حكومة الصومال تعتزم الانتقال خلال أيام إلى مقديشو رغم الاقتتال الدائر حولها

110 قتلى وجرحى في مواجهات بين «شباب المجاهدين» والقوات الحكومية والإثيوبية

TT

رغم الاقتتال الدائر حولها، قالت الحكومة الصومالية إنها تعتزم خلال أيام الانتقال إلى العاصمة مقديشو. وأعلنت الحكومة الصومالية الانتقالية أنها بصدد نقل معقلها في مدينة بيداوة جنوب البلاد إلى مقديشو، رغم استمرار المواجهات بين عناصر حركة شباب المجاهدين المتشددة والقوات الصومالية والإثيوبية في شمال العاصمة وجنوبها، التي خلفت على مدى اليومين الماضيين نحو 110 اشخاص ما بين قتيل وجريح، معظمهم من المدنيين.

وزعمت حركة الشباب المجاهدين أنها قتلت 31 جندياً من الجيش الإثيوبي في سلسلة عمليات متفرقة بين الطرفين، وأوضحت الحركة أن القوات الإثيوبية ردت على هذه العمليات بقصف عشوائي لمناطق المدنيين العزل القريبة من سوق البكارة التجاري الرئيسي، مما أسفر عن مصرع 12 شخصا، معلنة أن عناصرها شنوا أول من أمس هجوما على أكبر قاعدة للقوات الإثيوبية في ملعب مقديشو الرياضي، مما أسفر عن مصرع عشرات الإثيوبيين.

وقال الناطق باسم الحكومة حاجي جوبدون، لـ«الشرق الأوسط» في اتصال هاتفي، إن رئيس الوزراء العقيد نور حسن حسين سيغادر برفقة أعضاء حكومته الخمسة عشر إلى مقديشو خلال الأيام القليلة المقبلة.

وستكون هذه هي أول مرة يصل فيها رئيس الوزراء إلى مقديشو منذ توليه منصبه قبل نحو شهرين، خلفا لسلفه علي محمد جيدي، الذي استقال بعد خلافات مع الرئيس الانتقالي عبد الله يوسف.

ولا تزال ثلاث حقائب وزارية شاغرة في الحكومة محدودة العدد، التي أقرها البرلمان الصومالي مطلع الشهر الجاري والمكونة من 18 وزيرا فقط، لكنه قال انه سيتم تعيين الوزراء المسؤولين عن هذه الحقائب قريبا.

وأوضح جوبدون أن انتقال الحكومة هو تأكيد لاستمرار سيطرتها على الأوضاع في مقديشو، التي تعاني من فوضى أمنية ونشاط مكثف لجماعات المعارضة المسلحة المناوئة للسلطة الانتقالية، معتبراً أن الوضع الأمني هناك مازال تحت السيطرة.

في غضون ذلك بدأ أمس مجلس السلم والأمن بالاتحاد الأفريقي اجتماعا في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، لبحث تمديد تفويض قوة حفظ السلام الأفريقية في الصومال، الذي أوشك على الانتهاء، لفترة ستة أشهر أخرى.

وبعد مرور نحو عام على بدء نشر قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي في الصومال (أميسوم) لا يزال حجم هذه القوات لا يتخطى ربع العدد الذي يسعى إليه الاتحاد الأفريقي، إذ توجد في الصومال حاليا قوة عسكرية أوغندية قومها 1500 جندي، بينما بدأت بوروندي منذ الشهر الماضي نشر قوات سيصل عددها الشهر المقبل إلى نحو 1600 مقاتل.

وأبلغ ألفا عمر كوناري رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي اجتماع مجلس السلم والأمن أن الدعم المالي واللوجستي الذي تم جمعه حتى الآن يعتبر أقل كثيرا مما هو مطلوب للانتشار الكامل لبعثة حفظ السلام في الصومال ودعم عملياتها، وذلك على الرغم من المناشدات العديدة التي وجهها الاتحاد الأفريقي وكررها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.