وزراء الخارجية العرب يدعون إلى انتخاب سليمان فورا وتشكيل حكومة وحدة وطنية

بري يؤكد ثقته بالدور السعودي المنقذ ويحذر من التدويل

TT

دعا مجلس وزراء الخارجية العرب، إلى انتخاب العماد ميشال سليمان قائد الجيش اللبناني، في منصب الرئيس اللبناني، وذلك خلال اجتماعاته بالقاهرة امس، لمناقشة الوضع في لبنان. وأصدر مجلس وزراء الخارجية العرب، بيانا أكد فيه «الترحيب بتوافق مختلف الفرقاء اللبنانيين، على ترشيح العماد ميشال سليمان لمنصب رئاسة الجمهورية، والدعوة إلى انتخابه فوريا وفقا للأصول الدستورية».

وأضاف البيان أنه من الضروري أن يبدأ «العمل على صياغة قانون جديد للانتخابات، فور انتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة».

وأكد المجلس على «الدعوة إلى الاتفاق الفوري على تشكيل حكومة وحدة وطنية تجري المشاورات لتأليفها، طبقا للأصول الدستورية على ألا يتيح التشكيل ترجيح قرار أو إسقاطه، بواسطة أي طرف، ويكون لرئيس الجمهورية كفة الترجيح». وقالت مصادر بالجامعة، ان المجلس سيجتمع مجددا في 27 الجاري لمتابعة الملف البناني. من ناحيته، قال رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري لـ«الشرق الاوسط»: ان «جامعة الدول العربية امام امتحان انقاذ لبنان عبر اجماعها. وعلى كل الاعضاء التعالي عن الجراح كرمى لجراح لبنان. وانا متيقن من ان كل الدول العربية وشعوبها تعتبر لبنان بلدها الثاني بعد بلدها الاصلي. هذا اللبنان الذي كان ولا يزال يتفانى في سبيل كل قضية عربية، يستحق ان يكافأ باعادة توحده». وأضاف: «اعتقد ان المملكة العربية السعودية التي لم تدخر وسعا ابان الحرب ـ الفتنة في لبنان، حتى اتى الانقاذ من (اتفاق) الطائف تحديدا. لن تبخل في ان تنقذ لبنان الان». معتبرا انه «على الرغم من كل شيء فإن محنة لبنان اليوم اسهل من الماضي، فحينها كان لبنان تحت الاحتلال، أما اليوم فقد زال معظم الاحتلال». وحذر الرئيس بري من سعي البعض الى تدويل الازمة في لبنان «لان في ذلك خرابا للبنان». وقال: «ما في شي من الغرب يسر القلب». ولم تصدر المعارضة اللبنانية موقفا فوريا موحدا، بسبب تألفها من أطياف عدة. وينتظر ان يكون البيان موضع بحث بين المعارضة والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسي، الذي ينتظر وصوله الى بيروت خلال أيام. وكان الوزراء العرب قد اندرجوا فور وصولهم إلى القاهرة أمس في لقاءات ثنائية وثلاثية، في ما بينهم، وبين كل من عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية، وأحمد أبو الغيط وزير خارجية مصر، كما استبقوا اجتماعهم الرسمي، بلقاء تشاوري على عشاء عمل أقامه موسى على شرفهم مساء أمس. ولدى لقائه وأحمد أبو الغيط وزير خارجية مصر، أكد طارق متري وزير خارجية لبنان بالإنابة، في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط»: أن مشروع القرار المقدم من الحكومة اللبنانية للاجتماع الاستثنائي، ما زال رهن التشاور، نافياً أن يكون هدف الحكومة اللبنانية من هذا الاجتماع هو «الحصول على دعم لصيغة النصف زائد واحد»، وقال متري «إن ذلك غير صحيح قطعيا وليس موضوعنا»، وأضاف موضحاً «هناك أفكار يتم التشاور حولها بين كل المعنيين قبل دراسة مشروع القرار المقدم للاجتماع». وقال «إنه استمع من أبو الغيط إلى لموقف المصري كما قام بنقل عناصر الموقف اللبناني، للجانب المصري»، مشيرا إلى تلاقي عناصر الموقف اللبناني كثيرا مع الموقف المصري. وأضاف متري: «نحن اللبنانيين، لدينا مرشح توافقي للرئاسة، ودستورنا يقتضي أن ينتخب الرئيس، وندعو لانتخاب رئيس للبنان من دون شروط ومن دون تدخلات».

من جانبه أكد أبو الغيط «أنه تم خلال اللقاء التطرق للوضع الحالي بلبنان، في ضوء استمرار الأزمة الناتجة عن الفراغ في موقع رئاسة الجمهورية، والتي يترتب عليها احتدام التوتر الداخلي بين مختلف الفرقاء اللبنانيين بشكل قد تكون له تداعيات سلبية» .

وقال السفير حسام زكي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية «إن أبو الغيط أكد لمتري أن الدعوة المصرية لاجتماع استثنائي، تأتي من منطلق حرص مصر على «تفادي أي تدهور محتمل للأوضاع في لبنان، وحرصها كذلك على تعبئة دعم عربي شامل للبنانيين، من أجل مساعدتهم على اختيار رئيس جديد للجمهورية كأولوية قصوى تحكمها الأوضاع الهشة هناك»، على أن تعقب ذلك مناقشات وتوافقات حول العديد من الأمور التي تشغل بال الساسة اللبنانيين».

وقال مصدر دبلوماسي سوري لـ«الشرق الأوسط» إن بلاده بانتظار الاستماع إلى العرض المصري السعودي بالتفصيل. وأضاف: إن سورية لن تتدخل بالضغط على المعارضة اللبنانية للتوافق على شخص بعينه، وإنما هي تتدخل في إطار يرضي جميع الأطراف، مشيراً إلى أن دمشق ملتزمة بقرار الأمم المتحدة بعدم التدخل في لبنان.