هجوم مزدوج على أوباما.. وكلينتون بدأت تصويره بمظهر «المزيف»

أوباما يشعل الديمقراطيين في تجمع للحزب شاركت فيه هيلاري من دون أن تلاقى بالحرارة نفسها

TT

بعد فوزه المدوي في إيوا اول أمس، بدأ السيناتور الديمقراطي باراك أوباما يتعرض لهجوم شرس على الجبهتين الديمقراطية والجمهورية قبل 4 أيام من بدء الانتخابات التمهيدية في الولاية الثانية وهي نيوهامبشير.

وليلة أول أمس شارك المرشحون الديمقراطيون في عشاء خيري مشترك لحزبهم في نيوهامبشير، الولاية الثانية التي تجري فيها الانتخابات التمهيدية يوم الثلاثاء المقبل. وعلى الرغم من أن الجمهور صفق كثيرا لهيلاري كلينتون بعد أن ألقت كلمتها، الا ان اوباما الذي كانت له الكلمة الأخيرة في الحفل أثار حماسة الديمقراطيين، الذين أعطوه حصة الأسد من التصفيق والهتاف المدوي، الذي كاد يصم الآذان رافعين لافتات كتبت عليها كلمات «الامل» و«التغيير» شعاري أوباما. فالسيناتور الشاب والخطيب المؤثر تمكن من اثارة حماسة الديمقراطيين بعد القائه كلمة بنرته الواثقة القوية، وقال: «اذا كنتم تعرفون من أمنتم وتعرفون ما الذي تؤمنون به، واذا كنتم تعرفون ما الذي تحاربون من أجله، عندها يمكن أن تستمعوا الى الذين يخالفونكم الرأي، ويمكنكم أن تصلوا الى نهاية المرر في النهاية». وكانت كلينتون ألقت كلمة قبل اوباما لم تحمل جديدا كررت فيها أفكارها من الدعوة الى ترشيح من يتمتع بالخبرة، وقالت: «ثمة سؤالان الى الناخبين في نيوهامبشير. الاول، من المرشح القادر ان يكون رئيسا منذ اليوم الأول؟ والثاني، من هو الشخص الذي بإمكاننا تسميه، ويمكنه أن يوصلنا الى البيت الأبيض في مواجهة الجمهوريين؟».

وبالامس وفي جولاتها الانتخابية، عادت كلينتون الى الهجوم على اوباما، في محاولة شبه يائسة لتحقيق نصر في ولاية نيوهامبشير، التي وصلتها محاطة بمستشاريها الذين بدأت عليهم اثر الصدمة من خسارة إيوا، وزوجها بيل لا يفارقها. وحاولت مجددا اللعب على نقطة نقص الخبرة لدى اوباما والتي يبدو أنها لم تجد نفعا في تغيير رأي الناخبين في إيوا الذين فضلوا «الأمل والتغيير» على الخبرة. ودعت الناخبين الديمقراطيين في نيوهامشير أمس الى «النظر بتمعن أكبر الى اوباما»، ملمحة الى انه لا يجدر بهم تصديقه فقط وفقا لشعار «الامل» الذي يطلقه من دون تحليل سياسياته. ودعتهم الى مساءلته حول سياسياته الصحية وتوضيح موقف واضح منها. وانتقدت شعاره «الامل» وحاولت اظهاره بمظهر «المزيف»، وقالت: «نحن نريد رئيسا يمكنه ان يحقق التغيير فعلا.. لا يمكننا أن نحلم بآمال خاطئة.. يجب أن نختار رئيسا قادرا على دخول المكتب البيضاوي، ويبدأ العمل الجدي من اجل التغيير منذ اليوم الاول، وأعتقد ان هذا الشخص هو أنا». أما أوباما الذي وصل الى نيوهامشر، وهو في موقع قوي بعد فوزه في ايوا، فقد توجه الى ناخبيه أيضا وسط تجمع حاشد في مركز رياضي في كونكورد عاصمة ولاية نيوهامشر، وقال: «ان الوقت لنا فإن كنتم معي (...) وتنظمون معي الانتخابات (..) وان كنتم تؤمنون بحدسكم ولستم مستعدين للتسليم بما يقولونه، فإننا سننتصر في هذه الانتخابات التمهيدية، وكذلك في الانتخابات المقبلة وبالرئاسة». وفي رد مباشر على كلينتون التي تحذر من المجازفة بالتصويت لسناتور لم يمض على انتخابه سوى ثلاث سنوات، لفت اوباما ايضا الى «ان الرهان الحقيقي هو البقاء على الافكار نفسها واللعبة نفسها، ايضا وايضا، انه رهان لا نستطيع ان نسمح به». وفي الجانب الجمهوري، وجه الخاسر الأول ميت رومني انتقادا الى اوباما أيضا، وقال في اجتماع حاشد عقد في وقت متأخر من أول مساء: «هل استمعتم الى باراك اوباما.. انه وجه جديد، ولكن عندما تستمعون لما ينطق به فهو مثل «سنسحب قواتنا من العراق».. هل فكرتم في العواقب؟..». وكان رومني الذي خسر بشكل غير متوقع في ايوا وجاء في المرتبة الثانية وراء القس السابق مايك هوكابي، يشير الى تعهد أوباما بسحب القوات الأميركية من العراق. اما هاكابي الذي فاز في ايوا، فقد وصل بدروه الى نيوهامشر وهو لا يملك فرصا كبيرة للفوز، لأن هذه الولاية غير المتعاطفة عموما مع افكاره وميوله الى المسيحيين المتشددين. وقد اختار هاكابي الذي يحب العزف على الغيتار، اللعب على الوتر الشعبي، وهذا ما نجح به حتى الآن، من خلال المشاركة في العزف مع فرقة الروك المحلية «ماما كيكس». اما بالنسبة لرئيس بلدية نيويورك السابق رودولف جولياني، فالأمر سيكون بالنسبة له العمل من اجل تفادي الهزيمة في الولايات الكبيرة التي ستصوت بدورها في اواخر الشهر، ويراهن عليها مثل فلوريدا.

باختصار، فان مرشحين أربعة يخوضون معركة شرسة يصعب توقع نتائجها للفوز بترشيح الحزب الجمهوري، لذلك يضعون كل قواهم في الحملة واعدين الناخبين بالتغيير. فالناخبون الجمهوريون في نيوهامشر المدعوون لاختيار مرشحهم المفضل، يجدون انفسهم في حيرة من امرهم. فهاكابي الذي حقق فوزا مفاجئا في ايوا يجد نفسه في موقع ضعيف في نيوهامشر حيث تشير استطلاعات الرأي الى تراجعه عن المرشحين الاخرين.وعلى الصعيد الوطني يحتفظ رئيس بلدية نيويورك السابق رودولف غولياني الذي اختار تجاهل أيوا، بتقدمه الثابت بثلاث نقاط على الاقل على منافسيه للفوز بترشيح الحزب الجمهوري، وذلك بحسب المعدل الوسطي لنتائج استطلاعات الرأي الاخيرة الذي اعده الموقع الالكتروني «رييل كليير بوليتيك»، لكنه يجد نفسه ايضا في المؤخرة في نيوهامشر وقرر في اللحظة الاخيرة تكثيف جهوده قبل انتخابات الثلاثاء.

من جهته فان السناتور جون ماكين المعروف بصراحته يتقدم بـ5،2 نقطة بحسب الموقع الالكتروني المذكور على منافسه الحاكم السابق لولاية ماستشوسيتس المجاورة لميت رومني.