مفتي سورية: الرسوم الكرتونية في الدنمارك أعطيت أكثر مما تستحق

قال إنه لا حرب مقدسة بل السلام هو المقدس

TT

دان مفتى سورية الشيخ أحمد بدر الدين حسون، اعمال القتل والعنف باسم الدين، مؤكدا ان الاسلام لا يلتقي مع التطرف قائلا «لعن الله كل من يقتل طفلا أو شخصا، فلسطيني أو إسرائيلي أو عراقي، لأنه يقتل الإنسان الذي كرمه الله، بمعزل عن ديانته»، وذلك في كلمة ألقاها امام البرلمان الاوروبي في افتتاح فعاليات العام الاوروبي للحوار بين الثقافات.

واستهل مفتي سورية كلمته بإلقاء السلام بالعربية ولغات اخرى قائلا، إنه لا وجود لما يسمى بصراع الحضارات لأن «الحضارة واحدة والثقافات مختلفة. والثقافات والديانات تثري الحضارة الإنسانية الواحدة، التي نواجه عبرها الإرهاب والحرب». ووجه حسون نداء من أجل العمل الجماعي لـ«إعلاء شأن كرامة الإنسان»، داعيا البرلمان الأوروبي إلى تقديم المساعدة لدول المنطقة العربية للعمل معها من أجل بناء مجتمع سلام بعيداً عن الحروب.

ودعا المفتي أصحاب الثقافات المختلفة للتكاتف لمواجهة الشر قائلاً «لو هدمت الكعبة، وهي التي بناها بنو البشر، لظهر من سيبنيها، لو هدمت كنيسة القيامة أو المسجد الأقصى، فسيظهر من يعيد البناء، ولكن لو قتل الإنسان، فمن يعيد إليه الحياة».

وحول العنف والإرهاب، أكد المفتى أن «الديانات كلها، بما فيها الإسلام هي ديانات حب وسلام وهي ترفض القتل»، مؤكدا ان «لا وجود لحرب مقدسة، بل الإنسان هو المقدس. ومشددا على ان «التطرف ليس ملازماً للعالم الإسلامي، بل هو نتيجة ظلم لحقَ بالمسلمين». وقال «العالم الإسلامي يريد السلام، فإذا قتلنا إنسان نكون بذلك نخالف كل الديانات». مضيفا «لعن الله كل من يقتل طفلا أو شخصا، فلسطينيا أو إسرائيليا أو عراقيا، لأنه يقتل الإنسان الذي كرمه الله بمعزل عن ديانته».

وتطرق مفتي سورية إلى دور التربية في صنع السلام، «يجب أن نقوم بتربية أطفالنا والأجيال المقبلة على أساس القيم الإنسانية الواحدة وعلى كرامة الفرد وهنا يجب أن نبدأ بفلسطين، أرض السلام، لو استطعنا أن نضعهم، إسرائيليين وفلسطينيين معاً، سيعيشون بسلام»، معيداً إلى الأذهان قول البابا الراحل يوحنا بولس الثاني، «بدل بناء الجدار، ابنوا الثقة والتفاهم فيما بينكم».

ودعا المفتي السوري البرلمان الأوروبي إلى زيارة دمشق عاصمة الثقافة العربية لعام 2008، باعتبار أن «سورية مدت يدها للسلام وكانت دعوة الرئيس بشار الأسد العام الماضي لإقامة سلام والتخلي عن لغة الحرب والسلاح والتحدث عن سلام حقيقي». ورداً على سؤال حول المسألة الكردية في مؤتمر صحافي، أكد المفتي أن مسألة الأكراد يجب أن تحل في إطار إقليمي. لافتاً إلى أن «سورية دعمت حزب العمال الكردستاني عندما كان منظمة سياسية ولكنها سحبت هذا الدعم عندما تحول إلى العنف». وأردف «نحن لا نستطيع أن ندعم العنف، ولا نؤمن بالسلاح كطريق لحل المشاكل».

وتعليقاً على قرار الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي تعليق الاتصال مع دمشق بشأن الملف اللبناني، قال «سورية ردت بالقول بأن القطيعة ليست طريقة لحل المشاكل يجب اللجوء إلى الحوار». كذلك، انتقد مفتي سورية بعض وسائل الاعلام التي ضخمت، بحسب رأيه، مسألة الرسوم الكرتونية المسيئة للنبي محمد. وقال «كان ذللك عبارة عن خلاف بين رسام وبعض الافراد الا ان بعض وسائل الاعلام استغلته وحولته من قضية خاصة تتعلق بصحيفة الى طلب تقديم اعتذار من الدنمارك».

وتساءل «من نظم هذه التظاهرات؟ هنالك وسائل اعلام في اوروبا والعالم الاسلامي كانت تريد ان تثير نزاعا، ان الرسوم الكرتونية اعطيت اهتماما اكثر مما تستأهل»، مشددا في الوقت نفسه على ادانة الرسوم الكرتونية ووجوب احترام الشخصيات الدينية والثقافات والمعتقدات وعدم استغلال حرية التعبير.

ومن جانبه، أعرب رئيس البرلمان الأوروبي عن سعادته لسماع شهادة الشيخ حسون الذي «يعبر عن رفض الحرب والعمل من أجل السلام»، وقال مخاطبا إياه «على أساس التسامح والكرامة الإنسان التي تكلمتم عنها يمكن بناء مستقبل سلمي» بين الشعوب».