العالم في2007: 2007 عام «الكاميكاز» وضرب رؤوس الإرهاب في الجزائر

حرب العصابات التقليدية تتحول إلى أعمال انتحارية

TT

في نهاية عام 2007، ادركت أجهزة الأمن الجزائرية المتخصصة في محاربة الارهاب أن أكبر تحد ستواجهه في 2008 هو مدى قدرتها على توقع حدوث أعمال انتحارية بواسطة المتفجرات، هددت «القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي» بالتكثيف منها بزعمها أن «طوابير من الاستشهاديين «ينتظرون الضوء الأخضر لتنفيذها».

لقد كان إعلان تغيير التسمية في يناير (كانون الثاني) من «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» إلى «القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي»، دليلا على انتعاش النشاط الارهابي ومصدر قوة بالنسبة لجماعة عبد المالك دروكدال الذي كثف من بياناته وإطلالاته على شبكة الانترنت خلال العام 2007، مهددا السلطات الجزائرية تارة، والفرنسية تارة أخرى، بنشر مزيد من الدمار والقتل، وناصحا في أحيان أخرى أفراد الأمن بالكف عن مقارعة رجاله.

وسرعان ما انعكست الحالة النفسية المنتشية لأفراد التنظيم على الأرض بحيث فوجئت الأجهزة المتخصصة في محاربة الارهاب، بتحول جذري في أسلوب العمل الارهابي، من حرب عصابات تقليدية إلى عمليات انتحارية استعراضية على الطريقة العراقية، نفذها شباب في مقتبل العمر، بعضهم حديثو الالتحاق بمعاقل الارهاب. فكانت عملية قصر الحكومة وباب الزوار بالعاصمة في 11 أبريل نيسان (32 قتيلا) منعطفا استثنائيا في الأزمة الأمنية، تلاها الاعتداء على ثكنة الأخضرية شرقي العاصمة في 11 يوليو (تموز) (10 قتلى) ثم استهداف موكب رئيس الجمهورية بباتنة (شرق البلاد) في 6 سبتمبر (أيلول) الذي أشار الى تطور غير مسبوق في قدرات الارهابيين، وبعدها الاعتداء على حراس الشواطئ بدلس شرقي العاصمة في 8 سبتمبر. وأخيرا ضرب مقري المجلس الدستوري والأمم المتحدة بالعاصمة الذي خلف أكبر حصيلة منذ بداية الأعمال الانتحارية (41 قتيلا).

ويعتقد محللون أن ضرب مكاتب الأمم المتحدة، حقق لـ«قاعدة الجزائر» صدى دعائيا كبيرا بحيث أثبت للعالم من خلال ردود فعل كل العواصم، بأنه يوجد في الجزائر تنظيم مسلح قادر على ضرب أكثر المواقع تحصينا. وهي في الوقت نفسه رسالة موالاة إلى أسامة بن لادن الذي سبق أن أكد له سلفيو الجزائر أنهم تحت تصرفه، يأمرهم فيطيعون. وقد أدركت أجهزة الأمن أن مواجهة المعطى الجديد في العمل الارهابي، يستدعي اعتماد خطة جديدة تقوم على مطاردة قياديي «القاعدة» في معاقلهم، واصطياد الرؤوس التي تدبر وتخطط وتختار من ينفذ العمليات الانتحارية، وهي أنجع طريقة لكسر شوكة التنظيم. وسرعان ما ظهرت النتائج في الميدان بسقوط القيادي بعد الآخر، فاق عددهم العشرة خلال السنة، أهمهم سمير سعيود مسؤول التنسيق بين المناطق والمشرف على ربط الاتصال بجهاديين أجانب، وعلي الديس وزهير حارك «أمير المنطقة الثانية» وعبد الحميد حمزاوي، ويحي أبو الهيثم، فضلا عن اعتقال الكثير من القياديين أهمهم عبد الفتاح أبو بصير الذي يشار إلى أنه يملك معطيات مهمة عن العمل الانتحاري.

* تداعيات توقف حطاب وبلمختار عن الإرهاب ويعتقد متتبعون لمسار الارهاب هذا العام، أن توقف «أمير الصحراء» مختار بلمختار عن العمل المسلح كان له أثر بالغ على الجماعة السلفية، قياسا إلى دوره في إدخال شحنات السلاح من الساحل الافريقي إلى معاقل الشمال. ويرون أن استخلافه بـ«يحي أبو عمار»، المستشار العسكري للتنظيم، لا يمكن ان يعطي نفسا جديدا للنشاط في الجنوب إلا بعد فترة طويلة.

لكن أكثر ما أثر على التنظيم، حسب مراقبين، هو توقف مؤسسه وزعيمه السابق حسان حطاب عن النشاط، حيث سلم نفسه وسلاحه في الخريف مبديا رغبة في الاستفادة من تدابير «المصالحة». وتبين معطيات استقتها «الشرق الأوسط» حول القيادي السابق، أن الدوافع التي جعلته يتخلى عن الارهاب تتعلق بإشارات تلقاها من معاقل التنظيم، مفادها بأن قيادته مستاءة من بياناته المنددة بالارتباط العضوي للجماعة السلفية بتنظيم «القاعدة»، وبأسلوب العمليات الانتحارية الذي يعتبره دخيلا على الجماعة وشبيها بما كانت تمارسه الجماعة الاسلامية المسلحة، التي كان حطاب قائدا على منطقتها الثانية. وتذكر مصادر مطلعة أن حطاب كان يخشى أن يتعرض لما تعرض له مصطفى كرطالي القائد الجهوي لـ«الجيش الاسلامي للانقاذ» سابقا، عندما استهدفه أحد عناصر التنظيم الارهابي قبل أشهر، ولو على سبيل «الخطأ»، على حد تعبير قائده العام عبد المالك دروكدال. وإذا كان نشاط كرطالي في إطار المصالحة قد جلب إليه غضب أحد الجند استحل دمه من دون الرجوع إلى القيادة، فإن العداء الذي أعلنه حطاب لعمليات التنظيم الأخيرة، وتمسكه بتوقيع بياناته باسم الجماعة السلفية، يعد عملا استفزازيا في نظر قيادة التنظيم يقابله قتل صاحبه.

وقال عضو بارز في الجماعة السلفية، أوقف نشاطه منذ سنتين، إن أكثر ما يقلق قيادة التنظيم أن يقود أي عضو فيه، حتى لو كان زعيما، نشاطا معاديا للجماعة بعد خروجه منها. وضرب نفس المصدر مثالا بعناصر كثيرة تعرضت للاغتيال بسبب مساعيها لاقناع الأفراد بالتوقف عن النشاط المسلح، مثل عبد الكريم قدوري الذي قتل بالوادي وعلي بومهالة الذي تمت تصفيته في الجبل ببومرداس العام الماضي، وقبلهما الامام أبو حفص الذي قتل في 2002 بالضاحية الشرقية للعاصمة.

ثم إن هناك معطى آخر لا يقل أهمية اعتبره حطاب مصدر قلق على حياته، يتعلق بالأموال التي ظلت الجماعة السلفية تطالبه بالكشف عن مصيرها، منذ إعلانه التخلي عن القيادة في 2003. وقد سبق لأحد مسؤولي «مجموعة الاتصال» سابقا، يدعى بلال الولباني أن ذكر للصحافة أن «مجلس الأعيان» بالجماعة كان يستعد لمحاسبة حطاب على «كنز الحرب»، لكن الأخير سارع في حركة استباقية إلى الاستقالة، تجنبا للمحاسبة.

وقد ضربت القيادة صفحا عن حطاب إلى حين، تفاديا لحدوث انشقاق قد ينجم عن انحياز قادة بارزين قريبين جدا من حطاب كانوا في موقع قوة آنذاك، أمثال عبد الرزاق البارا ومختار بلمختار.

غير أن الظروف الحرجة التي يمر بها فرع القاعدة في شمال إفريقيا، حاليا، لا تعني بالضرورة أنها مؤشر على انهياره. فقد عرف ظروفا أكثر صعوبة وتمكن من العودة إلى الساحة الأمنية. وترى مصادر مطلعة أن التنظيم دخل فيما يشبه إعادة ترتيب البيت، تحسبا لجمع قواه وتحضيرا لعمليات استعراضية انتقاما لمقتل رؤوسه.

وتفيد مصادر أمنية بأن «استراتيجية ضرب الرؤوس»، التي تعتمدها أجهزة الامن في معركتها مع الجماعات السلفية الجهادية، تقوم أساسا على اختراق صفوف المسلحين بزرع مخبرين وسطهم، يبلغون رجال الأمن أولا بأول عن تنقلات أبرز القياديين المؤثرين في «مراكز القرار» داخل التنظيم. وقال مسؤول أمني بارز «إن مقتل القادة المسلحين في المدة الأخيرة جاء نتيجة عمل استخباراتي دقيق، وهي سياسة جديدة تعوض حرب العصابات الكلاسيكية التي خضناها مع الارهابيين والتي لم تكن ناجعة، وردا مباشرا على العمليات الانتحارية»، مشيرا إلى أن الخطة الجديدة جعلت عناصر التنظيم يتوجسون من بعضهم البعض ويتهمون بعضهم البعض بالعمالة لصالح المخابرات، وأكد أن المرحلة المقبلة من الخطة هي العمل من أجل الايقاع برأس التنظيم: أبو مصعب عبد الودود.

وتميز عام 2007، بعودة العشرات من قضايا الارهاب إلى المحاكم الجنائية، بعد انقضاء «المصالحة» التي أضحت محل جدل حاد حول نتائجها، بين من يرى أنها إيجابية على أساس أنها عوضت أسر ضحايا ما كان يسمى «المأساة الوطنية»، وقطاع آخر يرى أن استمرار الاعمال الارهابية دليل على فشل السياسة التي وضعها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة على رأس أولويات ولايته الثانية (2004 ـ 2009).

* أبريل 2 ـ زلزال قوي بقوة 8.1 على مقياس ريختر يضرب جزر سليمان (سولومون) شرقي أستراليا، عقبته أمواج مد زلزالية (تسونامي) 3 ـ الرئيس الأوكراني فيكتور يفتشنكو يحل البرلمان، بعد تنامي حجم خصومه فيه. 4 ـ إيران تعلن اعتزامها الإفراج عن البحارة البريطانيين المختطفين يوم 23 مارس، وعودة المفرج عنهم في اليوم التالي. 8 ـ لاعب الغولف الأميركي الشاب زاك جونسون يفوز ببطولة «الماسترز» لعام 2007.

11 ـ تنظيم «القاعدة» يعلن مسؤوليته عن تفجيرين في العاصمة الجزائرية سقط فيهما ما لا يقل عن 33 قتيلاً و222 جريحاً. 14 ـ توقيف بطل العالم السابق للشطرنج غاري كاسباروف لمشاركته في مسيرة سياسية محظورة في العاصمة الروسية موسكو.

16 ـ طالب كوري جنوبي يرتكب مجزرة في حرم جامعة فيرجينيا تك (معهد فيرجينيا البوليتكنيكي وجامعتها الحكومية) بمدينة بلاكسبورغ الأميركية يذهب ضحيتها 32 شخصاً معظمهم من الطلبة بينهم اثنان من العرب.

17 ـ سعر صرف الجنيه الاسترليني يتجاوز حاجز الدولارين لأول مرة منذ منذ 1992. 19 ـ الولايات المتحدة وحليفاتها تجري مناورات جوية كبيرة فوق كوريا الجنوبية تشارك فيها أكثر من 500 طائرة حربية.

21 ـ إجراء الانتخابات الرئاسية في نيجيريا، وفاز بها أومارو (عمر) يار أدوا.

22 ـ إجراء الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، وأسفرت عن تقدم نيكولا ساركوزي عن اليمين وسيغولين روايال عن اليسار إلى الدورة الثانية الحاسمة. 25 ـ «برج دبي» ناطحة السحاب قيد الإنشاء في دولة الإمارات العربية المتحدة تتجاوز في ارتفاعها مبنى «سيرز تاور» في شيكاغو.

27 ـ محكمة تركية ترفض الاعتراف بقانونية الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية.

3 ـ الحزب القومي الاسكوتلندي يصبح لأول مرة في تاريخه أكبر أحزاب البرلمان الاسكوتلندي بعد الانتخابات العامة للإقليم

* مايو البريطاني. حزب العمال يمنى بخسائر كبيرة في الانتخابات المحلية والاقليمية في اسكوتلندا وويلز ومعظم إنجلترا والمحافظون يستعيدون العديد من مواقعهم. اختفاء الطفلة البريطانية مادلين ماككان في أحد المنتجعات البرتغالية. 4 ـ زوبعة مدمرة تهدم 90% من بلدة غربنبرغ في ولاية كنزاس الأميركية وتقتل ما لا يقل عن 12 شخصاً.

5 ـ سقوط طائرة ركاب كينية فوق الكاميرون. 6 ـ فوز المرشح اليميني نيكولا ساركوزي برئاسة الجمهورية الفرنسية متغلباً على منافسته الاشتراكية سيغولين روايال في الدورة الثانية من الانتخابات، حاصداً 53% من الأصوات. نادي مانشستر يونايتد ينتزع بطولة الدوري الانجليزي الممتاز لكرة القدم، وباناثينايكوس اليوناني يفوز ببطولة دوري كرة السلة الأوروبي. 8 ـ عودة العمل بالحكم الذاتي لإقليم آيرلندا الشمالية، مع تولي الزعيم البروتستانتي التاريخي القس إيان بيزلي رئاسة الوزراء والقيادي الجمهوري الكاثوليكي مارتن ماكغينيس منصب نائب رئيس الوزراء.

10 ـ رئيس الحكومة البريطانية توني بلير يعلن أنه سيستقيل من منصبه يوم 27 يونيو.

15 ـ اندلاع القتال بين عناصر «فتح» و«حماس» في قطاع غزة.

16ـ نيكولا ساركوزي يدخل «قصر الإليزيه» رسمياً خلفاً لجاك شيراك.

17 ـ أليكس سالموند زعيم القوميين الاسكوتلنديين يصبح رسمياً رئيس الوزراء الإقليمي لاسكوتلندا. 19 ـ نادي تشلسي يثأر من غريمه مانشستر يونايتد ويهزمه 1 ـ صفر في نهائي كأس إنجلترا في أول مباراة تجرى في استاد ويمبلي الجديد. 20 ـ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رئيس وزراء دولة الإمارات العربية المتحدة وحاكم دبي يقدم أضخم دفعة كتبرع خيري في التاريخ وذلك بتبرعه بمبلغ 7.41 مليار يورو لإنشاء مؤسسة تعنى بالتعليم والأبحاث التربوية في الشرق الأوسط.

21 ـ اشتباكات في شمال لبنان تفتح باب معركة طويلة بين الجيش اللبناني ومنظمة «فتح الإسلام» الأصولية في مخيم نهر البارد للفلسطينيين قرب مدينة طرابلس.

22 ـ آ سي ميلان الإيطالي يهزم ليفربول الإنجليزي 2 ـ 1 على أرض العاصمة اليونانية أثينا في نهائي بطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم. 23 ـ رئيس وزراء آيرلندا يقود حزبه «فيانا فويل» للفوز بالانتخابات العامة الآيرلندية للمرة الثالثة على التوالي. 24 ـ فالديس زاتلرس يفوز بالانتخابات الرئاسية في لاتفيا متغلباً على منافسه أيفارس إندجينش.