اغتيال مسؤول في «الصحوة» شمال بغداد.. وتحرير منطقة قرب بعقوبة من «القاعدة»

النجف: اعتقال 11 شخصا من جماعة «جند السماء»

جندي عراقي يفتش مدنيا في شارع ببعقوبة أمس (أ.ف.ب)
TT

قتل أمس أحد المسؤولين في مجالس الصحوة التي تحارب تنظيم «القاعدة» بتفجير عبوة ناسفة داخل سيارته في بلدة المشاهدة (60 كلم شمال بغداد). الى ذلك أعلن الجيش العراقي أنه حرر منطقة قرب بعقوبة من سيطرة «القاعدة».

وقال ضابط في شرطة المشاهدة، رفض الكشف عن اسمه، ان «مسلحين يشتبه بانتمائهم الى القاعدة تسللوا فجرا الى سيارة عدنان قيس فوزي مسؤول احدى مجموعات الصحوة في المشاهدة، حيث زرعوا عبوتين ناسفتين». واضاف، حسب وكالة الصحافة الفرنسية، أن «العبوتين انفجرتا قبيل وصول فوزي الى حاجز يتولى مسؤوليته مما ادى الى مقتله فورا».

وتقع المشاهدة في محافظة صلاح الدين قرب الطريق العام الذي يربط المحافظة بالعاصمة بغداد. وكانت هذه الطريق تشهد هجمات متكررة تستهدف بشكل خاص القوات الاميركية والعراقية. وقد تشكلت مجالس الصحوة من عشائر عربية سنية في عدد من المحافظات وتتعاون مع القوات الاميركية في محاربة المتطرفين الاسلاميين الذين يدورون في فلك شبكة «القاعدة»، خصوصا في محافظات الانبار وديالى وصلاح الدين وبغداد.

من ناحية ثانية، أعلن قائد عسكري عراقي أن القوات العراقية تمكنت من تطهير منطقة بمدينة بعقوبة التي تبعد 60 كيلومترا شمال شرقي العاصمة بغداد من جميع الجماعات المسلحة ومنها تنظيم «القاعدة». وقال اللواء الركن عبد الكريم الربيعي قائد عمليات بعقوبة في بيان اوردته وكالة الانباء الالمانية (د.ب.أ» إنه «تم تطهير منطقة الهاشميات التابعة لمدينة بعقوبة بالكامل من الجماعات المسلحة في عملية عسكرية نفذها الجيش العراقي بنجاح». وأضاف «تم قتل أربعة من المسلحين واعتقال أربعة آخرين وتدمير عدد من السيارات المفخخة والعبوات الناسفة التي كانت بحوزتهم».

الى ذلك، أعلن في مدينة الموصل كبرى مدن محافظة نينوى عن افتتاح مركز عمليات نينوى استعدادا لبدء خطة أمنية جديدة تقوم بها القوات الاميركية والعراقية لملاحقة عناصر تنظيم القاعدة في المدينة. وجاء الاعلان عن افتتاح المركز خلال زيارة قصيرة ومفاجئة لوزير الدفاع عبد القادر العبيدي ووزير الداخلية جواد البولاني والجنرال ريموند اوديرنو نائب قائد القوات البرية الاميركية، والفريق الاول الركن بابكر زيباري رئيس اركان الجيش العراقي وعلي عبد العزيز مستشار السياسة الامنية في مجلس الامن القومي، الى مدينة الموصل أول من امس للاطلاع على الوضع الامني فيها، وعلى الخطة التي ستنفذ.

وعلى الصعيد الامني، قال العميد عبد الكريم الجبوري مدير غرفة عمليات قيادة شرطة نينوى لـ«الشرق الأوسط» ان سبعة من عناصر الشرطة قتلوا بهجوم صاروخي على دوريتهم مساء أول من امس شرق الموصل. من جانب آخر، قال العميد محمد الوكاع مدير غرفة العمليات والتدريب في شرطة نينوى، إن شخصين قتلا وأصيب أربعة آخرون بجروح، نتيجة اطلاق نار عشوائي من قبل القوات الاميركية اثر انفجار عبوة ناسفة مستهدفة احدى دورياتها في منطقة سوق المعاش غرب الموصل.

من جهته، كشف العميد الركن مطاع حبيب الخزرجي قائد الفرقة الثانية بالجيش العراقي المتمركزة في مدينة الموصل، عن ان الجندي العراقي الذي قام بقتل جنديين اميركيين بالموصل قبل عشرة ايام كان عنصرا مندسا اخترق قوة عراقية اميركية مشتركة لحساب جماعات مسلحة لم يسمها. وأوضح الخزرجي في تصريح صحافي أمس أن الجندي كان ضمن دورية عراقية أميركية مشتركة كانت تقوم بواجب امني في منطقة الهرمات (غرب الموصل) في السادس والعشرين من الشهر الفائت عندما تعرضت الى هجوم مسلح استغله الجندي لفتح النار على الدورية فقتل جنديين أميركيين. وقال «الجندي يعمل لحساب مجموعة مسلحة وتمكن من اختراق القوة»، وأضاف «تمكن افراد الدورية من اعتقاله وهو الآن رهن التحقيق لدى الجانب العراقي».

من ناحية ثانية اعتقل 11 شخصا من اتباع تنظيم «جند السماء» الشيعي في النجف، حسبما اعلن مسؤول أمني عراقي رفيع المستوى في المحافظة امس. وقال اللواء عبد الكريم مصطفى قائد شرطة محافظة النجف (160 كم جنوب بغداد)، ان «قوات الأمن العراقية اعتقلت مساء الخميس 11 شخصا يرتبطون بجماعة (جند السماء)».

واضاف ان «هؤلاء المعتقلين لديهم ارتباط بجماعات ارهابية تتوزع في المحافظات الجنوبية (...) كانوا يستعدون للقيام باعمال عنف واستهداف مراجع دين ومقرات حكومية خلال الزيارة الشعبانية»، في اشارة الى احياء ذكرى مقتل الامام الحسين، ثالث الائمة المعصومين لدى الشيعة، في كربلاء الخميس المقبل. واوضح المسؤول الأمني ان «عملية الاعتقال جرت في مناطق متفرقة من النجف»، مشيرا الى «اعتقال العشرات من المتعاونين معهم في محافظتي البصرة وذي قار» في جنوب العراق.

وقد داهمت قوات الأمن العراقية بمساندة الجيش الاميركي في 28 يناير (كانون الثاني) 2007 منطقة الزرقاء قرب النجف، حيث كانت تتحصن الجماعة بزعامة ضياء عبد الزهرة كاظم الكريماوي الملقب ابو قمر. واكدت السلطات العراقية ان المواجهات اسفرت آنذاك عن مقتل 263 من عناصر «جند السماء» واعتقال 736 بينهم 448 مقاتلا و288 من النساء والاطفال تم الافراج عنهم لاحقا.