بوش يدعم إسرائيل كدولة يهودية ويعد أولمرت بضمانات أميركية

وصف بأقوى وأكبر الحلفاء والأصدقاء في التاريخ والكنز الثمين

بوش يتحدث الى الصحافيين لدى وصوله الى ارض مطار تل ابيب امس (رويترز)
TT

حقق الرئيس الأميركي جورج بوش، في اليوم الأول لجولته في الشرق الأوسط، عددا من المطالب الاسرائيلية الأساسية، في موضوع تسوية الصراع الاسرائيلي ـ الفلسطيني، كما عرضها رئيس الوزراء ايهود أولمرت، فأكد دعمه لاسرائيل كدولة يهودية، وموافقته على تقديم ضمانات أميركية لأمن اسرائيل ومستقبلها ومطالبها الأمنية كشرط للسلام. وعاد الى الموقف الاسرائيلي حول ضرورة تطبيق خطة «خارطة الطريق»، ثم أكد تصريحاته السابقة بأنه يرمي الى التوصل الى اتفاق لتسوية الصراع الفلسطيني ـ الاسرائيلي مع نهاية السنة الجارية.

وكان بوش قد استهل جولته، التي تستغرق ثلاثة أيام، بزيارة اسرائيل، ثم السلطة الفلسطينية (اليوم). وقد أعد له استقبال حافل في مطار بن غوريون، شارك فيه الرئيس الاسرائيلي، شيمعون بيريس، وأولمرت، وجميع الوزراء ورئيس المعارضة، بنيامين نتنياهو، ورؤساء الطوائف اليهودية والعربية من رجال دين وشخصيات جماهيرية مختلفة وقادة الجيش والأجهزة الأمنية. واستعرض قوة من مختلف أسلحة الجيش الاسرائيلي على أنغام أغنية «القدس من ذهب»، التي تعتبر من أهم الأغاني عن الارتباط الاسرائيلي بالقدس والمقدسات اليهودية فيها.

وتعبيرا عن هذه الحفاوة قال أولمرت، ان بوش هو أقوى وأكبر حلفاء واصدقاء اسرائيل في التاريخ. ووصف بيريس زيارته بالتاريخية. وقال وزير الاستيعاب، حايم هيرتسوغ، ان بوش هو كنز ثمين لاسرائيل. وفي الكلمات الأولى التي صرح بها في اسرائيل، لخص أهم عناصر زيارته، فقال انه جاء ليعطي زخما لدفع القضايا الجوهرية الحاسمة في رؤياه لمبدأ «دولتين للشعبين». واضاف ان دور الولايات المتحدة هو وضع الأسس للتسوية ودور الاسرائيليين والفلسطينيين هو أن يغذوا الخطى على هذا الطريق بكل ما في وسعهما. وأكد انه جاء ليضمن ان تكون اسرائيل دولة آمنة كدولة يهودية، وتركت هذه الكلمات أثرا بالغا في اسرائيل، حيث ان العديد من الفلسطينيين والعرب اعترضوا على ذلك، باعتبار ان مثل هذا الاعتراف يمس بالمواطنين العرب في اسرائيل وباحتمالات عودة اللاجئين الى وطنهم.

وحرص بوش، خلال مصافحته المستقبلين، على تبادل كلمات طويلة مع ثلاثة وزراء، بينهم أفيغدور لبرمن، رئيس حزب «اسرائيل بيتنا» وايلي يشاي، رئيس حزب اليهود الشرقيين المتدينين «شاس»، اللذين يهددان بالانسحاب من حكومة أولمرت في حالة دخولها في مفاوضات حول القضايا الجوهرية (القدس واللاجئين وازالة المستوطنات) مع الفلسطينيين. فقال بوش لهما انه ينتظر بفارغ الصبر اللقاء معهما، اليوم، حول مائدة العشاء في بيت أولمرت، لكي يقنعهما بالبقاء في حكومة أولمرت. أما الوزير الثالث الذي توقف عنده، فهو غالب مجادلة، العربي الوحيد في الحكومة، فقال له انه يأخذ في اعتباره ضرورة أن يعيش العرب بمساواة في اسرائيل وأن يساهموا في السلام بين شعبهم ودولتهم، ثم انتقل بوش للقدس على متن طائرة هليكوبتر، وحسب تعليمات حراسه، أغلقت الشرطة الشارع الذي ستحلق فوقه طائرته. وبعد استراحة قصيرة استقبل بوش في مقر اقامته في فندق الملك داود، رئيس بلدية القدس الغربية، الذي طلب منه أن يحافظ على المدينة موحدة كعاصمة لاسرائيل في أي تسوية. وكان اليمين الاسرائيلي قد وضع اعلانا ضخما صارخا على طريق تل أبيب القدس يقول: «بوش، ارفع يديك عن القدس»، يقال ان بوش قرأه بوضوح خلال طيرانه.

ثم توجه بوش لمنزل بيريس، حيث بحثا المشاريع الاقتصادية الملازمة لمسيرة السلام. واتفقا على ان التقدم في المسار الاقتصادي يعتبر مبدأ أساسيا لضمان التقدم الحقيقي في مسار السلام. وأعلن بوش في ختام هذا اللقاء انه مصر على عمل كل ما في وسعه من أجل أن يتوصل الطرفان لاتفاق خلال 2008. وقال بوش ان العدل الذي يطمح اليه في مسيرة السلام في الشرق الأوسط يقوم على احترام حقوق الانسان ومثل الحرية، وانه لا يمكن أن يكون هناك عدل لأحد لا يحترم هذه القيم. وأكد ان بيريس هو شخصية محترمة للغاية في الولايات المتحدة بفضل اهتمامه وتمسكه بهذه القيم. ثم توجه بوش الى مقر رئيس الوزراء، حيث التقى طاقم المباحثات الاسرائيلي معه بحضور الوفد الأميركي المرافق، وجرى خلاله الحديث بشكل عام عن المطالب الاسرائيلية في مسيرة السلام مع الفلسطينيين «مكافحة الارهاب ومنح اسرائيل الحق في مطاردة الارهابيين، ومحاربة صواريخ القسام من قطاع غزة، والتقدم في العلاقات بين اسرائيل والدول العربية»، ثم انتقلوا للحديث عن «خطر التسلح النووي الايراني». وبعد حوالي نصف ساعة، انفرد الرئيسان في لقاء ثنائي.

وحسب مصادر مطلعة، فإن أولمرت عرض على بوش وثائق تتعلق بـ«الخطط الايرانية العسكرية ضد اسرائيل، وضرورة التعاون لمواجهتها بحزم»، ثم تحدث معه حول «ضرورة اعطاء ضمانات لاسرائيل في اطار مسيرة السلام». وعرض عليه عددا مما أسماه بـ«الخطوط الحمراء» للتسوية، وهي تتعلق بمكانة اسرائيل في القدس والتكتلات الاستيطانية والحدود الآمنة وغيرها. وكان رد بوش أنه يقف الى جانب اسرائيل في كل هذه المطالب.