الصومال: الرئيس الانتقالي يتعرض لثاني وعكة

نقل على عجل إلى إثيوبيا في طريقه إلى بريطانيا مجدداً

TT

تعرض الرئيس الصومالي عبد الله يوسف إلى وعكة صحية جديدة هي الثانية له خلال شهر تقريبا، ونقل على عجل على متن طائرة إثيوبية من معقل سلطته الانتقالية في مدينة بيداوة بجنوب الصومال إلى العاصمة الإثيوبية (أديس أبابا)، في طريقه إلى بريطانيا.

وقالت مصادر صومالية في بيداوة وأديس أبابا لـ«الشرق الأوسط»، إن يوسف دخل أمس الى أحد مستشفيات العاصمة الإثيوبية وهو يعاني من بعض الاضطرابات المعوية (إسهال وقيء)، مشيرة إلى أن يوسف سينتقل لاحقا اليوم إلى العاصمة البريطانية (لندن)، للخضوع لمزيد من الفحوصات الطبية.

وكان يوسف، الذي احتفل منتصف الشهر الماضي بعيد ميلاده الثالث والسبعين قد دخل أحد مستشفيات كينيا قبل نحو ثلاثة أسابيع، بعد تعرضه لالتهاب رئوي حاد، قبل أن ينتقل إلى بريطانيا، حيث خضع لفحوصات طبية اعتاد على إجرائها سنويا للاطمئنان على وضع الكبد الذي زرع له قبل نحو 11 عاما.

وفيما تنفي مصادر السلطة الصومالية شائعات تروجها المعارضة حول إصابة الرئيس بمرض خطير (لوكيميا الدم)، فإن مصادر دبلوماسية وعربية قالت في المقابل لـ«الشرق الأوسط»، إن عودة يوسف مجددا إلى المستشفى ستلقي بظلال سلبية على مجمل الوضع السياسي والعسكري الراهن في البلاد.

لكن نور حسن حسين رئيس الحكومة الصومالية استبق التكهنات الخاصة بتدهور صحة الرئيس الانتقالي مجددا بتأكيده «أن يوسف بصحة جيدة وأنه يعاني من انتكاسة بسيطة».

ووقع يوسف قبل انتقاله المفاجئ إلى إثيوبيا على تشكيلة حكومة رئيس وزرائه نور حسن حسين، التي ستعلن خلال الساعات القليلة المقبلة، علما بأن الحكومة ستقتصر على 18 وزيرا فقط، بدلا من 33 وهو العدد الذي كانت عليه كل الحكومات الصومالية السابقة.

وبدا أمس أن نور نجح بالتشاور مع يوسف في إقناع القبائل الصومالية الأربع الرئيسية بعدم الاعتراض على تشكيلة الحكومة المرتقبة، على الرغم من تأكيد مسؤول صومالي في المقابل، أن المخاض العسير للحكومة يواجه صعوبات جمة، بسبب اعتراض القبائل على قبول ضغوط إثيوبية وأوروبية لتقليص عدد الوزراء المحسوبين على كل قبيلة داخل الحكومة الجديدة.

في غضون ذلك توعدت حركة شباب المجاهدين المناوئة للسلطة الانتقالية وللوجود العسكري الأجنبي في الصومال، مجددا قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي، التي تضم قوات من بوروندي وأوغندا، بالإضافة إلى القوات الإثيوبية الداعمة للجيش الصومالي بشن هجمات انتحارية داخل عواصم المدن الثلاث (بوجمبورا وكمبالا وأديس أبابا) ردا على القصف الذي تتعرض له العاصمة الصومالية مقديشو.

وأعلنت الحركة انحيازها للدعوة التي أطلقها الطبيب المصري الدكتور أيمن الظواهري الذي يعتبر الرجل الثاني في تنظيم «القاعدة» وعقله المفكر بشأن شن حرب جهادية ضد القوات الأجنبية في الصومال.

وقالت نؤكد أننا سنردّ بالمثل، فمَن شرّد شعوب المسلمين جاز لنا تشريد شعبه، ومن قتل نساءنا سنقتل نساءه، ومن اعتدى على أعراضنا سنرد عليه بما يناسبه، ومن رملوا أمهاتنا ويتموا أطفالنا سنرمل أمهاتهم ونُكثر أيتامهم».

وأضافت أن «دخول قوات حفظ السلام الأفريقية بقيادة إثيوبيا لا يجعلنا مستسلمين لها ولا منقادين لجبروتها أبداً، حتى إن أتت تحت شعار الأمم المتحدة ومنظمة الاتحاد الأفريقي وما يُعرف بالإيقاد».

وشددت على أنه «لا اعتبار لهذه المنظمات كما لا يحق لها الاعتداء على أراضينا وأعراضنا ونهب ممتلكاتنا».

وخلصت إلى أن الشعب الصومالي المسلم لم يدع أحدا من أوغنديين ولا بورونديين ولا غيرهم، وليس بحاجة إلى مثل هؤلاء الصعاليك، وإنما هم مجموعات مرتزقة ومخدوعة جاء بهم رؤساء الدول لتحقيق مكاسب شخصية، أغرتهم أميركا فسال لعابهم للدولار المزيف، واستقدمتهم إثيوبيا لتجعلهم وقوداً رخيصاً لاحتلالها.

وهددت الحركة ضمنيا بإمكانية استدعاء المجاهدين من مختلف دول العالم للانضمام إليها في إطار مواجهة ما وصفته بالتحالف الصليبي الذي يقوده الرئيس الأميركي جورج بوش.

وقالت كما استعانت الحبشة بإخوانها فإن لنا إخواناً مسلمين في كل بلاد العالم، ومن بينها البلدان التي جاؤوا منها، وهؤلاء المسلمون قد تبين لهم الأمر، وهم يقفون معنا ونقف معهم ضد العدو المشترك.

واعتبرت أن دخول قوات من بوروندي وأوغندا تحت ستار ما يُسمى بقوات حفظ السلام أكذوبة كبيرة، لافتة إلى أن العاصمة الصومالية عاشت تحت ظل شريعة الإسلام خلال ستة أشهر التي سبقت الاحتلال الإثيوبى في أمن ونظام.