مؤتمر كبير للمصالحة بين عشائر شيعية وسنية جنوب بغداد

بدعوة من التيار الصدري وبحضور مسؤولين أمنيين

TT

شارك مئات من زعماء العشائر السنية والشيعية وقادة مجالس الصحوة التي تقاتل تنظيم «القاعدة» في مؤتمر للمصالحة عقد امس في جنوب بغداد بدعوة من التيار الصدري. وذكر مراسل لوكالة الصحافة الفرنسية ان المؤتمر عقد في خيمة نصبت في منطقة ابو دشير (جنوب) بحضور عدد كبير من قادة الاجهزة الامنية والشرطة والجيش والمجالس المحلية لبلدة هور رجب وعرب جبور السنيتين ووسط اجراءات امنية مشددة. واقام الحاضرون السنة والشيعة صلاة واحدة، خلال المؤتمر الذي جرى في «خيمة لم الشمل العراقيين» ودعا اليه التيار الصدري الذي يتزعمه رجل الدين الشاب مقتدى الصدر.

وقال رشيد الكعبي، عضو مكتب الصدر، ان «التكفيريين والقاعدة الذين دخلوا العراق عملوا على زرع الفتنة الطائفية واطلقوا مصطلح الرافضة على الشيعة وكفروا السنة وغيروا عقول الكثيرين من الناس الذين لا يعلمون من الدين شيئا». واضاف «قاموا بقتل وتفجير بيوت الله وكذلك بتفجير الاماميين العسكريين في سامراء وبعد ذلك نشب الكثير من العنف الطائفي». ودان الكعبي «التفرقة التي حدثت بين الطرفين الشيعي والسني»، مؤكدا ان «رجال الدين ورؤساء العشائر قاموا بتقريب وجهات النظر بين الطرفين».

وكان مكتب الصدر في منطقة ابو دشير قد قام بإيواء نحو 600 عائلة سنية هجرت من مناطق هور رجب من قبل تنظيم «القاعدة» قبل نحو ثلاثة اشهر. واثر هذه الهجمات شكل مجلس للصحوة من القبائل السنية في تلك المناطق تمكنت من طرد تنظيم «القاعدة».

وبدوره، قال مصطاف كامل حميد الجبوري (سني) رئيس مجلس انقاذ مناطق جنوب بغداد «اساسا لا توجد خلافات بيننا (الشيعة والسنة)، الخلاف الحقيقي بين السياسيين العراقيين هو بين اهل الكراسي». واضاف «نحن نتصاهر بيننا ومتواصلون، والطائفية مسألة سياسية ليست لها علاقة بدين ولا علاقة بالعشائر ولا بالشرف». وتابع الجبوري «نحن الان سائرون في سفينة النجاة، نحن على بر الامان ومن يعتلي هذه السفينة ينجو ومن يتخلف عنها فهو خاسر»، مؤكدا ان «هذه المصالحة ضربة لكل المليشيات القذرة التي تعمل على اساس طائفي».

من جهته، قال الشيخ علي مجيد مسير الدليمي، رئيس صحوة هور رجب، إن عشائر هور رجب جاءت الى ابو دشير «لانها سبقتنا في ايوائنا عندما تهجر عدد كبير من عائلاتنا من قبل تنظيم القاعدة الارهابي». واضاف «جئنا لنعقد مصالحة مهمة مع كافة شيوخ ابو دشير»، مؤكدا انه «لا ارهاب ولا ميليشيات ولا سلفية بعد اليوم».

وقال اللواء الركن كريم الطلباوي عبود، آمر اللواء السابع للشرطة الوطنية، «نحن في مرحلة قطف الثمار (..) هذا التجمع يهدف الى كسر الحاجز النفسي ومد الجسور بعد القضاء على العدو». وكانت مناطق عرب جبور وهور رجب التي تجاور مناطق ابو دشير الشيعية من اهم معاقل دولة العراق الاسلامية ـ ائتلاف الجماعات المسلحة بقيادة «القاعدة»، قبل ان تتشكل مجالس الصحوة التي تمكنت من طردها من معظم مناطقها.