إلغاء رالي داكار للمرة الأولى منذ 30 سنة.. لأسباب أمنية

بعد يوم على تحذير فرنسا لرعاياها بعدم السفر إلى موريتانيا

TT

أعلن منظمو رالي داكار 2008 عن الغاء السباق للمرة الاولى منذ 30 سنة، لأسباب أمنية، وذلك في بيان اصدرته اللجنة المنظمة امس الجمعة في العاصمة البرتغالية لشبونة، التي كان يفترض ان ينطلق الرالي منها اليوم السبت ويستمر حتى 20 من الشهر الحالي.

وقالت اللجنة المنظمة للرالي «أموري»، في بيان رسمي أصدرته من لشبونة إنه «بسبب التوتر السياسي الدولي الحالي، ومقتل أربعة سياح فرنسيين في 24 ديسمبر (كانون الاول) الماضي، الذي ألقيت مسؤوليته على جماعة تابعة لتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، والاهم، التهديدات المباشرة التي تلقاها السباق من التنظيمات الارهابية، لم يكن أمام المنظمة أي خيار آخر خلاف إلغاء هذا الحدث الرياضي».

وكان أربعة مواطنين فرنسيين قد لقوا حتفهم في 24 ديسمبر الماضي بالرصاص على يد أشخاص يشتبه في أنهم متشددون من تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي». وأضاف بيان اللجنة الرياضية أن «أول مسؤولية للجنة هي أن تضمن سلامة الجميع، ويشمل ذلك سلامة الشعوب في الدول التي سيمر بها السباق، وسلامة المتسابقين في الرالي من الهواة والمحترفين، وأفراد الدعم الفني والصحافيين إلى جانب الجهات المشاركة والمتعاونة في تنظيم السباق».

وتم الغاء السباق بعد التهديدات التي أصدرها تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» بشن هجمات في موريتانيا، التي كانت ستحتضن 9 مراحل من السباق. وقال تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي»، في بيان وقعه بتاريخ 29 ديسمبر الماضي إن «النظام الموريتاني يؤمن للكفار الأجواء المناسبة لسباق الرالي، وينخرط بكل قوة في حرب الجهاد والمجاهدين تحت راية الصليبيين».

وجاء إلغاء السباق بعد يوم واحد من التحذير الذي وجهته الحكومة الفرنسية لمواطنيها بشأن السفر إلى موريتانيا، التي تستضيف ثماني مراحل من السباق، ودعوتها منظمي السباق للتفكير في إلغائه. وقال لوران فوكييه المتحدث باسم الحكومة الفرنسية، مساء أول من أمس «إن وزارة الخارجية تنصح وبمنتهى الحزم جميع المواطنين الفرنسيين بعدم السفر إلى موريتانيا، وما ينطبق على المواطنيين الفرنسيين ينطبق أيضاً على تنظيم سباق رالي داكار». وأضاف وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير تحذيره الخاص في هذا الصدد، إذ أكد لمحطة «آر. تي. إل» الاذاعية أن موريتانيا تحفها المخاطر حاليا. وقال «إننا نحذر (منظمي الرالي) من أن المكان محفوف بالمخاطر. إنها منطقة غير آمنة على الاطلاق تقصدها مجموعات تنتمي إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، وآمل أن يتفهموا الأمر».

وكان الفرنسي إتيان لافين مدير رالي داكار متفائلا بإجراء السباق في موعده، بعدما وعدت السلطات الموريتانية بتخصيص أربعة آلاف من رجال الشرطة والجيش لمراقبة السباق. وأكد منظمو السباق أن إلغاء دورة هذا العام لا تشكل أي تهديد على مستقبل الرالي. وقالت اللجنة «إن رالي داكار رمز ولا شيء يستطيع تدمير الرموز. إلغاء دورة 2008 لا يشكل أي تهديد على مستقبل رالي داكار. أصبح تقديم مغامرة جديدة في 2009 لكل العاشقين لرالي داكار هو التحدي الذي ستعمل اللجنة على تحقيقه خلال الأشهر المقبلة».