إسرائيل ترتكب مجزرة جديدة في غزة ضحيتها والدة و3 من أولادها وشقيقها

جيشها يقتحم نابلس ويصيب أكثر من 20 شخصا فيها ويدمر منازل قادة في الجهاد اغتالهم بالقطاع

فلسطينيون يحتمون من رصاص الجنود الاسرائيليين خلال عملية اجتياح لمنطقة خان يونس في جنوب قطاع غزة امس (ا ب)
TT

في ثاني عدوان واسع لها في اقل من 48 ساعة في قطاع غزة، ارتكبت القوات الاسرائيلية فجر امس، مجزرة راحت ضحيتها سيدة وثلاثة من ابنائها، وشقيقها واصيب فيها عدد اخر. ونقل عن شهود عيان القول إن المدفعية الإسرائيلية اطلقت عددا من القذائف على بلدة بني سهيلا، شرق مدينة خان يونس، جنوب القطاع، فسقطت اثنتان منها على منزل، فدمرته بالكامل، وقتلت ربة البيت وثلاثة من ابنائها وشقيقها، واصابت 18 من افراد العائلة والجيران. والضحايا هم كريمة فياض ونجلاها احمد وسامي وابنتها اسماء، وشقيقها محمد. واشارت المصادر الى أن أحد المصابين في حالة موت سريري.

وحال القصف الاسرائيلي الذي استهدف محيط المنزل، لساعات دون وصول اطقم الاسعاف لانقاذ من يمكن انقاذه. واصيب 7 اطفال في البلدة احدهم في حالة الخطر، جراء قصف طال احد شوارع البلدة. واطلقت طائرة استطلاع بدون طيار 4 صواريخ على تجمع لمقاومين من كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، مما ادى لمقتل اثنين منهم. وقال الدكتور وسام ابو شمالة مدير العلاقات العامة في مستشفى ناصر في خان يونس، إن الجيش الاسرائيلي يستخدم صواريخ وقاذفات تؤدي الى تشوهات كبيرة في اجساد الضحايا. وجاءت عمليات القصف قبل اقتحام مئات من لوائي «جولاني» و «جفعاتي» التخوم الشرقية لبني سهيلا، تحت تغطية من طائرات الهليكوبتر من طراز «أباتشي»، والدبابات والجرافات التي دمرت عددا من البيوت في المنطقة، وجرفت مساحات شاسعة من الاراضي الزراعية في المنطقة.

وقالت مصادر عسكرية اسرائيلية إن العملية في بني سهيلا تأتي في اطار الاعتداءات الممنهجة للجيش في سعيه للمس بالبنى التنظيمية لحركات المقاومة. واعترفت اسرائيل أنها استخدمت الطراز الأكثر تطوراً من دبابة ميركافا الاسرائيلية، والتي يطلق عليها «النمر»، التي انتهت من تطويرها مؤخراً مستفيدة من نتائج حرب لبنان الثانية، التي نجحت فيها صواريخ حزب الله في اختراق دروع دبابة «ميركافاـ 4»، ومقتل عدد كبير من طواقمها. وفي حي تل الهوا غرب مدينة غزة، ألقت طائرة حربية اسرائيلية من طراز اف 16 قنبلة تزن نصف طن على منزل مهدي وكريم الدحدوح، وهما شقيقان من قادة «سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي قتلا في عمليتي اغتيال سابقتين. وذكر شهود عيان أن المنزل دمر بالكامل، دون اصابات، لأن المنزل كان خالياً وقت الغارة. وقرب قرية المغراقة جنوب القطاع، دمرت طائرة استطلاع اسرائيلية بالصواريخ منزل محمد عبد الله ابو مرشد، قائد «سرايا القدس» في المنطقة الوسطى الذي اغتيل قبل عشرة ايام، الأمر الذي ادى الى تدميره بالكامل، دون أن تؤدي الى وقوع اصابات لخلو المنزل من الناس، كما تم تدمير منزل يعود لعائلة جرغون، شرق مدينة رفح.

من ناحية ثانية اعترفت اسرائيل بسقوط صاروخ فلسطيني من عيار 122 ملم شمال مدينة المجدل للمرة الاولى منذ عدة سنوات. ونقلت الاذاعة العبرية الرسمية عن رئيس البلدية قوله «ان الصاروخ يضع مدينتي المجدل ونتيفوت في مدى القذائف الفلسطينية وهذا يثير قلق سكان تلك المناطق». واضاف «ان الصاروخ الذي اجتاز معظم احياء المجدل وسقط في موقع للبناء على ساحل المدينة الشمالي يستوجب اعادة تقييم الاوضاع. واعلنت منظمة «كتائب احمد جبريل» مسؤوليتها عن اطلاق الصواريخ.

وفي الضفة الغربية اقتحمت عشرات الدبابات الاسرائيلية فجر امس الخميس مدينة نابلس، وفرض الجنود حظر التجول على البلدة القديمة فيما اغلقت المدينة بالكامل، واحتلوا عددا من اسطح البنايات العالية في المدينة قبل أن يشرعوا في شن حملة اعتقالات طالت 4 فلسطينيين، وتجريد افراد الشرطة الفلسطينية من سلاحهم. وحاصر الجنود المستشفى الوطني ومستشفى رفيديا غرب المدينة. وتصدى اهالي البلدة بالحجارة للجنود الذي ردوا بالرصاص فأصابوا اكثر من 20 شخصا.

يذكر أن عملية الاقتحام جاءت بعد ساعات على قيام وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك بتفقد مواقع الجيش في محيط المدينة. وفي تصريحات لإذاعة الجيش، قال باراك «ان نابلس تمثل عاصمة الارهاب الفلسطيني»، مشيرا الى أن انها اصبحت تمثل قاعدة لكل من حركة حماس والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.