نيغربونتي ورايس يقودان جهودا أميركية لفرض جولة ثالثة من العقوبات على إيران

جليلي يتوجه إلى بكين قبل اجتماع دول مجلس الأمن في برلين

TT

أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك، ان وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس ستلتقي الاسبوع المقبل في برلين نظراءها في الدول الخمس الاخرى التي تبحث في الملف النووي الايراني، لمناقشة فرض جولة ثالثة من العقوبات على طهران. ويأتي ذلك فيما يبذل جون بيغربونتي نائب رايس جهودا مماثلة في الصين، التي يزورها حاليا ويهدف الى اقناع قادتها بتعزيز العقوبات على إيران.

وقال شون ماكورماك، ان رايس ستزور برلين الثلاثاء لاجراء مناقشات مع وزراء خارجية الدول الاربع الاخرى الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي (بريطانيا وفرنسا وروسيا والصين) والمانيا للبحث في عناصر قرار ثالث لمجلس الامن في هذا الصدد. واضاف ان رايس «ستحضر ايضا اجتماعا للدول الخمس والمانيا حول ايران». وتابع ماكورماك ان رايس ستجري محادثات حول قضايا ثنائية بما في ذلك «دور المانيا في حلف شمال الاطلسي» قبل ان تتوجه الى دافوس في سويسرا لالقاء كلمة في المنتدى الاقتصادي العالمي الاربعاء. وقال ماكورماك ان الاجتماع يهدف الى تحقيق هدفين، «اولا، اني واثق من انهم سيناقشون قرارا ثالثا في مجلس الامن الدولي لكنهم سيناقشون ايضا المرحلة التالية والاتجاه الاستراتيجي الذي سيتخذ اثر المصادقة على القرار». واضاف «بالتالي ستجري مناقشات حول المرحلة الحالية فورا وحول القرار وما يتضمنه ثم حول ما سيجري لاحقا»، مشيرا الى انه اول اجتماع لمجموعة الدول الخمس والمانيا (5+1) على مستوى وزراء الخارجية منذ سبتمبر الماضي. واعدت الدول الكبرى التي تجري مناقشات مع ايران في 11 ديسمبر مشروع قرار ينص على عقوبات جديدة بعد اتصالات هاتفية بين المديرين السياسيين في وزارات الخارجية. لكن وزيرة الخارجية رايس اقرت بعد ذلك بوجود «خلافات تكتيكية مع روسيا والصين حول توقيت وطبيعة عقوبات جديدة».

ولا يتوقع الخبراء أن يكون القرار الجديد في حال تم الاتفاق عليه بالشدة المطلوبة لحمل ايران على تغيير نهجها. وقال جاري سامور من مجلس العلاقات الخارجية «عارض الروس والصينيون أهم البنود في مشروع القرار». ومع بلوغ سعر النفط 100 دولار للبرميل يقول بعض الخبراء ان ايران باتت تتمتع الان بواق للصدمات ويمكن أن تتحمل العقوبات.

ويأتي ذلك فيما دعا وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير في مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا المجتمع الدولي الى «البقاء حازما» ازاء الملف النووي الايراني. وفي تصريح قبل مباحثات تستغرق حوالي الساعة مع المدير العام للوكالة محمد البرادعي، قال الوزير الالماني انه قدم للاطلاع على مدى رغبة ايران في التعاون قبل اجتماع في 22 يناير (كانون الثاني) في برلين للقوى الست المعنية بالملف الايراني. وسيلي اجتماع برلين نقاش في مجلس الامن الدولي حول عقوبات جديدة ضد طهران. وقال شتاينماير «من المهم معرفة وجهة نظر محمد البرادعي اثر مباحثاته في طهران وتقديره بشأن التوصل الى حل مع ايران».

واضاف «لا تزال هناك اسئلة مفتوحة ينبغي على ايران الرد عليها اذا رغبت في ارساء مناخ ثقة. سنبقى حازمين لان المجتمع الدولي لا يمكنه السماح بتطوير تكنولوجيا السلاح النووي في المنطقة». وتابع «سنبحث كيفية تجسيد الحزم الذي اعتمدته المجموعة الدولية حتى الان، في المستقبل». وقال ان «ما تقوله اجهزة الاستخبارات الاميركية مهم بالتأكيد (هذه الاجهزة اكدت ان ايران اوقفت برنامجها النووي العسكري في 2003) غير ان هذه الاجهزة قالت ايضا ان المشكلة لم يتم حلها».

وإثر المباحثات لم يدل البرادعي ولا شتاينماير بتصريحات. وكان البرادعي زار الاسبوع الماضي طهران حيث تباحث مع المرشد الاعلى للجمهورية آية الله علي خامنئي والرئيس محمود احمدي نجاد. واثر الزيارة اعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في 13 يناير انها اتفقت مع ايران على مهلة من اربعة اسابيع لتسوية كافة القضايا العالقة بشأن برنامجها النووي وخصوصا ما يهم بعدا عسكريا محتملا فيه.

وفي بكين قال مساعد وزيرة الخارجية الاميركية جون نيغروبونتي ان الولايات المتحدة ستحاول من جديد اقناع الصين بدعم تعزيز العقوبات المفروضة على ايران. قال نيغروبونتي لصحافيين انه سيناقش هذه القضية مع القادة الصينيين خلال جولة جديدة من الحوار الاستراتيجي الاميركي الصيني تعقد في اقليم غيجو (جنوب غربي الصين) على مدى يومين. واضاف نيغروبونتي «من المهم استصدار قرار جديد في مجلس الامن الدولي لان ايران لم تحترم القرارات السابقة»، موضحا «انهاالحجة التي سنقدمها للسلطات الصينية». من جهته، اكد مصدر في وزارة الخارجية الصينية موقف بكين من هذا الملف. وقالت المتحدثة باسم الوزارة جيانغ يو «لم يتغير موقفنا من المسألة النووية الايرانية. نأمل ان تحترم ايران قرارات الامم المتحدة وتبرهن على مرونة وتعمل مع الاسرة الدولية». ومع ان تقريرا لوكالات الاستخبارات الاميركية اكد مؤخرا ان ايران اوقفت ابحاثا لانتاج اسلحة نووية، قال نيغروبونتي ان طهران مازالت تنتهك قرارا للامم المتحدة يطلب منها وقف تخصيب اليورانيوم. وتابع نيغروبونتي ان رايس ستسعى للحصول على دعم بكين لقرار جديد عند اجتماعها بنظيرها الصيني يانغ جيشي في برلين الاسبوع المقبل. وفي الوقت نفسه، ذكرت السفارة الايرانية في بكين ان كبير المفاوضين الايرانيين في الملف النووي الايراني سعيد جليلي بدأ الخميس زيارة الى الصين سيجري خلالها محادثات مع القادة الصينيين حول «التطورات الحالية». وقال مصدر في السفارة الايرانية في بكين لوكالة الصحافة الفرنسية ان جليلي سيتبادل مع القادة الصينيين افكارا حول «التطورات الحالية»، بدون ان تضيف اي تفاصيل. وصرح الناطق باسم السفارة «انها زيارة عادية وهو موجود في بكين لاجراء مناقشات مع القادة الصينيين وتبادل الافكار حول ملفات جارية مثل التطورات الحالية والقضايا الثنائية».