إسلام آباد: «سي.آي.إيه» تفكر في القيام بعمليات سرية منتقاة في الشريط الحدودي

للحد من نفوذ «القاعدة» وطالبان.. وستستعين بمصادر معلومات الاستخبارات الباكستانية

ناشطات حقوقيات باكستانيات يطالبن في مظاهرة في مدينة لاهور بالافراج عن افتخار شودري رئيس المحكمة العليا الذي اعفاه الرئيس مشرف من مهامه في مارس (اذار) الماضي (ا.ف.ب)
TT

يبحث مسؤولون أميركيون كبار مهتمون، تقارير للمخابرات تفيد بأن «القاعدة» وطالبان عازمتان على بث حالة من عدم الاستقرار في باكستان، يفكرون في توسيع سلطة المخابرات المركزية الاميركية والجيش، لإجراء مزيد من العمليات السرية هناك.

وذكر مسؤولون كبار بادارة الرئيس الأميركي جورج بوش قولهم في أحاديث غير رسمية، انه لم يتم اتخاذ قرارات حيال هذا الأمر، ومن بين الخيارات المطروحة عمل المخابرات الاميركية مع قوات العمليات الخاصة للجيش. وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» ان عددا من المشاركين في الاجتماع الذي عقد يوم الجمعة الماضية، ومنهم نائب الرئيس ديك تشيني ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس وكبار مستشاري الأمن القومي لبوش تناقشوا في مسألة احتمال، أن يمنح الرئيس الباكستاني برويز مشرف وقيادة الجيش بالبلاد، واشنطن مزيدا من حرية العمل بالشريط الحدودي، نظرا للتهديد الذي تتعرض له حكومة مشرف قبل الانتخابات البرلمانية المقبلة 18 فبراير (شباط) المقبل.

وكانت النقاشات ضمن مجموعة واسعة من إعادة تقييم الاستراتيجية الأميركية بعد 10 ايام من اغتيال زعيمة المعارضة الباكستانية بي نظير بوتو. وتطرق الحديث ايضا الى كيفية التعامل مع الفترة الممتدة من الآن، وحتى 18 فبراير المقبل، موعد الانتخابات التشريعية. وذكرت المصادر المطلعة، ان المتحدثين باسم البيت الأبيض والمخابرات الأميركية والبنتاغون، رفضوا التحدث بشأن الاجتماع، لكن أحد المسؤولين قال إن النقاش عكس المخاوف من أن يكون هناك ملاذ جديد لـ«القاعدة» بدأ في ترسيخ أقدامه في بعض مناطق باكستان، ويحتاج الى مواجهته. وتطرقت النقاشات الى عدد من الخيارات المحددة قيد البحث. وقال مسؤولون ان الخيارات ربما اشراك وكالة المخابرات المركزية (سي.آي.ايه) مع القوات الخاصة الاميركية. ونظرا لعدم وجود بدائل جديدة طرحتها واشنطن بشكل رسمي على مشرف، فإن مسؤولين من البيت الأبيض والبنتاغون لمسوا انفتاحا في الهيكل السياسي الباكستاني المتغير تجاه سلطة واشنطن في الدولة النووية.

وناقش نائب الرئيس الأميركي ريتشارد تشيني ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس هذه العمليات، اثر مقتل بي نظير بوتو في هجوم انتحاري في 27 ديسمبر (كانون الاول)، ولكن من دون العودة الى الرئيس برويز مشرف، على ما نقلت «نيويورك تايمز». وتشكل ولاية وزيرستان الجنوبية معقل زعيم اسلامي معروف بقربه من «القاعدة» هو بيت الله محسود. واتهمته اسلام اباد بتنظيم اغتيال بي نظير بوتو، الأمر الذي نفاه.

ونقلت الصحيفة قول أحد المسؤولين: «بعد سنوات من التركيز على أفغانستان، نعتقد أن الفرصة تلوح في الافق أمام المتطرفين لنيل الجائزة الكبرى المتمثلة في بث الفوضى في باكستان نفسها». ولم تقدم ادارة بوش رسميا اية مقترحات جديدة الى الرئيس مشرف، الذي تخلى عن ملابسه العسكرية الشهر الماضي لخلفه الجنرال اشفق كياني باعتباره قائد الجيش، ويعتقد البيت الأبيض ان الجنرال كياني سيكون اكثر تعاطفا مع الموقف الأميركي من الرئيس مشرف، فقد كان في وقت مبكر في حياته المهنية، أحد مساعدي رئيسة الوزراء السابقة بي نظير بوتو، بينما قاد في وقت لاحق جهاز المخابرات الباكستانية. وتتضمن الخيارات الجديدة، توسيع نطاق العمليات السرية، التي تتضمن تخفيف القيود المفروضة على وكالة المخابرات المركزية (سي.آي.ايه) لضرب اهداف منتقاة في باكستان، في بعض الحالات باستخدام مصادر معلومات الاستخبارات الباكستانية، ويقول مسؤولون ان معظم عمليات مكافحة الارهاب فى باكستان نفذت من قبل «سي.آي.ايه» في افغانستان، حيث ان العمليات العسكرية التي تجرى حاليا، بما في ذلك يالتنسيق مع قوات حلف شمال الاطلسي.