إسرائيل تهدد قادة حماس بشكل شخصي إذا لحق أذى بالجندي الأسير

أولمرت ومسؤولون آخرون يزورون سديروت لتطمين سكانها

TT

مع الإعلان عن فرض حصار شامل على قطاع غزة، كشف النقاب في تل أبيب، أمس، ان اسرائيل بعثت برسالة تهديد شخصية الى قادة حركة حماس، في أعقاب تهديدات رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل في الاسبوع الماضي، التي قال فيها ان التصعيد الاسرائيلي العسكري ضد قطاع غزة يهدد حياة الجندي الاسرائيلي الأسير، جلعاد شليط. وجاء في هذه الرسالة الاسرائيلية حسب صحيفة «معاريف» أن أي مساس بالأسير شليط سيؤدي الى انتقام شخصي من كل فرد فيهم، «بحيث نوقفكم في طابور طويل على باب جهنم». وكان وزير الدفاع الاسرائيلي، ايهود باراك، قد اصدر أوامره بإغلاق جميع المعابر المفتوحة بين اسرائيل وقطاع غزة لعدة أيام. وقال مصدر عسكري إن هذه الخطوة جاءت على أثر تطورات في المفاوضات الجارية بين حماس واسرائيل من أجل ابرام صفقة تبادل الأسرى (جلعاد شليط مقابل 450 أسيرا فلسطينيا وعربيا في السجون الاسرائيلية). فقد تبين، حسب المصادر الاسرائيلية، ان حماس طرحت مطلبا جديدا في المفاوضات لزيادة ثمن اطلاق شليط، هو أن تعيد اسرائيل فتح جميع المعابر كما كان الحال قبيل انقلاب حماس فلا تغلقها في أي حال ولا توقف الامدادات بالمواد التجارية التموينية والغذائية والصناعية. وحسب مصدر اسرائيلي آخر، فإن باراك فهم هذا المطلب على انه تعبير عن ضائقة بسبب الحصار الجزئي، فقرر أن يزيده حتى يضاعف الضغوط و«يدرك المواطنون في غزة ان القصف الصاروخي على البلدات الاسرائيلية يكلفهم ثمنا». ولكن هذا الموقف جوبه بمعارضة من بعض الجنرالات، مثل يوسف مشلب، المسؤول عن التنسيق مع الفلسطينيين، الذي قال ان قطاع غزة سينهار كليا إذا انقطع عنه التموين الغذائي لمدة أسبوعين. والجنرال يوآف غلانت، قائد اللواء الجنوبي، الذي قال انه يخشى من كارثة انسانية. ورد باراك ان الحصار سيتوقف بعد أيام.

وكان رئيس الوزراء، ايهود أولمرت، قد قام بزيارة ليلية الى بلدة سديروت وبلدة تعاونية أخرى في محيط غزة، رافقه فيها نائب وزير الدفاع، متان فلناي. وسبقه الى هناك باراك، في زيارة أخرى. وقام وزير الأمن الداخلي، آفي ديختر، امس بزيارة مماثلة. وحرص جميعهم على اصطحاب جمهرة من الصحافيين الذين نقلوا شكاوى المواطنين الذين قالوا ان حياتهم لم تعد تطاق في ظل الصواريخ. وبدا ان أولمرت يستقبل لأول مرة بحفاوة في المنطقة، حيث أعرب المواطنون عن تأييدهم للتصعيد الحربي. وقال أحد مواطني سديروت «الواضح الآن ان الحكومة تعمل على مواجهة حماس»، لكنه انتقد الجيش «الذي فشل في حمايتنا. ويبث لنا الشعور بأنه يريدنا أن نسكت». وقال آخر ان وسائل الاعلام لا تذكر الحقيقة عن وضع سديروت وانه من معرفته الدقيقة فقد غادر البلدة أكثر من نصف سكانها وليس الربع كما ذكر في أواسط الأسبوع جراء القصف. وطالبوا أولمرت بأن لا يتهاون مع الجيش في تقاعسه. وبدا أن هذه الأجواء باتت مريحة لأولمرت، فقال انه يسعى على كل الجبهات ليوقف الصواريخ، بالطرق السياسية والمفاوضات مع القيادة الفلسطينية من جهة وبالطرق العسكرية بواسطة توجيه ضربات قاسية للتنظيمات الفلسطينية المسلحة. وقال ان قواته العسكرية ومخابراته تقوم بنشاطات هائلة من أجل تصفية الارهاب الفلسطيني ضدهم. وانه ووزير الدفاع يتابعان هذه النشاطات عن كثب، مؤكدا ان العمليات العسكرية ضد التنظيمات المسلحة في غزة ستتواصل وبشدة أكبر حتى يتغير الوضع ويشعر أهالي الجنوب بالأمان. أما باراك فقال لمستقبليه في النقب إنه سيوسع عملياته العسكرية ويزيدها عمقا. وكشف ان الحكومة أمرت الجيش بالوصول الى جميع قادة الخلايا التي تطلق الصواريخ والقذائف، الميدانيون منهم والمكتبيون، المخططون والمنفذون. وقال فلنائي ان ما يجري بين اسرائيل وحماس هو حرب استنزاف بكل معنى الكلمة. وفي الحرب يجب ان يصمد السكان المعتدى عليهم، لأن هدف حماس من هذه الحرب هو أن يرحل السكان ويبثوا مشاعر ضعف. ووعد السكان بالانتصار في هذه الحرب.