فشل المحادثات بين المعارضة والحكومة في كينيا.. وكوفي أنان يتولى الوساطة

سارقون يعيدون الممتلكات التي نهبوها إلى أصحابها بعد مطاردة الأشباح لهم

TT

أعلنت أمس كل من الحكومة الكينية والمعارضة فشل المحادثات التي يرعاها الرئيس الغاني ورئيس الاتحاد الافريقي جون كوفور بينهما، وذلك بعد دقائق من اعلان الرئاسة الغانية ان الطرفين اتفقا على اجراء محادثات جديدة بوساطة من الامين العام السابق للامم المتحدة كوفي انان، واتفقا ايضا على اعلان «وقف فوري لاطلاق النار». وغادر كوفور كينيا أمس موكلا مهمة الوساطة الى كوفي أنان. واعلنت الرئاسة الكينية في بيان مساء امس، ان قادة الحركة الديمقراطية البرتقالية، حزب اودينغا، «لم يكونوا منفتحين» على اقتراح الحوار الذي عرضته الرئاسة. وجاء في البيان ان «الحكومة اقترحت الحوار الذي كان يفترض ان يسهله الرئيس جون كوفور، لكن قادة الحركة الديمقراطية البرتقالية لم يكونوا منفتحين» على ذلك.

من جهته، اعلن حزب زعيم المعارضة الكينية رايلا اودينغا ان الوساطة التي قام بها منذ يومين رئيس الاتحاد الافريقي فشلت بسبب الرئيس مواي كيباكي، وذلك خلال مؤتمر صحافي في نيروبي. وقال انيانغ نيونغو امين عام الحركة الديمقراطية ـ البرتقالية: «تعلن الحركة بكل أسف ان الوساطة الدولية التي قام بها رئيس الاتحاد الافريقي رئيس غانا جون كوفور قد فشلت». وكانت الرئاسة الغانية، التي تترأس حاليا الاتحاد الافريقي، افادت قبل دقائق بان كيباكي وخصمه اودينغا التزما بدء الحوار والوقف الفوري لاعمال العنف. واوضح المسؤول في الخارجية الكينية، الذي رفض كشف هويته، ان «الرئيس الغاني اخفق في انهاء هذا التعثر»، مضيفا ان «الفريقين متمسكان بمواقفهما». ويرفض اودينغا الاقرار باعادة انتخاب كيباكي، متهما اياه بتزوير الانتخابات الرئاسية التي جرت في 27 ديسمبر (كانون الاول) واندلعت على اثرها اعمال عنف أدت الى مقتل نحو 600 شخص. من جهته، اكدت الحكومة الكينية مجددا أمس ان الوضع السياسي في البلاد لا يتطلب اللجوء الى وساطة دولية، وعبرت في الوقت نفسه عن استعدادها لاستقبال اي شخصية مستعدة لتسهيل الحوار مع المعارضة. وقال الناطق باسم الحكومة الفرد موتوا لوكالة الصحافة الفرنسية، «موقفنا هو انه ليست هناك ازمة تتطلب وسطاء هنا». واضاف: «نحن مستعدون لاستقبال اي شخص يرغب في تسهيل الحوار».

من جهة اخرى، قالت الشرطة في ميناء مومباسا الكيني ان بعض الاشخاص الذين سلبوا ممتلكات اخرين أثناء أحداث الشغب التي عمت البلاد في أعقاب الانتخابات الاخيرة يعيدون حاليا ما سلبوه الى أصحابه. وأضافت الشرطة أنهم يظنون أنهم «تعرضوا للعنة». وقال ولفريد مبيثي قائد شرطة مومباسا للصحافيين: «تلقينا تقارير بشأن تأثيرات السحر الاسود. هؤلاء الناس يعيدون الاشياء المسروقة ليلا لكننا سنلقي القبض عليهم في حالة ضبطهم متلبسين باعادة المسروقات». وتعرض كثير من المنازل والمتاجر لاعمال نهب مع استغلال كثيرين لحالة الفوضى لسرقة أشياء ثمينة. لكن مع انتشار شائعات في مومباسا بشأن تعرض بعض اللصوص للمرض أو الوفاة بسبب أفعالهم، أعيدت بعض الممتلكات المنهوبة الى أصحابها بشكل غامض.

وقال مواطنون ان كثيرا من الناهبين لم يستطيعوا النوم، بينما يزعم اخرون انهم رأوا أشباحا. وقال عبدول وهو صاحب متجر في بومبولولو تعرض للنهب، انه لعن الناهبين وأضاف: «ان كل من سرق منهم شيئا لي سيدفع الثمن. أيا كان ما يحدث لهم فهو نتيجة لافعالهم. فقد سبق أن حذرتهم».

وقال شاب لوكالة رويترز انه شعر بأن ثمة «أرواحا تطارده» منذ سرق متجر عبدول ولم يرتح الا حين أعاد المسروقات. وأضاف: «ما رأيته في الايام الثلاثة الماضية كان مروعا. أنا طاهر الان وأطلب الصفح من صاحب المتجر».