هجوم انتحاري على مركز للشرطة في لاهور يوقع 26 قتيلا

وقع أمام المحكمة العليا حيث تجمع 60 شرطيا تحسبا لمظاهرة للمعارضة

ساحة الانفجار امام المحكمة العليا في لاهور أمس ( أ. ب )
TT

قتل 22 شرطيا واربعة مدنيين على الاقل في تفجير انتحاري جديد أمس امام المحكمة العليا في لاهور شرق باكستان بعد 15 يوما على اغتيال زعيمة حزب الشعب بي نظير بوتو. ووقع التفجير امام المحكمة العليا في لاهور حيث انتشر نحو 60 من عناصر قوات مكافحة الشغب تحسبا لمظاهرة للمحامين والقضاة ضد حكم الرئيس الباكستاني برويز مشرف. واقتحم الانتحاري الذي كان يقود دراجة بخارية على ما يبدو حواجز الطرق التي كانت موضوعة خارج مبنى المحكمة في الساعة الحادية عشرة والنصف من صباح أمس حيث تجمع العشرات من رجال شرطة مكافحة الشغب. وقال أفتاب أحمد تشيما كبير مسؤولي الشرطة الباكستانية في لاهور لوكالة الانباء الالمانية: «يبدو أن انتحاريا يقود دراجة بخارية اقتحم بدراجته سيارة تابعة للشرطة».

وأضاف أن ضباط شرطة كانوا موجودين داخل وخارج السيارة فيما كان يقف بعضهم في الشارع القريب من مبنى المحكمة العليا.

وقال مالك محمد اقبال قائد شرطة المدينة لوكالة الصحافة الفرنسية ان الانفجار وقع عندما اقترب الانتحاري من نقطة للشرطة وطلب منه شرطي التوقف، مشيرا الى ان الانفجار خلف 22 قتيلا من رجال الشرطة وستة مصابين اخرين حالتهم حرجة اضافة الى 35 شرطيا اصيبوا بجروح طفيفة.

وذكرت الشرطة انه تم العثور على رأس من يشتبه في انه المفجر الانتحاري على بعد نحو 100 متر من موقع الانفجار الذي تناثرت فيه جثث القتلى. وصرح المفتش العام لشرطة ولاية البنجاب نسيم احمد للصحافيين بعد زيارة موقع الحادث ان «الهدف كان قوة الشرطة»، واضاف: «تفجير اليوم يهدف الى زعزعة معنويات شرطة البنجاب، ولكنه لن ينجح في ذلك. لقد ضحوا بحياتهم اثناء اداء واجبهم».

وتشهد باكستان موجة اعتداءات دامية لا سابق لها منذ شهر، وفي عام 2007 الاشد دموية في تاريخ باكستان، قتل اكثر من 800 شخص في اعتداءات نفذها انتحاريون ينتمون الى حركات اسلامية متطرفة مقربة من القاعدة وطالبان، غير انها المرة الاولى التي ينفذ فيها تفجير في لاهور. وتستهدف هذه الاعتداءات في معظم الاحيان جنودا وعناصر شرطة غير انها تصيب ايضا المدنيين.

وتوعد ناشطون اسلاميون في المناطق القبلية في شمال غرب باكستان المحاذية لافغانستان بمهاجمة قوات الامن منذ الهجوم الدامي في 10 و11 يوليو (تموز) على المسجد الاحمر في اسلام اباد حيث قتل مائة من عناصرهم. واعلن اسامة بن لادن زعيم «القاعدة» في 20 سبتمبر (أيلول) «الجهاد» ضد الرئيس مشرف وحكومته وجيشه انتقاما لمقتل ناشطين في المسجد الاحمر.

وتعتبر الولايات المتحدة التي يعد مشرف ابرز حلفائها في المنطقة في «الحرب على الارهاب»، ان القاعدة وطالبان اعادا تنظيم صفوفهما في المناطق القبلية الحدودية مع افغانستان وهي تهدد بانتظام بالتدخل عسكريا في هذه المناطق. ووضعت قوات الجيش والامن الباكستانية في حال تأهب بسبب ازمة سياسية لا سابق لها تهز باكستان منذ عدة اشهر والتي بلغت اوجها قبل 15 يوما مع اغتيال ابرز وجوه المعارضة الباكستانية بي نظير بوتو في هجوم انتحاري.

واتهمت الحكومة قائدا اسلاميا من المناطق القبلية يعرف بانه قائد القاعدة في باكستان، باغتيال بوتو، الامر الذي نفاه هذا القيادي عبر احد المتحدثين باسمه. وتم تأجيل الانتخابات التشريعية والمناطقية التي كانت مقررة اصلا في الثامن من يناير (كانون الثاني) الى 18 فبراير (شباط).