«القرد الفلبيني» يحير السفن بالخليج وقد يكون وراء الاحتكاك البحري الأميركي ـ الإيراني

مراسلات لاسلكية مجهولة تستخدم تهديدات وعبارات بذيئة

TT

منذ عام 1982 في الأقل كانت سفن البحرية الأميركية التي تمخر عباب الخليج تستفز من جانب عمليات بث لاسلكي غامض تتسم بكونها بذيئة وحمقاء وعنصرية وطفولية وتنطوي على الكراهية والترهيب. وفي بعض الأحيان، يهدد الأشخاص الذين يمارسون الارسال الاستفزازي السفن الأميركية، وفي أحيان أخرى يهذون، طيلة الليل، بأصوات عالية. ولم يؤخذ كثير منها على محمل الجد، الى ان أسرعت خمس زوارق حراسة ايرانية باتجاه ثلاث سفن حربية أميركية، الأسبوع الماضي، في مضيق هرمز. وهناك الآن أسئلة حول ما اذا كانت عمليات الارسال اللاسلكي مرتبطة بالتهديد اللفظي الذي جرى في ذروة المجابهة يوم السادس من الشهر الحالي من أجل تفجير هدف غير محدد «خلال دقائق»؟ في البداية، فكر المسؤولون الأميركيون في ان الرسالة من ايران وموجهة الى السفن الأميركية، ولكنهم قالوا منذئذ إنه لا يمكن أن يبرهنوا على أصلها وهدفها. وتحولت المجابهة الى قصة دولية. هدد الرئيس بوش طهران بـ«عواقب وخيمة» تجاه أي استفزاز مستقبلي. وقال ريك هوفمان، الكابتن المتقاعد في المدمرة الأميركية التي تحمل صواريخ كروز موجهة، والذي اصغى الى الكلام خلال جولات في الخليج بين أعوام 1982 و2002، «لا أعتقد ان للايرانيين صلة بالموضوع. كان ذلك شخصا يمارس السخرية. هناك شخص دخل الى دائرتك وحاول التدخل بعمليات عسكرية». في أوائل الثمانينات من القرن الماضي، أصبح مصدر تلك الرسائل الاستفزازية يعرف باسم Filipino Monkey او «القرد الفلبيني» لأنه يرطن الانجليزية بلكنة فلبينية، وذلك وفقا لضباط في البحرية سمعوا البث. ومنذئذ أنتجت عمليات البث مجموعة كبيرة ممن يمارسون التقليد الأعمى عرفوا ايضا بالاسم Filipino Monkey لأن لا أحدا اكتشف هوية أو أصل أيٍّ منهم. وكل عمليات الارسال كانت تأتي من مكان ما في الخليج. وقال جي. إي. ويلسون، (كولونيل البحرية المتقاعد)، الذي عمل في الخليج وقارن البث مع أنماط أخرى، انه «يمكن أن يكونوا عددا كبيرا من الأشخاص بل حتى شبكة من الناس وأنا ارتاب في ذلك».

وقال هوفمان إنه خلال عمليات انتشاره الأخيرة، تصاعدت الاعتراضات بالبث اللاسلكي. وقال «انه لم يكن الشخص نفسه يتكرر ليلة اثر أخرى. انهم يغذون بعضهم بعضا. انهم مثل اشخاص لديهم علبة صبغ. انها رسوم لاسلكية على الجدران. ويمكن أن يبدو أي شخص قريب من جهاز ارسال أحمقَ».

وأدى احتمال أن يكون «القرد الفلبيني» مرتبطا بالتهديد اللفظي الذي حدث الأسبوع الماضي في مضيق هرمز، والذي اوردته مجلة «نيفي تايمز» يوم الجمعة، الى خيبة امل في اسطول البحرية الخامس في الخليج. وكشف بحث في موقع غوغل على الإنترنت ما يزيد على 20 ألف موقع يوم اول من أمس بشأن هذه القضية في مختلف انحاء العالم بما في ذلك ايران.

وقال مسؤولون في البحرية ان التكهنات بشأن التهديد عبر أجهزة الارسال قد صرفت الأنظار عن العمل الاستفزازي الذي قامت به الزوارق الايرانية الذي كان القضية الأساسية. وقالت الكوماندور في البحرية، ليديا روبرتسون، المتحدثة باسم الأسطول الخامس، انه «بينما لا نعرف من أين جاء الارسال، نعتقد انه مرتبط بمجموع الأفعال. وقد يكون ذلك مصادفة، ولكنها مصادفة مهمة وسط الزوارق الخمسة التي كانت تتحرك بسرعة».

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»