يوميات جولة بوش بأقلام بعض مرافقيه على موقع البيت الأبيض

مرافقو الرئيس تحولوا إلى كتاب مدونات وسجلوا انطباعاتهم عن الضيافة والمباحثات

TT

في بادرة غير مسبوقة، نشر بعض مرافقي الرئيس الأميركي جورج بوش، انطباعات في مدونات خاصة (بلوغ) على موقع البيت الأبيض الالكتروني. وشرع هؤلاء المرافقون، وهم من كبار المسؤولين في البيت الأبيض، في تسجيل انطباعات شخصية منذ بداية الجولة. وكان موقع البيت الأبيض ينشر عادة في هذه الزاوية، الأسئلة التي توجه للرئيس الأميركي من طرف زوار الموقع، وكذلك بعض الأنشطة ذات الطابع الاجتماعي، خصوصا انشطة لورا بوش السيدة الأولى. بيد أنها المرة الأولى التي يكتب فيها مسؤولو البيت الأبيض، كتابات تمزج بين المواقف الرسمية والانطباعات الشخصية، حول الأمكنة والحفلات ووجبات الأكل. والمؤكد أن الضيافة العربية تركت اثراً واضحاً على الأميركيين.

والانطباعات المنشورة على شكل دفتر يوميات، وضع لها عنوان ثابت يقول «ملاحظات حول رحلة الشرق الأوسط»، وشارك في هذه الانطباعات ستيف هادلي مستشار الرئيس بوش للأمن القومي، ودانا بيرنو المتحدثة الصحافية باسم البيت الأبيض، وبيل ماكيرن المكلف كتابة خطابات بوش، وآد غيلبي أحد مستشاريه.

وتتسم الكتابات بالطرافة، وقدر غير قليل من الحميمية، خاصة كتابات دانا بيرنو، وهي في الأصل صحافية، نقرأ مثلا عن انطباعاتها حول وصول الرئيس بوش إلى السعودية، حيث كتبت تقول تحت عنوان «وصول فخم إلى السعودية»: «قبل مغادرته (الإمارات) أمضى الرئيس بعض الوقت مع بعض موظفي القنصلية الأميركية، ثم بعد ذلك ودع مضيفيه من دولة الإمارات، وصعد إلى الطائرة الرئاسية رقم واحد، التابعة لسلاح الجو، متوجها إلى السعودية. كان وصولنا إلى السعودية مهيباً، حيث أطلقت المدافع 21 طلقة، وأتيحت الفرصة للوفد السعودي لمصافحة الرئيس، كما اتيحت لنا الفرصة لمصافحة الملك، ثم توجه موكبنا إلى القصر الملكي، حيث تناولنا وجبة مدهشة، وفي اليوم التالي وجه الملك الدعوة للرئيس لزيارة مزرعته الخاصة. قيل لنا اننا جلبنا معنا طقساً أبرد، وربما بعض الأمطار. أتمنى أن لا ينزعجون (السعوديون) لذلك». وكتبت دانا بيرنو عن العشاء، الذي تناوله الرئيس بوش في البر في ابوظبي، بدعوة من الشيخ محمد بن زايد ولي عهد ابوظبي، وقالت إن العشاء يمكن أن يوصف بأنه مذهل، ومضت تقول «كان الطقس بارداً بأكثر مما توقعت، لقد امطرت في اليوم السابق في ابوظبي، وسمعت انه ومنذ أشهر لم يهطل المطر. انتقلنا بطائرات هيلوكوبتر الى نقطة نائية في الصحراء، حيث نصب مضيفونا ثلاث خيام، وقدموا للرئيس عرضاً للصقور، التي تتم تربيتها هناك. سألني الشيخ عبد الله بن زايد وزير الخارجية، اذا كنت أرغب في حمل أحد الصقور. سألته: هل هو ثقيل الوزن. أجاب: لا ليس ثقيلاً. طلب مني أن أبسط راحة يدي لتبدو مثل قفاز بدون أصابع، ثم طلب مني الامساك بالشريطين (يربطان الصقر)، وجدت انه ثقيل الوزن، لكن المؤكد أن الأمر كان رائعاً. قالوا لي إن الصقر يمكن أن يرى مسافة تمتد إلى ثلاثة أو اربعة أميال (خمسة إلى ستة كيلومترات)، وعادة ما يستعان بها في القنص، عندما يكون عمره سنتين أو ثلاث سنوات. إنه طائر ممتع وعظيم».

وإذا كان كتابات دانا بيرنو تتسم بالرشاقة، وسجلت انطباعاتها من دون تكلف، فإن مدونة ستيف هادلي مستشار الامن القومي، اتسمت بطابع رسمي الى حد كبير. يستهل احدى مدوناته قائلا «ابلغ السفير كروكر (سفير واشنطن في بغداد) ان البرلمان العراقي يعقد الآن اجتماعاً، وسيتخذ قراراً حول قانون العدالة والمحاسبة، والذي يعرف ايضاً باسم «اجتثاث البعث».. القادة العراقيون يبحثون التوصل الى تحديد العلاقة بين الحكومة الوطنية و18 محافظة.. الجنرال بترايوس يقول، «إن الوضع مستمر في التحسن، لكنه شدد على ان هناك الكثير الذي يجب عمله». يشار الى أن بوش التقى القادة العسكريين الاميركيين، والسفير الاميركي في بغداد، خلال محطته الكويتية من جولته الشرق أوسطية.

وفي موقع آخر فإن هادلي يقول حول زيارة الرئيس بوش للكويت «التقى الرئيس مع مجموعة استثنائية من النساء، اللائي يعملن من أجل تحقيق الحريات وتحسين الاوضاع السياسية للنساء الكويتيات. عبر الرئيس لهؤلاء السيدات التزامه بقضيتهن. لقد سمعته عدة مرات، وسمعته اليوم يقول إن النساء هن العنصر الاساسي لتحقيق التقدم والحرية». ويضيف قائلاً «الأمر المثير ان عدداً من هؤلاء السيدات درسن في الولايات المتحدة، وعدن الآن الى الكويت، ليصبحن عناصر للتغيير».

واذا كانت مدونة ستيف هادلي «رسمية»، فإن المدونة التي كتبها بيل ماكيرن جافة. فباستثناء فقرة عن احوال الطقس، فإنه اختار تثبيت فقرات من خطابات بوش، اي من كلماته هو شخصياً، حول بعض القضايا المختلفة. يقول عن حالة الطقس «عندما وصلنا الى ابوظبي، استغربنا أن نجد الطقس ماطراً. وبعد غداء باذخ انتقلنا عبر موكب الى فندق قصر الإمارات (امارات بالاس)، يبدو المكان كأنه جزء من حلم. مساحة الغرفة تكاد تكون في مساحة منزلي، وقبة السقف أكبر من قبة القديس بول في لندن».

في السياق نفسه، جاءت مدونة آد غيلبي احد مستشاري الرئيس بوش، وهي أكثر رسمية حتى من مدونة هادلي، حيث يقول في واحدة منها «بدأت الرحلة الى الشرق الأوسط بداية ايجابية، حيث عقد الرئيس اجتماعاً بناءً مع رئيس الحكومة اولمرت (رئيس الحكومة الاسرائيلية) مساء الاربعاء، وعقد (الخميس) اجتماعاً مع عباس (محمود عباس) رئيس السلطة الفلسطينية، الرجلان التزما السعي لاقرار سلام دائم من أجل الشعب الذي انتخبهما، واقاما الدليل على اتخاذ قرارات صعبة ضرورية للتوصل الى اتفاق تاريخي».