موسى يعود إلى بيروت اليوم في محاولة «لتجزئة الحل» : انتخاب سليمان ثم البحث في الحكومة وقانون الانتخاب

أوساط المعارضة تشكك في موافقة قياداتها على المشروع

TT

يعود الى بيروت اليوم الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في مسعى جديد لإيجاد حل للأزمة القائمة في لبنان ومحاولة ايجاد صيغة لتطبيق مقررات مجلس جامعة الدول العربية في ما يتعلق بالأزمة.

وقالت مصادر لبنانية إن موسى الذي أجرى اتصالات مع وزراء الخارجية العرب بعيد مغادرته بيروت، السبت الماضي، يتجه الى تسويق فكرة تجزئة تطبيق المبادرة بحيث يتم انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية كخطوة اولى، باعتبار ان التوافق تام حول شخصه، على ان يجري البحث في البنود الاخرى، ومنها حكومة الوحدة الوطنية وقانون الانتخاب لاحقاً. ويتوجه بعدها الى دمشق لمتابعة اتصالاته.

غير ان أوساطاً في المعارضة ابدت شكوكها في موافقة قياداتها على هذا الطرح لأنه يتناقض مع مطلب «السلة المتكاملة».

وتواصلت امس ردود الفعل حول زيارة موسى، بالاضافة الى استمرار الجدل حول امكان حصول لقاء بين رئيس كتلة «المستقبل» سعد الحريري ورئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النائب ميشال عون.

وأجرى رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة امس اتصالا هاتفيا بوزير الخارجية المصري احمد أبو الغيط، تداول فيه معه «تطورات الأوضاع اللبنانية والمساعي التي يبذلها الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، والتي سيستأنفها غدا، وآفاق هذا التحرك والنتائج المرجوة منه».

وعقدت لجنة المتابعة لقوى «14 آذار» اجتماعاً بعد ظهر امس في قريطم وأصدرت بياناً اكدت فيه ان «الأولوية السياسية المصيرية في هذه الفترة هي انجاز الاستحقاق الرئاسي بانتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية»، ورحبت بعودة موسى و«الدعوة المخلصة الى التجاوب بشكل جدي مع الحل العربي المقترح الذي يمثل خلاصة جهود عدد من الدول العربية وحرصها على استقلال لبنان واستقراره وسيادته وتعدده ووحدته الداخلية».

وأبدت قوى «14 آذار» استغرابها لصدور عدد من المواقف عن قوى «8 آذار» لا توحي بنية جدية للسير في التسوية العربية، سواء عبر الهجوم السياسي عليها او التشكيك في مصداقيتها او الطعن بجدواها او الانقلاب عليها بطروحات تتناقض معها، كالدعوة الى انتخاب رئيس الجمهورية مباشرة من الشعب او اغراقها في ملهاة الطروحات الشكلية التي تهدف الى حرف المبادرة العربية عن مسارها واضاعة جوهرها نتيجة لغياب القرار السياسي لدى النظام السوري بحل الأزمة السياسية والدستورية وفق رؤية الشرعية العربية.

ودعا نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان، عون والحريري الى الاجتماع في مقر المجلس الاسلامي الشيعي للتشاور لإنجاز حل للازمة، فيما استبعد وزير التنمية الادارية جان اوغاسبيان (تيار المستقبل) عقد الاجتماع، مرجحاً العودة الى طاولة الحوار.

وقال: «نحن بانتظار عودة الامين العام لجامعة الدول العربية الدكتور عمرو موسى مجددا الى لبنان.. والافضل ان يأتي الحوار موسعا في حضور الجامعة العربية ليطلع الجميع على القرارات الرسمية لهذه المبادرة، وليتم التفاهم على الخطة، او خريطة الطريق».

واعتبر عضو كتلة تيار «المستقبل» النائب عمار حوري «ان ما قاله النائب ميشال عون لا يشجع على عقد أي لقاء بينه وبين النائب سعد الحريري، مشيراً الى ان عون «لم يثبت امتلاكه مواهب حوارية في اي مرحلة سابقة». وقال: «الجميع يعلم ان الحوار قد أنجز وتم الاتفاق على ثلاثة عناوين ظهرت من خلال المبادرة العربية، وهي انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا، تأليف حكومة وحدة وطنية لا ترجيح فيها للاغلبية ولا حق تعطيل للاقلية، وقانون انتخاب عادل ومنصف. وقد اجمع الطرفان عليها». ورأى حوري ان عودة الحديث عن الحوار «يعني ان من يطلبه يرفض ما تم الاتفاق عليه، ويصر على إبقاء الفراغ في سدة الرئاسة». ودعا عضو كتلة «المستقبل» النيابية النائب مصطفى هاشم، الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى «عقد لقاء مع جميع أقطاب القوى اللبنانية للبحث في الأزمة اللبنانية وتداعياتها بشكل جدي لدى عودته إلى بيروت». واكد ان «لا جدوى من اللقاءات الثنائية التي لا يمكن أن تكون المدخل إلى الحل، لأن قوى 8 آذار غير مجمعة على ترجمة واحدة لمقررات اجتماع القاهرة الأخير والذي لا لبس فيه بحيث أن كل طرف يفسره بما يتوافق مع مصلحته».

واتهم النائب علي خريس (كتلة نبيه بري) الادارة الاميركية بـ«تعطيل كل المبادرات التي تحفظ حق المعارضة بالمشاركة في القرار السياسي بهذا البلد». وأكد «أن المعارضة تتعاطى بايجابية وانفتاح ومرونة مع جميع المبادرات التي تطلق، لأن السبيل الوحيد لإعادة احياء هذا البلد هو التلاقي والحوار والمشاركة الحقيقية، لا الاستئثار والتفرد اللذان يأخذان الوطن الى المزيد من الشرذمة والانقسام والازمات».ورأى عضو كتلة عون النائب فريد الخازن ان مبادرة موسى مدعومة هذه المرة بمواقف اقليمية ودولية، لافتاً الى ان «هناك جدية تختلف عن المحاولات السابقة.. لكن هناك مزيداً من العمل». واعتبر «ان إصرار الاكثرية على رفض لقاءات ثنائية مؤشر سلبي جداً».

وقال رئيس تيار «المردة» الوزير السابق سليمان فرنجية ان «التفاؤل ضئيل لكن نبقى متفائلين رغم أن المبادرة العربية هي طرح للأكثرية اللبنانية بصيغة دبلوماسية أفضل»، وقال: «لا شيء جديد، فهمناها 10+10+10 وأتى ليترجمها لنا الأمين العام عمرو موسى على انها 14+6+10 وهذا أمر مرفوض من قبلنا.. وهو يعود ليضع طروحات جديدة، وسنرى إن كانت الطروحات ستريح المعارضة». ورداً على سؤال عما اذا كانت المعارضة تتحضر لخطوات تصعيدية، قال فرنجية: «خطوات المعارضة ستحصل غير أنه طالما هناك بصيص نور وأمل في مبادرات يمكن أن توصل إلى حل المعارضة لن تكون المعرقلة». وشدد «على أن لقاء عون ـ الحريري هو أساسي، ومن الضروري أن يتم التحاور بين القطبين الأساسيين في البلد»، معتبرا «ان الرفض لهذا الحوار انما هو اهانة لجزء كبير من الشعب اللبناني وإهانة أساسية للطائفة المسيحية لان المسيحيين اختاروا العماد عون ممثلا لهم، وعندما يرفض الحوار معه نعتبر ذلك انتقاصا كبيرا من حق الطائفة المسيحية».

وحول علاقته ببكركي (البطريركية المارونية) قال فرنجية: «العلاقة في السياسة سيئة جداً، فسيدنا البطريرك هو اقرب الى الغرب سياسياً ونحن اقرب الى الشرق».