنان من كتائب القسام الجناح العسكري لحماس. قد قتلوا في سلسلة غارات نفذها الجيش الاسرائيلي، في قطاع غزة، اضافة الى توغل برِّي. وأعلن متحدث باسم السرايا «استشهاد القائد الكبير محمد عبد الله الملقب ابو مرشد، وهو في الاربعينات من عمره، في الغارة الاسرائيلية التي استهدفته في سيارته عند مفترق الشهداء، في منطقة المغراقة جنوب مدينة غزة». وتوعدت «الجهاد» بالرد على مقتل عبد الله، قائلة «ان العدو فتح ابواب جهنم على نفسه». وشيع اهالي غزة امس جثامين الضحايا السبعة، وسط غضب كبير ومطالبة بالانتقام. ولم يتوقف اطلاق الصواريخ الفلسطينية محلية الصنع تجاه النقب الغربي بمحاذاة القطاع. واطلقت كتائب الانتفاضة عدة صواريخ، وتعهدت بالمزيد بينما ادانت الرئاسة الفلسطينية التصعيد الاسرائيلي، وقال الناطق الرسمي باسمها نبيل أبو ردينة، «ان الرئاسة تدين جرائم الاغتيال التي نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس وفجر اليوم (امس)، في قطاع غزة وبيتونيا غرب مدينة رام الله»، معتبرا «ان هذا التصعيد الإسرائيلي يضع العراقيل أمام سير المفاوضات، ولا يساهم في خلق أجواء الثقة المطلوبة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي».

وكان الطيران الاسرائيلي قد شن، الليلة قبل الماضية، اي بعد لقاء القمة بين ابو مازن ورئيس الوزراء الاسرائيلي، 3 غارات جوية؛ واحدة على بلدة عبسان، شرق خان يونس، جنوب القطاع، والثانية عند مدخل مخيم البريج، وسط القطاع، وأسفرت العمليتان عن مقتل خمسة ناشطين فلسطينيين. وثالثة استهدفت مجموعة من كتائب القسام في بلدة خزاعة شرق خان يونس جنوب القطاع، وادت الى مقتل ناشط واصابة خمسة بجروح.

ويأتي هذا التصعيد، بعد أسبوعين من الحديث عن هدنة محتملة، بين اسرائيل وحركة حماس، وهو ما نفاه الطرفان لاحقاً، رغم انهما تركا الباب مفتوحا لهدنة غير متفق عليها، على قاعدة «وقف متبادل للعمليات». وفي السياق نفسه، يدرس سلاح الجو الإسرائيلي، شريط فيديو مصوراً، يظهر ذيلا من الدخان قرب طائرة هليكوبتر تابعة لسلاح الجو، كانت تحلق فوق أجواء غزة. ونقل عن مصادر في الجيش قولها «انه لم ترد أي تقارير من جانب طاقم سلاح الجو حول محاولة إصابة الطائرة خلال العمليات التي نفذت يوم الخميس، أو في الأيام الأخيرة. وأنه على ضوء الصور الأخيرة فقد تقرر فحص ما إذا حاول الفلسطينيون اعتراض الطائرة المذكور».

واشارت المصادر الاسرائيلية إلى القلق من أن الفصائل الفلسطينية كانت قد أعلنت أخيرا أنها تنوي التصدي لطائرات سلاح الجو الإسرائيلي، سواء عن طريق أسلحة مضادة للطائرات أو عن طريق صواريخ مختلفة. ومع ذلك، فإن تقارير الطيارين الإسرائيليين لم يرد فيها أية إشارة إلى أية عملية من جانب الفلسطينيين للتصدي للطائرات. ولم تتم الإشارة أيضا إلى أي حدث غير عادي. وعلم أن سلاح الجو أصدر تعليمات لطواقمه بإبداء المزيد من الحذر، انطلاقا من فرضية أن الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة تمتلك وسائل قتالية قادرة على إصابة الطائرات، وذلك في ظل عمليات التهريب المتواصلة للوسائل القتالية عن طريق محور فيلاديلفيا، على حدود مصر مع قطاع غزة.