موسى ليس منزعجا في سعيه لتسويق المبادرة ويؤكد أن الحل في لبنان لا يحتاج إلى معجزة

رفض عبارة «الثلث المعطل» لأنها شرط تعطيلي

رئيس الحكومة اللبنانية، فؤاد السنيورة، لدى اجتماعه أمس في السراي الحكومي في بيروت بالأمين العام للجامعة العربية، عمرو موسى (ا.ف.ب)
TT

واصل الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى مهمته في بيروت أمس، محاولا تسويق المبادرة العربية، علها تثمر حلا للأزمة السياسية الكبيرة.

بدأ موسى نشاطه أمس بلقاء مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني، وصرح بعد اللقاء: «إنها بداية مباركة اليوم بأن نلتقي سماحة المفتي، وأن نتحدث معه عن الوضع في لبنان. وهناك طبعا اتفاق على خطورة استمرار الوضع على ما هو عليه، وعلى الاهتمام بالمبادرة العربية ودعمها وتأييدها، ونستطيع القول اننا اليوم سنقوم بلقاءات كثيرة ومهمة. أرجو أن ينتهي اليوم بشكل إيجابي وسوف نبلغكم بذلك». وسئل عن النتائج التي توصل اليها فأجاب: «إلى هذه الساعة ما أستطيع قوله هو أنني لست منزعجا». ورفض عبارة «الثلث المعطل» لأنها «كلمة سلبية لا يمكن فهمها ولا التعايش معها، فهل يوجد في الدنيا من يقبل الشروط التعطيلية، خاصة في لبنان المعطل أصلاً». وأقر بوجود «الصعوبات في كل الأركان، فكل ركن صغير تجد فيه صعوبة، ونحن نحاول كنس هذه الصعوبات». لكنه تحدث في المقابل عن «أوجه تشابه كبيرة، وبعض أوجه الاختلاف التي يمكن التعامل معها في نظرة الأطراف الى المبادرة العربية». وأكد أنه لا يحمل «قاموسا تفسيريا، فالمبادرة واضحة، ومن يريد أن يفهمها فليفهمها، ولا يمكن لأحد أن يفسر على ذوقه، فهناك المصلحة اللبنانية، وهناك الموقف العربي، وان المصلحة اللبنانية ليست مجالا للدردشة وللتفسيرات المختلفة وضياع الوقت، لأن لبنان هو في وضع الساعة الحادية عشرة». ومن جهته، أكد قباني دعمه للمبادرة العربية وللجهود التي يقوم موسى لتقريب وجهات النظر بين الأطراف اللبنانية.

وزار موسى قائد الجيش العماد ميشال سليمان المرشح التوافقي لرئاسة الجمهورية، ثم زار بكركي والتقى البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير. وبعد اللقاء قال موسى: «اللقاء هو للسعي مع غبطة البطريرك الى الخروج من الوضع الحالي، وهو لا يحتاج الى معجزة، علما بانني طلبت من غبطته ان يصلي ويدعو لنا، كما طلبت صباح اليوم من سماحة المفتي ان يدعو لنا ايضا. ولكن الموضوع اعود واكرر ليس في حاجة الى معجزة، الحل قائم، خصوصا انه تم التوافق على اسم الرئيس، ومن غير الطبيعي ان يتم هذا التوافق وتبقى عمليات الشد والمد». واضاف: «ان العالم العربي لا يفهم ولا يقدر هذا الوضع. لماذا يحصل ذلك؟ ولماذا يبقى منصب الرئيس فارغا؟ فالجامعة العربية بقرارها الاجماعي تقوم على فورية انتخاب الرئيس وتشكيل الحكومة طبقا لما هو متعارف عليه في العرف والدستور، شرط الا يكون هناك استئثار ولا تعطيل، والرئيس الجديد سيكون هو من يرعى المسيرة ويترأس لبنان الجديد وينطلق بلبنان الى الامام، مع الحفاظ على المصالح اللبنانية، بما في ذلك على علاقات الجوار التي يجب ان تقوم على اساس الواقعية والاحترام والمصلحة المشتركة، فأنا لست يائسا، بالعكس انا ارى الفرصة سانحة ومحادثاتي اليوم كما حصل بالامس، منذ ان وصلت ستؤدي الى شيء». وأكد أنه لم ير من المعارضة «اعتراضا على المبادرة» وأن التوافق العربي تم حولها «بما في ذلك سورية». سئل: لماذا عندما يختلف العرب يترجم اختلافهم في لبنان؟ فاجاب: «لانكم مختلفون في ما بينكم، ولو اعتبرتم ان لبنان هو الهاجس الاول لكم لما كان تدخل احد». وزار موسى العماد ميشال وعون والرئيس الاسبق امين الجميل، وتحدث الى الصحافيين فقال: «أنا مضطر لأن أتكلم في مؤتمر صحافي كل ساعة. وهذا شيء صعب جدا وغير مفيد. انتهزت الفرصة لازور الرئيس امين الجميل لاتشاور معه وانا أحييه واشكره على كل الافكار التي طرحها وعلى التشاور المفيد والمهم الذي تم. اني في حركة مستمرة بين القيادات والتيارات اللبنانية المختلفة، وكما قلت من قبل في عدد من المؤتمرات الصحافية، التي نتعامل معها على مدار الساعة، كما يبدو، اني لست منزعجا وارى فائدة كبيرة في اللقاءات التي تمت حتى الان والايجابية هي الصفة التي استطيع ان اطلقها على كل هذه اللقاءات. ونحن مستمرون ولم أتعد الاربع والعشرين ساعة في بيروت ولدي وقت، وارجو ان يكون هذا الوقت مفيدا لاحراز تقدم». وقال الجميل: «كانت جولة مفيدة طرحنا فيها وجهة نظرنا واكدنا أولوية انتخاب الرئيس. فعدم الانتخاب هو وضع انتحاري. نحن في حاجة الى نقطة ارتكاز للمؤسسات. وهذا لا يكون من دون الانتخاب في أسرع وقت. وبعدها يمكن التفاهم بسرعة على الامور الاخرى كالحكومة وغيرها من الترتيبات». وفي وقت لاحق التقى موسى رئيس مجلس النواب نبيه بري بعدما كان قد التقاه أول من أمس الأربعاء.