بوش واثق بقيام دولة فلسطينية ويجدد التزامه بأمن الخليج

الرئيس الأميركي يسترجع في مدونته أهم محطات جولته في المنطقة ويتحدث عن أناقة ملابسه

TT

بدا الرئيس الأميركي جورج بوش، واثقاً بقيام دولة فلسطينية، بعد عودته من أطول جولة في منطقة الشرق الاوسط، زار خلالها بعض الدول لأول مرة. ووصف بوش، في مدونته في موقع البيت الأبيض الالكتروني، جولته بأنها كانت «طويلة وناجحة». واشار الى انه أراد تحقيق تقدم حول ثلاثة مواضيع، كما عبر عن انطباعات شخصية حول بعض محطات الرحلة. وقال في هذا الصدد إن الولايات المتحدة التزمت مساعدة اسرائيل والفلسطينيين لتحقيق السلام، وحتى يتحقق السلام فلا بد من مساندة دول المنطقة، الجانبين على حد سواء، واخيراً جددت التزامها بأمن دول الخليج.

يشار الى ان كبار المسؤولين الاميركيين الذين رافقوا بوش كتبوا في بادرة غير مسبوقة، مدونات تضمنت انطباعاتهم الشخصية حول الجولة، ويبدو ان الرئيس الاميركي رغب ان يشارك بنفسه في هذه البادرة، فأجاب من خلال مدونته على اسئلة من اشخاص عاديين طرحوها عليها عبر البريد الالكتروني.

ورداً على سؤال حول الاسباب التي تجعله يعتقد ان مبادرته في الشرق الاوسط، ستحقق ما عجز عنه رؤساء آخرون، قال بوش «لا شك ان تحقيق السلام بين الفلسطينيين واسرائيل عمل شاق، وحاول عدة رؤساء ذلك من قبل لكنهم لم يحققوا النتائج المرجوة، والاسباب التي تجعلنا ننجح هذه المرة، التزام قادة اسرائيل والفلسطينيين، ايهود اولمرت رئيس الحكومة الاسرائيلية، والرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن)، الى حل يقضي بقيام دولتين ديمقراطيتين تعيشان في سلام جنباً الى جنب. وهذه هي المرة الاولى التي يلتزم الجانبان بتحقيق الهدف نفسه، وهما فعلا ذلك لأن الأمر يتعلق بأمن اسرائيل ورغبة الفلسطينيين لتكون لهم دولتهم. هذا اولا، وثانياً التزام دول المنطقة بتأييد عملية السلام، وهذا أمر مهم لأنه يمنح الثقة الضرورية للطرفين لاتخاذ قرارات صعبة. وثالثاً تعب الناس العاديون من العنف واملهم في شيء أفضل».

وحول اهم محطات الجولة قال بوش «الاجتماعات في رام الله والقدس، وزيارة أماكن مقدسة، والرحلة الى منطقة الخليج، وتناول العشاء في الصحراء في ابوظبي مع ولي العهد، والسفر الى دبي، والتفرج على رقصة السيف (العرضة) في البحرين، واللقاء مع نساء ناشطات في الكويت، وتمضية الليل في مزرعة الملك عبد الله (بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين)، وتناول وجبة غداء مدهشة في شرم الشيخ».

وقال بوش إنه يساند ويدعم تجارة واستثمارات حرة ونزيهة مع دول الخليج، مشيراً الى انه يتفهم رغبة دول الخليج في تطوير الطاقة النووية للاغراض المدنية، باعتبارها وسيلة لتحلية المياه، لأن المياه مادة ثمينة في هذه الدولة.

وحول ما اذا كان لبنان ما يزال حاضراً في الأجندة الأميركية، وعن سبب عدم زيارته ضمن الجولة قال «أستطيع تأكيد التزامي بالديمقراطية في لبنان. سورية تسعى من الخارج لتخريب العملية السياسية في لبنان. نحن ندعم حكومة (فؤاد) السنيورة وجهود مجموعة 14 مارس (آذار) من أجل انتخاب رئيس للبلاد طبقاً للدستور، ولم أرغب في ارباك العملية السياسية الحساسة التي تتقدم الى الامام، وبناء على ذلك بحثت مع قادة الشرق الأوسط عن الكيفية التي يمكننا بها مساعدة اللبنانيين لحل مشاكلهم مع التدخل السوري وحماية ديمقراطيتهم». وفي معرض اجابته حول الاستراتيجية التي يفترض ان تتبعها الولايات المتحدة، من اجل تحقيق السلام والحرية والديمقراطية في الشرق الاوسط، جنبا الى جنب مع الحرب ضد الارهاب، قال بوش «تطوير الحريات في الشرق الاوسط سيؤدي الى خلق مناخ ضد المتطرفين، ونحن نقوم بنضال مثالي، لأن المتطرفين يعتمدون ايديولوجية قائمة على الكراهية وعدم التسامح، في مواجهة ايديولوجية تعتمد الحرية، وتهدف الى ترسيخ الأمل والتسامح والاحترام. وتقدم الحرية والعدالة سيؤدي الى تهميش المتطرفين، ومع عملنا على نشر الحرية، يمكننا ان نبين الامر بجلاء لاصدقائنا وحلفائنا ان من واجبهم مواجهة المتطرفين الذين يعملون على زعزعة مجتمعاتهم وفي بعض الاحيان اسقاط حكوماتهم».

وقال بوش رداً على سؤال حول السمات المشتركة التي لاحظها، خلال جولته بين الاميركيين وشعوب الشرق الاوسط «ربما تكون السمة رغبتهم جميعاً في العيش بسلام. اود تذكير مواطنينا ان تطلعات الأم المسلمة هي نفس تطلعات الأم الاميركية، وذلك بأن تربي اطفالها في عالم يسوده السلام والامل. والرغبة في الأمن والسلام توفر الأسس لاستراتيجيتنا لهزيمة المتطرفين والارهابيين، الذين يستعملون القتلة كوسيلة لتحقيق اهدافهم السياسية».

وسئل بوش عن الشخص الذي يختار له ملابسه وربطات العنق الأنيقة، التي ظهر بها في أنشطته فأجاب «اختار بنفسي بدلاتي وربطات العنق، واشكركم على هذا الاطراء».

وختم بوش مدونته قائلاً «كنت سعيداً بالاجابة على بعض الاسئلة، ولا شك كانت لنا رحلة عظيمة، ولا شك في أنني سعيد بالعودة الى الوطن، من أجل اللقاء مع لورا وبارني وبيازلي (ابنتيه التوأمين).. وقبل كل شيء لا يوجد مكان تضع فيه رأسك أفضل من فراشك، وسط أشخاص تحبهم».