الجولة الثالثة من مفاوضات الصحراء تبدأ اليوم بمانهاست

وفد برلماني أميركي يزور المغرب يؤيد موقف الرباط من النزاع

TT

تبدأ اليوم في مانهاست بضواحي نيويورك الجولة الثالثة من المفاوضات المباشرة بين المغرب وجبهة البوليساريو، تحت إشراف الأمم المتحدة. وقال بيان لوزارة الخارجية والتعاون المغربي، إنه بدعوة من الأمين العام للأمم المتحدة، تشارك المملكة المغربية من7 إلى 9 يناير (كانون الثاني) الجاري بمانهاست في الجولة الثالثة من مسلسل المفاوضات المتعلق بالخلاف الإقليمي حول الصحراء المغربية، وذلك وفقا لقراري مجلس الأمن رقم 1754 و1783، وهما القراران اللذان كرسا الخيار الذي تفضله المجموعة الدولية من أجل التوصل إلى حل سياسي ونهائي لهذا النزاع.

وأوضح البيان أن القرارين أكدا أيضا رجاحة المبادرة المغربية للحكم الذاتي، من خلال وصفهما للجهود التي بذلها المغرب بهذا الشأن بـ«الجادة وذات المصداقية»، ودعوتهما إلى أن تأخذ المفاوضات بعين الاعتبار الجهود المبذولة منذ 2006، وهو ما يحيل على الخصوص على المبادرات التي قامت بها المملكة المغربية من أجل إعداد وتطوير وعرض مبادرتها.

وأكد البيان أنه على غرار اللقائين الآخرين، يعرب الوفد المغربي عن عزمه الانخراط بحسن نية في مفاوضات جوهرية وجادة بهدف تنفيذ فعلي لقرارات المجلس. كما سيواصل بهذه المناسبة عرض مختلف جوانب المبادرة المغربية للحكم الذاتي، التي تشكل السبيل الوحيد الكفيل بإيجاد حل نهائي لهذه المشكلة وتأمين الاستقرار في المنطقة.

ويتكون الوفد المغربي من شكيب بنموسى، وزير الداخلية، والطيب الفاسي الفهري، وزير الشؤون الخارجية والتعاون، وخليهن ولد الرشيد، رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية (كوركاس)، ومحمد ياسين المنصوري، المدير العام للدراسات والمستندات (مخابرات عسكرية خارجية).

ويرافق الوفد المستشارون، محمد صالح التامك، والي (محافظ) جهة وادي الذهب ـ لكويرة، وماء العينين ماء العينين بن خليهنا، الأمين العام للمجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية. ويتوجه المغرب إلى مانهاست، وكله قناعة بأن مقترح الحكم الذاتي يشكل أرضية واقعية ومتجددة، لإجراء محادثات جادة بهدف التوصل إلى تسوية نهائية لقضية الصحراء.

وقالت وكالة الانباء المغربية ان المغرب سيذهب أيضا إلى مانهاست، كما كان عليه الحال خلال اللقائين السابقين، يحدوه حسن النية والهدوء والإرادة القوية لطي ملف هذا النزاع المفتعل، الذي عمر طويلا ويعد من مخلفات الحرب الباردة.

من جهة ثانية، عبر ميل مارتينيز، رئيس الوفد البرلماني الأميركي، الذي يقوم حاليا بزيارة للمغرب، عن تأييده للموقف المغربي بخصوص قضية الصحراء. وأكد السناتور الأميركي في تصريح للصحافة، عقب المباحثات التي أجراها اول من امس مع رئيس الوزراء، عباس الفاسي، أن الجولة الثالثة من مفاوضات مانهاست تكتسي أهمية قصوى، معربا عن أمله في أن «يتم التوصل لتسوية سياسية لهذه القضية التي طال أمدها»، وذلك من خلال مسلسل سياسي يرتكز على المفاوضات. وأوضح مارتينيز أن تسوية هذه المشكلة ستكتسي أهمية كبرى ليس فقط بالنسبة للشعب المغربي، بل كذلك بالنسبة للعالم بأسره، الذي يتابع عن كثب تطورات هذه القضية، ويطمح إلى إيجاد حل لها. ومن جهة أخرى، أعرب السيناتور الأميركي عن إعجابه بالمجهودات التي بذلتها الحكومة المغربية في مجال التنمية البشرية والتربية والصحة والسكن، مؤكدا أن هذه الجهود «بالغة الأهمية بالنسبة للشعب المغربي وتبعث أملا كبيرا». كما أشار إلى أنه تطرق خلال مباحثاته مع الفاسي إلى قضايا أخرى تتعلق باتفاق التبادل الحر بين المغرب والولايات المتحدة، الذي أثمر في نظره، نتائج إيجابية لفائدة البلدين، وكذا بحساب تحدي الألفية، الذي من شأنه أن يعطي دفعة جديدة للتنمية الاقتصادية بالمملكة المغربية.

وعقد الوفد البرلماني الاميركي ايضا جلسة عمل مع مصطفى المنصوري، رئيس مجلس النواب. وذكر بيان لمجلس النواب أن الجانبين تناولا خلال هذه الجلسة، التي حضرها رؤساء وممثلي الفرق النيابية، العلاقات الثنائية بين البلدين حيث تم التأكيد على عزم الطرفين على تعزيز وتمتين التعاون بين المؤسستين التشريعيتين عن طريق الحوار الدائم ورفع وتيرة تبادل الزيارات والتشاور وتنسيق المواقف في أفق تقوية العلاقات الثنائية وتطويرها.

وأضاف البيان أن الطرفين نوها بالعلاقات التاريخية المتجذرة والتعاون الإيجابي والمثمر الذي يطبع العلاقات الاقتصادية والثقافية والسياسية، مع التأكيد على ضرورة تطويرها وتنميتها والحرص على صيانتها.

واستقبل وزير الدولة محمد اليازغي ايضا الوفد البرلماني الاميركي. وجرى اللقاء بحضور سفير الولايات المتحدة بالرباط، طوماس رايلي.