«القاعدة» تتوسع في تكليف النساء بتنفيذ هجمات انتحارية في العراق

هجوم في نوفمبر واثنان في ديسمبر ومحللون يعتبرونها مؤشرا على «يأس» التنظيم

TT

فيما تكررت في الفترة الاخيرة العمليات الانتحارية التي ينفذها نساء في العراق، يرى المراقبون ان هذا التطور ربما يشير إلى بلوغ المتمردين نقطة اليأس. وجاءت هذه العمليات مع تزايد اعتقال الناشطين المشتبه في تدريبهم للنساء، كي يصبحن قنابل بشرية، أو العثور على أدلة تكشف عن جهود «القاعدة» في العراق لتجنيد النساء. ومع قيام قوات التحالف بدفع المتطرفين الى خارج معاقلهم القوية وتقليص عدد أولئك الذين قد يجندون، أجبر هؤلاء على استخدام طرائق أخرى لاختراق الاجراءات الأمنية القوية. وقال الكولونيل دونالد بيكون المتحدث باسم الجيش الأميركي في بغداد: «هناك شعور بأن هذا الإجراء هو نوع من اليأس»، حسبما افادت به وكالة اسوشييتد برس.

وظلت نسبة المهاجمات الانتحاريات صغيرة ضمن معركة المتمردين لإخراج الجيش الأميركي من العراق، ولزعزعة الأحزاب الشيعية في السلطة. فمن 667 عملية انتحارية جرت منذ مايو (ايار) 2005، جرت 14 منها على يد نساء. وهذا يشكل نسبة 2%. وتسبب في مقتل ما لا يقل عن 107 أشخاص، أو 5% من الـ2065 الذين قتلوا خلال هذه الفترة، حسبما أشارت احصاءات وكالة اسوشييتد بريس.

لكن هذا المنحى راح يتصاعد. ففي نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الاول) الماضيين، نفذت نساء ثلاث تفجيرات انتحارية في محافظة ديالى، التي تعد الآن أكثر المحافظات عنفا في العراق، حيث تمتلك القاعدة في العراق، هناك حصنا قويا. وفي 4 نوفمبر فجرت امرأة نفسها بجنب دورية أميركية في بعقوبة، العاصمة المحلية لمحافظة ديالى، التي تبعد 35 ميلا عن بغداد إلى الشمال الشرقي منها. وأدى ذلك الهجوم إلى جرح 7 جنود أميركيين و5 عراقيين. وفي 7 ديسمبر هاجمت امرأة مكاتب مجموعة سنية متمركزة في ديالى، تقاتل القاعدة في العراق، وقتلت 15 شخصا وجرحت 35، ثم قامت امرأة أخرى يوم 31 ديسمبر بتفجير نفسها بالقرب من دورية شرطة، فأدى ذلك إلى جرح خمسة رجال شرطة وأربعة مدنيين.

وخلال ديسمبر الماضي تم القبض، في مناسبتين على الأقل، على أشخاص يشتبه في انتمائهم إلى القاعدة في العراق، ويشتبه في أنهم قاموا بتدريب النساء لاستخدام الأحزمة الناسفة الانتحارية، بينما تم القبض على آخرين كانوا يقومون بالشيء نفسه في أغسطس (آب) الماضي، حسبما قال الجيش الأميركي. ولم يكن هناك أي تقرير قبل أغسطس الماضي يشير إلى قيام القاعدة في العراق بتدريب النساء على شن هجمات انتحارية.

ويبدو أن بعض النساء المنفذات لهذا النوع من العمليات مدفوعات بدافع الانتقام، مثل تلك المرأة التي قتلت 15 شخصا في محافظة ديالى يوم 7 ديسمبر، وكانت عضوا في حزب البعث وانضم ولداها إلى القاعدة في العراق، وكلاهما قتلا على يد قوات الأمن العراقية. لكن بعض النساء الأخريات مدفوعات بدافع ايديولوجي محض، مثل نظرائهن من الرجال، حسبما قال محمد حافظ الاستاذ من جامعة ميسوري، الذي يركز بحوثه على التطرف الإسلاموي. مع ذلك هناك نساء يتأثرن بأزواجهن أو أقاربهن «خصوصا أولئك المعتمدات على رجال عاطفيا أو ماديا».